بعد إعلان "مادورو" استعداده للحوار الوطني.. سيناريوهات انتهاء الأزمة الفنزويلية

تقارير وتحقيقات

ارشيفية
ارشيفية

بعد أن كشف الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو"، في خطاب له أمام المحكمة العليا، عن قبوله لمبادرة المكسيك والأوروجواي للحوار بين السلطات والمعارضة في فنزويلا، وذلك بعد اعلان "خوان غوايدو "رئيس الجمعية الوطنية تنصيب نفسه رئيساً بالوكالة" للبلاد ليتحول من شخص مجهول إلى رمز للحراك المناهض لرئيس البلاد الحالي نيكولاس مادورو.
 
فى النهاية هل تنجح مبادرة المكسيك والأوروجواي للحوار، ويتمكن طرفي الصراع من التوصل لاتفاق سلمي يجنب البلاد أزمات داخلية ومنعًا لزيادة التوترات الخارجية مع العديد من دول الجوار، خاصة بعد أعلان الجيش تمسكه بشرعية البلاد والانتخابات الرئاسية الأخيرة، أم سيكون للتحذيرات الأمريكية عوامل تأثير لأسقاط حكومة مادورو بأي وسيلة حسب تصريحات أدارة ترامب.

بعد أن كشف الرئيس الفنزويلي "نيكولاس مادورو"، في خطاب له أمام المحكمة العليا، عن قبوله لمبادرة المكسيك والأوروجواي للحوار بين السلطات والمعارضة في فنزويلا، وذلك بعد اعلان "خوان غوايدو "رئيس الجمعية الوطنية تنصيب نفسه رئيساً بالوكالة" للبلاد ليتحول من شخص مجهول إلى رمز للحراك المناهض لرئيس البلاد الحالي نيكولاس مادورو.

كما صادر الرئيس الفنزويلي على قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وطرد الدبلوماسيين الأمريكيين من فنزويلا خلال 72 ساعة، شهدت الأزمة الفنزويلية تضارب وكان أهمهم، اعتبار الجيش الفنزويلي، الخميس، أن إعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، يعد بمثابة "انقلاب"، ومحذرين من تفاقم الوضع ودعوات لضبط النفس والحوار، وكانت المعركة الكبري بين واشنطن وموسكو، فيما تباينت ردود الأفعال بين صفوف الدول العربية والإسلامية حيث أعلنت روسيا وإيران وتركيا وفلسطين رفضهم لأي تدخلات خارجية، فيما أيدت دول بينها روسيا والمكسيك وكوبا وتركيا وبوليفيا، مادورو، واعتبرته الرئيس الشرعي للبلاد.



فيما اعترفت عشر دول أخرى أعضاء في مجموعة "ليما"، والتي تدين باستمرار تجاوزات نظام  "نيكولاس مادورو"، بغوايدو، وهذه الدول هي "الأرجنتين وكندا وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس وبنما وبارغواي والبيرو"، كما كشف رئيس المجلس الأوروبي "دونالد توسك" في تغريدة على "تويتر"، أنه "يأمل في أن تكون كل أوروبا موحدة في دعم القوى الديموقراطية في فنزويلا"، وأضاف .."خلافا لمادورو، تمتلك الجمعية البرلمانية بما فيها خوان غوايدو تفويضا ديموقراطيا".


الاتحاد الاوروبي يدعم الديمقراطية وحرب روسية أمريكية جديدة 

أوضحت الممثلة العليا للإتحاد للشؤون الخارجية "فيديريكا موغيريني" إن الشعب الفنزويلي يملك حق التظاهر بطريقة سلمية واختيار قادته بحرية وتقرير مستقبله، مؤكدة أنه "لا يمكن تجاهل صوته"، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى تنظيم “انتخابات حرة وتتمتع بالمصداقية بموجب النظام الدستوري"، وكتب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك في تغريدة على تويتر أنه “يأمل في أن تكون كل أوروبا موحدة في دعم القوى الديمقراطية في فنزويلا”. وأضاف “خلافا لمادورو، تمتلك الجمعية البرلمانية بما فيها خوان غوايدو تفويضا ديمقراطيا”.


وجاء الموقف الرسمي لمجلس الأمن على لسان  الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي دعي  إلى “الحوار” في فنزويلا لمنع “تصعيد” يمكن أن يؤدي إلى “كارثة”، وقال غوتيريش على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي “نأمل أن يكون الحوار ممكنا لتجنب تصعيد يؤدي إلى نزاع سيكون كارثيا لسكان البلاد والمنطقة”.

فيما كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بيان الاربعاء "اليوم أعترف رسميا برئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو رئيسا بالوكالة لفنزويلا"، ومنذ ازدادت حدة التوتر في العلاقات بين  واشنطن وكراكاس، والتى كانت تتمتع بالتوتر الدبوماسي منذ وصول الرئيس السابق هوغو تشافيز إلى السلطة في 1999، وقال ترامب إن "الفنزويليين عانوا طويلا بين أيدي نظام مادورو غير الشرعي".

وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو الدعم قائلًا: "ندعم السلطة الشرعية في فنزويلا في ظروف تفاقم الأزمة السياسية الداخلية المستفزة من الخارج،" وأعرب "بوتين"، في اتصال هاتفي مع نظيره الفنزويلي، عن دعمه للسلطات الشرعية في البلاد في ظروف تفاقم الأزمة السياسية الداخلية المستفزة من الخارج، ومن خارج القارة، قال رئيس مجلس النواب الروسي فيتشسلاف فولودين إن موسكو تعتبر التحركات الساعية للإطاحة بمادورو غير قانونية.

وقال الكرملين: «أعرب رئيس روسيا عن دعمه للسلطات الشرعية في فنزويلا في سياق الأزمة السياسية الداخلية المستفزة من الخارج. وشدد على أن التدخل الخارجي غير البناء ينتهك القواعد الأساسية للقانون الدولي. ودعا لإيجاد حل في إطار الدستور والتغلب على الخلافات في المجتمع الفنزويلي من خلال الحوار السلمي».

وأعلن الكرملين أن الرئيس بوتين دعا خلال الحديث الهاتفي مع مادورو للتوصل إلى حل في إطار الدستور والتغلب على الخلافات في فنزويلا عبر الحوار السلمي، وشدد بوتين خلال حديثه مع مادورو على أن التدخل الخارجي غير البناء ينتهك بشكل صارخ المعايير الأساسية للقانون الدولي.



موقف أمريكي لاتيني معقد 

علقت وزارة خارجية البرازيل التي يعبر رئيسها "جاير بولوسنارو" باستمرار عن عدائه لمادورو، قائلًا أنها "تعترف بخوان غوايدو رئيسا"، برازيليا تستبعد أي تدخل خلافا لواشنطن التي لا تستبعد ذلك في حال سحق مادورو الاحتجاج بالقوة، إذ كتب ترامب في تغريدة أن "كل الخيارات مطروحة".

وقال نائب الرئيس اليرازيلي هاملتون موراو لصحافيين في دافوس بسويسرا أن "سياستنا الخارجية ليست التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان أخرى، وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند أكدت دعم الانتخابات قائلة "ندعم التزامه قيادة فنزويلا إلى انتخابات حرة وعادلة"، من جهته، أكد الرئيس التشيلي سيباستيان بينييرا "نحن مقتنعون بأن ما يسمى خطأ الرئيس مادورو جزء من المشكلة وليس من الحل".


الرئيس البوليفي "ايفو موراليس" ، كتب في تغريدة "نعتبر الولايات المتحدة مسؤولة عن التشجيع على انقلاب وعلى قتال بين الأخوة الفنزويليين" ، وأضاف "في الديموقراطية الشعوب الحرة هي التي تنتخب رؤساءها وليس الامبراطورية"، وأعلنت الأرجنتين دعمها على لسان  وزير الخارجية الأرجنتيني "خورخي فوري"  الديمقراطية قائلًا: "نريد أن يستعيد الفنزويليون الديموقراطية". 

وكتب الرئيس "ميغيل دياز-كانيل" في تغريدة على تويتر، "نقدم دعمنا وتضامننا مع الرئيس نيكولاس مادورو في مواجهة المحاولات الامبريالية لتشويه صورته وزعزعة الثورة البوليفارية"، أما وزير الخارجية الكوبي "برونو رودريغيز" فقد أكد "دعمه الحازم" لمادورو ودان التحرك معتبرا أنه "محاولة انقلابية"، وأكدت "اندريس مانويل أوبرادور"،  أنها ما زالت تعترف بمادورو رئيسا، وقالت وزارة الخارجية المكسيكية "بموجب مبائدها الدستورية بعدم التدخل، لن تشارك المكسيك في العملية التي تقضي بعدم الاعتراف بعد الآن بحكومة بلد تقيم معه علاقات دبلوماسية".

الصين تعارض الانقلاب

كما أكدت الخارجية الصينية الخميس معارضتها للتدخل الخارجي في شؤون فنزويلا الداخلية. وقال المتحدث باسم الوزارة "هوا تشونينغ" إن بلاده تدعم الجهود الرامية لحماية سيادة واستقرار فنزويلا، واستقلالها الوطني.

وجاء موقف الدول العربية ممثل برفض السلطة الفلسطينية للتدخل فى شؤون فنزويلا الداخلية،حيث أعربت وزارة الخارجية الفلسطينية عن قلقها إزاء ما تشهده فنزويلا من أحداث، وعبرت في بيان عن إدانتها لما وصفته بـ "تدخل بعض الدول بالشؤون الداخلية لجمهورية فنزويلا"، وأوضحت الوزارة في بيان أن أطرافا تتدخل و"بشكل مباشر من خلال دعم محاولة انقلاب ضد الرئيس المنتخب شرعيا، نيكولاس مادورو". وقالت الوزارة إن فلسطين "تجدد موقفها الداعي لاحترام مبدأ سيادة الدول وأنظمتها الداخلية"، مؤكدة "تضامنها مع تطلعات فنزويلا المشروعة للمزيد من الاستقرار والوحدة والازدهار من خلال حوار وطني سلمي شامل".

وأشادت وزارة الخارجية الفلسطينية بـ"مواقف المناصرة والدعم التي تقفها فنزويلا، والرئيس الشرعي نيكولاس مادورو ... مع قضية الشعب الفلسطيني العادلة في كل المحافل الدولية".

وأعلنت دول إسلامية أبرزها إيران وتركيا، رفضهم الكامل للأنقلاب، وتأييدهم لنتائج الانتخابات الرئاسية التي أتت بمادورو رئيسًا للبلاد،  وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن صدمته من تصريح لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، اعترف فيه برئيس برلمان فنزويلا خوان غوايدو "رئيسًا انتقاليًا" للبلاد، بدلًا من "نيكولاس مادورو" المُنتخب،جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيس التركي، الخميس، مع نظيرته المالطية ماري لويز كوليرو بريكا، في العاصمة أنقرة، وقال أردوغان: "كشخص يؤمن بالديمقراطية، فإن تصريح ترامب، أصابني بالصدمة"، وشدد الرئيس التركي على أن مادورو فاز بالرئاسة عبر صناديق الانتخاب.

وأضاف أردوغان أن الرئيس الفنزويلي مادورو "اتصل بنا دون تأخر للإعراب عن دعمه إثر محاولة 15 يوليو (تموز) 2016 الانقلابية الفاشلة (في تركيا)"، معتبرًا أن عدم احترام نتائج الانتخابات ينافي المبادئ الديمقراطية، وأن على "الذين يكافحون من أجل الديمقراطية الوقوف إلى جانب نتائج صناديق الاقتراع".

إيران أعلنت دعمها المطلق لرئيس فنزويلا، وذلك على لسان وزير الخارجية الإيرانية "بهرام قاسمي"، قائلًا: إيران تقف إلى جانب فنزويلا وشعبها، مضيفًا: "طهران ترفض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لفنزويلا.

فى النهاية هل تنجح مبادرة المكسيك والأوروجواي للحوار، ويتمكن طرفي الصراع من التوصل لاتفاق سلمي يجنب البلاد أزمات داخلية ومنعًا لزيادة التوترات الخارجية مع العديد من دول الجوار، خاصة بعد أعلان الجيش تمسكه بشرعية البلاد والانتخابات الرئاسية الأخيرة، أم سيكون للتحذيرات الأمريكية عوامل تأثير لأسقاط حكومة مادورو بأي وسيلة حسب تصريحات أدارة ترامب.