القنيص بحضرموت عادة أم آفة ؟!

اليمن العربي

هناك عادات وتقاليد تُحمد وإحيائها وبث الروح فيها من ذلك الزمان ؛ شئ جميل ويستحق الفخر والاعتزاز وأعني العادات والتقاليد الحميدة ولكن ؟! 

إبادة للنوع والصنف هو بحد ذاته جرم ولا يتنافى مع العُرف والقوانين الدولية ، فما يقوم به البعض من القنيص ( القناصة) للوعل والظبى والأرانب ومطاردتها وتضييق  الخناق عليها ؛ يعتبر عمل مشين وإبادة للنوع والصنف ، ما جعلني اكتب هذا المقال ؛ لأنه كما يقول المثل الشعبي ( زاد الماء على الطحين ) وأصبح هناك تفاخر واعتزاز ( وفشخرة) بهذه الإبادة ، وهذه ليست عادة حميدة ؛ بل انحراف عن الجادة والصواب .

وسأضرب للقارئ الحصيف مثل ، كنت ممن يرغب القناصة وهي عادة أصيلة ؛ ولكن جعلني اشمئز منها الإبادة الجماعية للأرانب ومطادرتها بالسيارات ، وقتل أكثر من خمسة أرانب في اليوم الواحد في ظلمة الليل البهيم ، وهنا هي الطامة الكبرى ، وفجأة تكاثر القنيص وتفاخر القوم ، ولكن حصلت فاجعة ؛ حيث قَتَل أحدهم بالخطأ صديق له ؛ خرج في ظلمة الليل من سيارته وصديقه يتابع الرمي على الأرنب ؛ فزهقت روح أعز أصدقائه.. واحجم الناس فترة ثم عاودوا الكرة مرات عديدة ؛ حتى أصبح رؤية الأرانب من المعجزات السبع ، ثم جاء دور ما يسمى ( الوبران) وتقاطر القنيص سنوات وسنوات للفوز (بوبر ) وهو حيوان يشبه السنجاب معروف بحضرموت ..حتى كاد هذا النوع يُباد عن بكرة أبيه .

وأخيراً ما يسمى القنيص بحضرموت وإبادة للوعول والظبى ؛ وسيأتي اليوم الذي بالكاد فيه ترى هذه الأنواع الجميلة تخط قدماها على تربة حضرموت وتُمتّع ناظريك بجمال لونها وطول قرونها.

الدول المتحضرة تحمي هذه الأنواع ، وتحافظ عليها وتكون محمية بقوانين ، ويعاقب كل من تمرّد عليها بالسجن والغرامة..ونحن هنا نتفاخر بإبادة النوع والصنف ، شعارنا القتل مفخرة ولون الدم كالدخون تطيب له أنفسنا ونشجع عليه أبنائنا ..لا بأس بالقناصة كما كان يفعل الأجداد ؛ عندما تكثر الوعول والأرانب والظبى ونحجم عن الإسراف والإعلان وجعلها عادة..ويُمنع القنيص عند توالدها لتكثير النوع وعادة ما تكون في نجم السماك وتعتبر فترة الإخصاب والتزاوج والتوالد .

ولكن ما نراه لا يتماشى مع الذوق والعُرف والقوانين الدولية..فهذه آفة وإبادة للصنف والنوع بحضرموت يجب وضع حد لها ؛ لكي لا نقول ( يا ليت ) فياليت لا تبني بيت  .