الحوثيون "لصوص التاريخ" (تقرير)

تقارير وتحقيقات

أرشيفية
أرشيفية




في الساعات الماضية، أقدمت ميليشيا الحوثي الانقلابية على نهب الكتب التاريخية والعلمية من مكتبة مدينة زبيد التاريخية الواقعة بالقلعة التاريخية في المدينة بمحافظة الحديدة غرب البلاد. 


وقال شهود عيان ان مليشيا الحوثي لم تكتفي بنهب الكتب التي تحتوي على تاريخ وحضارة المدينة التاريخية، بل قامت بنهب المولد الكهربائي الخاص بالمكتبة . 


ويعتبر سرقة الكتب من مكتبة زبيد كارثة كبيرة، كون هذه الكتب توثق تاريخ هذه المدينة التاريخية التي تشغل، موقعا تاريخي واثري كبير على مستوى الوطن العربي. 


وتتميز زبيد ايضا بانها مدينة للعلماء وطلب العلم ويتوافد اليها الطلاب من كافة انحاء العالم، بالإضافة إلى أنها كانت عاصمة اليمن من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر.


وأدانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" استيلاء جماعة "أنصار الله" في اليمن على مخطوطات وكتب تاريخية وعلمية نادرة من مكتبة مدينة زبيد غربي اليمن.


وقالت المنظمة، في بيان نشرته على موقعها: "ندين قيام مليشيات الحوثيين بسرقة مخطوطات وكتب تاريخية وعلمية و نفائس نادرة من مكتبة مدينة زبيد الواقعة في القلعة التاريخية بالمدينة التابعة لمحافظة الحديدة، غربي الجمهورية اليمنية".

وقال الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للإيسيسكو، إن "المخطوطات والكتب المنهوبة تمثل تراثا نفيسا يوثق تاريخ مدينة زبيد التي كانت عاصمة اليمن من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر الميلادي".

وذكر التويجري أن "سرقة هذا التراث تعتبر عملا إجراميا بحق التراث الحضاري اليمني، ومخالفة خطيرة للمواثيق والإعلانات الدولية الخاصة بحماية التراث الحضاري والمحافظة عليه".


ودعا المدير العام للمنظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وخاصة اليونسكو، إلى "التدخل لإجبار ميليشيات الحوثيين على إعادة ما نهبته من مكتبة مدينة زبيد باعتباره جزءا من التراث الثقافي للإنسانية جمعاء والذي تنص اتفاقية لاهاي المتعلقة بحماية الممتلكات الثقافية في فترات النزاعات المسلحة على تجريم الاعتداء عليه".


وفي وقت سابق، وثق تقرير "تجريف التاريخ"، الصادر عن منظمة مواطنة لحقوق الإنسان (منظمة يمنية مستقلة)، جزءاً من الانتهاكات والاعتداءات التي نفذتها ميليشيات الحوثي ضد المعالم الحضارية والأثرية في اليمن، إما بقصفها، أو تحويلها إلى ثكنات عسكرية.


وأبرز التقرير الميداني للمنظمة الحقوقية اليمنية، والذي شمل تسع محافظات، اهتمام الحوثيين بالسيطرة على القلاع والقصور التاريخية لما لها من أهمية استراتيجية في المعارك العسكرية. وكشف عن استخدام الحوثيين للمعالم الأثرية حصوناً عسكرية لشن هجماتهم انطلاقاً منها، كما عرض عددا من الأدلة بينها هجوم الحوثيين على موقع القفل في صعدة، وقصر دار الحجر في لحج، وقلعة القاهرة في تعز وغيرها.