الدوحة تقدم إغراءات لاجتذاب الهنود وتودع عشرات المستثمرين في السجون

عرب وعالم

اليمن العربي

قدمت الدوحة إغراءات عديدة لاجتذاب الهنود، لا سيما بعد أن أصبح بإمكانهم الدخول إلى قطر دون الحاجة إلى تأشيرة. 

 حيث يسري الإعفاء من التأشيرة لمدة 30 يوما من تاريخ إصداره ويمنح حامله الحق في قضاء 30 يوما في قطر، سواء كان ذلك خلال زيارة واحدة أو خلال عدة زيارات. 

ووفق المعارضة القطرية، فيأتي هذا بعد عزوف الزوار العرب عنها بسبب سياسة نظامها الداعمة للإرهاب، دشنت قطر مشاركتها الأولى في معرض جنوب آسيا للسياحة والسفر في نسخته الـ 26، والذي انطلق الأربعاء الماضي في العاصمة الهندية نيو دلهي ويستمر حتى اليوم 19 يناير الجاري. 

وفي هذا الصدد، سلط الجناح القطري بالمعرض الضوء على العروض والمزايا السياحية التي يوفرها قطاع الضيافة والسياحة لزوار قطر، وضم الوفد القطري ممثلين عن 8 فنادق وشركتين لإدارة الوجهة. 

 

كما توجد أيضا 176 رحلة جوية تقوم بتسييرها أسبوعيا الخطوط الجوية القطرية وكذلك شركات الطيران الهندية مثل "إنديجو للطيران" و"جت أيروايز" و"أير إنديا إكسبرس"، والتي توفر العديد من خيارات وخدمات الربط بين المدن الهندية والدوحة. 

يذكر أن قطاع السياحة القطري يعاني كثيرا بفعل المقاطعة العربية للدوحة بسبب دعم الإرهاب، حيث فقدت الدوحة 24%  من السياح خلال 2018، وتراجع عدد الزوار الخليجيين، وتراجعت الحجوزات الفندقية بنسبة 60%. 

إلى ذلك، كشفت صحيفة "ذي هندو" الهندية أن الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها قطر حاليا أدت بالعديد من المستثمرين الهنود إلى السجن، نتيجة شراكاتهم مع القطريين، وإجبار النظام القطري لهم على الشراكة بنسب معينة حتى ولو كان القطريون لا يدفعون أي مبالغ في هذه الشراكات.

وأوضحت الصحيفة الهندية أن الأزمة التي تعاني منها قطر أدت إلى زيادة عدد المستثمرين الهنود في السجون القطرية إلى أكثر من 200 مستثمر، بعد اتهامهم بارتكاب جرائم اقتصادية، مشيرة إلى وجود نحو 2000 رجل أعمال هندي آخر مثقل بالديون يعيشون حياة الهاربين من دون أن يتمكنوا من العودة إلى وطنهم.

ونقلت "ذي هندو" عن براجيش ثيروتييل رئيس مجلس العمل الهندي - القطري لرواد الأعمال، قوله إن بعض المخالفات الاقتصادية هي انتهاكات واضحة للاتفاق بين الهند وقطر على الترويج المتبادل وحماية الاستثمارات الموقعة في أبريل 1999، مضيفا أن حوالي 150 سجينا من مالابار والباقين، غالبيتهم من التاميل نادو.

وأوضح ثيروتييل أنه وفقاً للاتفاقية الموقعة بين البلدين، يمكن لأي هندي بدء العمل مع شراكة قطرية على أساس النسبة 49 إلى 51، ومع ذلك، فإن نمط المشاركة في الأسهم لا يتم إلا على الورق فقط، حيث يتم تمويل الاستثمارات فقط من قبل الهنود.

وأشار إلى أن الأزمة المالية العالمية المقترنة بالمقاطعة العربية لقطر أدى إلى فشل كثير من مشاريع الهنود في السنوات القليلة الماضية، حيث قال "اضطر صاحب مطعم من كوزيكود إلى إغلاق مطعمه" وتسبب عدم قدرة أحد المستثمرين الهنود (صاحب شركة نقل) على سداد ديونه إلى سجنه وتمت مصادرة وبيع جميع مركباته الستين.

وفي السياق ذاته، يقول أمين عام مجلس العمل الهندي- القطري جاناردهانان إن حبس الهنود من دون أي محاكمة ينتهك روح الاتفاق الثنائي، حيث يجب أن تخضع جميع النزاعات لإجراءات مختلفة مثل المفاوضات المتبادلة والتسوية في محكمة يكون رئيسها من مواطني دولة ثالثة وتسوية من قبل محكمة في الكويت وأخيرا التحكيم في لاهاي بهولندا.

وذكرت الصحيفة أن العديد من رجال الأعمال الهنود يمارسون أعمالهم بعد الاستفادة من القروض من البنوك. وينتهي بهم الأمر في حالة التخلف عن السداد حتى لمدة شهر في السجن حتى مع بقاء رأس ماله في الخارج أو بيعه من قبل الراعي القطري.

ويقول جاناردهانان، الذي يقبع ابنه في السجن على مدى السنوات الخمس الماضية "وهكذا لا يحصل المتخلف على فرصة لسداد قرضه في الوقت الذي ينهار فيه المشروع المشترك".

وحذر ثيروتييل،  رئيس مجلس العمل الهندي - القطري، من أن الوضع في قطر أصبح خطيرا حيث أدى الأمر الى أحد رجال الأعمال المثقلين بالديون، إلى الانتحار في حين أن تسعة آخرين من السجناء يلجأون إلى الإضراب عن الطعام كنوع من الاحتجاج على هذه المعاملة الظالمة.

وقال ثيروتييل "للسفارة الهندية حدودها الخاصة، حيث إن الجرائم الاقتصادية مثل قضايا رد الشيكات تعتبر جرائم لا يجوز فيها الإفراج بكفالة"، موضحاً "كما أن للأزمة تأثيرا اجتماعيا عميقاً في الهند أيضا، مما أدى إلى حالات انتحار وحالات طلاق لم يتم الإبلاغ عنها، هؤلاء في السجن غير قادرين على زيارة آبائهم المرضى، إن المخرج الوحيد هو أن يتدخل المجلس ويطلق سراحهم"