وزير الأوقاف يكشف عن 4 عوامل رئيسية ساعدت بالإقبال على العمرة

أخبار محلية

اليمن العربي


عدن - اليمن العربي 

أكد الدكتور أحمد عطية وزير الأوقاف ،أن أكثر من 130 ألف يمني أدَّوا مناسك العمرة خلال الأشهر الثلاثة الماضية.

 وقال عطية في تصريح نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» الصادرة اليوم الجمعة - تابعها "اليمن العربي" - إن أربعة عوامل رئيسية ساعدت هذه الأعداد في الإقبال على العمرة، أولها الانخفاض الكبير في الأسعار حيث كانت بـ3000 ريال سعودي وأصبحت بـ300 ريال فقط.

وتابع: «في السابق كانت العمرة بأسعار مكلفة لليمني، الآن فتحنا نحو 260 مكتباً ووكالة حج وعمرة في مختلف مناطق اليمن التي تحت سيطرة الشرعية أو الحوثيين بعيداً عن الجانب السياسي، وهو توجه السعودية كذلك، إلى 300 ريال حالياً فقط».

العامل الثاني بحسب الوزير هو مدة العمرة التي أصبحت شهراً كاملاً بعد أن كانت 15 يوماً فقط، يضيف: «الأمر الثالث: كانت التأشيرة تُلصَق على الجواز بعد أن يُودَع في السفارة السعودية، أما الآن تأشيرة إلكترونية تُطبّق لأول مرة في اليمن، وتُرسَل خلال خمس دقائق، والعامل الرابع هو أن العمرة الآن سياحية فبعد أن كانت محصورة في مكة المكرمة والمدينة المنورة المعتمر، فاليوم بالإمكان التجول في أي منطقة من مناطق المملكة».

ولفت الدكتور أحمد إلى أن العمرة كانت مغلقة منذ سنوات بسبب الحرب التي فرضتها ميليشيات الحوثي الانقلابية، وأردف: «بعد تسلمي مهام الوزارة قبل عامين حققنا نجاحات طيبة حتى وصلنا إلى المرتبة الأولى من بين 165 دولة في مجال المسار الإلكتروني بعد أن كنا في المرتبة 110، بعدها فتحنا مع الأشقاء في المملكة رغبتنا في تفعيل نظام العمرة، وفتحها للمواطنين اليمنيين، وحصل تجاوب كبير ومنقطع النظير منهم».

وكشف وزير الأوقاف اليمني أن 90 في المائة ممن دخلوا للعمرة لأول مرة يدخلون السعودية بعد حصار الميليشيات الحوثية وعبثهم بالبلاد، حتى أصبحت العمرة لمَّ شملٍ لليمنيين والأسر اليمنية في السعودية مع آلاف ممن لم يستطيعوا زيارة اليمن، هذه التسهيلات التي قدمها الأشقاء السعوديون دفعت اليمنيين للإقبال على العمرة بشكل منقطع النظير من كل مناطق اليمن دون تمييز، وتحت شعار «الحج والعمرة عبادة وتقديس لا شعارات وتسيس».

ولفت عطية إلى أن كل هذه الأعداد تأتي عبر منفذ بري وحيد يعمل بين البلدين، هو منفذ الوديعة، وأضاف: «علينا الأخذ بعين الاعتبار أن هذا المنفذ إغاثي وعسكري وتجاري وللمعتمرين والمقيمين، هناك جهود جبارة تُبذل من الجانب السعودي واليمني، ونقدر تقديراً عالياً أن المملكة فتحت العمرة طوال العام ونحن في حالة حرب».

وبعد تدفق الآلاف وازدحام حافلات المعتمرين في المنفذ اليمني، أوضح وزير الأوقاف أنه تم إيقاف إصدار تأشيرات العمرة مؤقتاً لتخفيف الزحام على المنفذ، ثم سيعاد إصدارها لكن بطريقة مقننة ومنظمة لئلا يحدث أي انتظار في المنفذ الحدودي.

 وقال: «هناك نحو 10 آلاف معتمر لديهم في اليمن تأشيرات جاهزة، ولن نعطي تأشيرات جديدة حتى يدخل هؤلاء، ثم سنستأنف إصدار التأشيرات عبر آلية جديدة لدخول المعتمرين بشكل منظم».

ووفقاً للوزير، فهناك التزام كامل من المعتمرين بالعودة إلى اليمن خلال الفترة المحددة وهي شهر، قائلاً: «من 130 ألف معتمر عدد المتخلفين لا يتجاوز 50 شخصاً، وأغلبهم في المستشفيات لظروف صحية فقط، وقد كانت تجربتنا في موسمي الحج الماضيين متميزة، إذ إن نسبة التخلف كانت صفراً من أصل 25 ألف حاج يمني».

وتوقع الدكتور أحمد عطية أن يؤدي نصف مليون يمني العمرة حتى شهر رمضان المقبل، مبيناً أن التوقعات كانت 200 ألف فقط خلال الفترة ذاتها، لكن «التسهيلات غير المسبوقة التي قدمتها السعودية لكل اليمنيين دون تمييز دفعت الآلاف لاغتنام الفرصة وأداء العمرة».

نور محمد (55 عاماً) مواطنة يمنية ضمن عشرات الآلاف من اليمنيين الذين استطاعوا تأدية مناسك العمرة هذا العام لأول مرة في حياتهم بعد سنوات طويلة من الانتظار، بعد تسهيلات قدمتها السلطات السعودية، رغم ظروف الحرب التي يمر بها اليمن بعد استيلاء الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً على مؤسسات الدولة.

تقول نور التي جاءت من قرية صغيرة بمحافظة شبوة (جنوب شرقي اليمن) والتقتها «الشرق الأوسط» إن «الأمر يبدو خيالاً، لا يمكنني تصديق أنني في مكة المكرمة وأنني بعد أيام سأكون في مسجد الرسول، بالمدينة المنورة، لقد انتظرتُ هذا الحلم عقوداً».

وتضيف: «كان ضرباً من المستحيل بالنسبة لي الوصول إلى هذا المكان، لكن بعد تسهيل إجراءات الحصول على التأشيرة وتخفيض الأسعار تحقق الحلم أخيراً، هناك العشرات من قريتي والقرى المجاورة تهافتوا على زيارة المشاعر المقدسة».

وتُعدّ التسهيلات السعودية عنصراً مؤثراً في تمكين آلاف اليمنيين من مختلف المشارب والمناطق من زيارة الأماكن المقدسة، وهو ما يؤكد الدور الإنساني لها داخل اليمن، كما تصف ذلك نور محمد، حيث تؤسس السعودية لمشاريع وبرامج لإعادة الإعمار في مناطق كثيرة في الجمهورية.