العمراني ومن مستنقع المناطقية يحذر الحضارم منها

اليمن العربي

في مقال طويل، أزبد وأرغى فيه الأخ محمد مصطفى العمراني، مقدما دروسا في تعظيم وإجلال المنطقة العسكرية الأولى، وأن فضلها على حضرموت لا يحد ولا يوصف، وما بقي إلا أن يقول لنا بأن فضلهم علينا كفضل والدينا علينا. هذه الأولى.

 والثانية وجّهَ سهامه نحو المعارضين من الحضارمة لوجود جنود المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، وجمع كل مفردات الاستهجان والازدراء ورماهم بها، وسماهم الأبواق المأجورة المعادية للوطن.

 ووصفهم بأنهم نافخوا قربة المناطقية المهترئة، وباثّوا المغالطات والاتهامات الكاذبة، وبالطبع فإني اعتبر نفسي واحدا ممن عناهم، لأني رافض لبقاء هذه القوات.

 ثم عاد ليعدد مناقب ومزايا جنود المنطقة الأولى، ومنها وقوفهم في الشمس كي يستظل الحضارمة وينعموا بالدفء والأمان.

 وبصراحة ظننت أن العمراني يتحدث عن كتيبة من كتائب الفتح الإسلامي في عصر الخلافة، مع يقيني أن من يعرف واقع هذه القوات فإنه لا يحتاج للرد على معلقة العمراني تلك، ولكن لزيادة التوضيح نقول للأخ العمراني هوّن على نفسك، لأن من أثار حفيظتك لتخرج لنا معلقتك تلك هو بحاح، وأنا أتفق معك في كل ما قلته فيه دون تحفظ أو حياد، وأكتفي بكلمتين فيه لأنه لا يستحق أكثر من ذلك: بحاح بالنسبة لنا منتهي الصلاحية كما هو فاقدها، ولن يعود لحضرموت أبدا.

 لكن يا عزيزي ياعمراني، إن من أغرب ما رأيت أنك تتحدث عن المناطقية، وهذا أضحكني حتى سد نفسي عن العشاء، وشعرت بالغثيان على بطن خاوية، وعادت ذاكرتي قسرا لما بعد 94 وقلت أن العمراني هذا يعيش في المريخ الذي ادعى بعض قومه أنه أرضا يمنية، يارجل!! حتى المرور كان يتم استيراده من الشمال، والحارس على بوابة بلدية المكلا، يتم إرساله لنا بالبريد السريع من الشمال، ناهيك عن المناصب الحساسة والمهمة والكبيرة، وطالما أنك تنبذ المناطقية لِمَ لَمْ نرك تطالب بقوة حضرمية أو عدنية أو مهرية، تتولى حراسة موقعا حساسا في شمالكم، ستقول هذا ماض ونحن في يمن جديد، فأقول لك ولماذا هؤلاء الجنود في حضرموت طالما هو يمن جديد.

 ألا ترى أنك بالغت كثيرا وجرّك الحماس إلى مزالق ومتاهات، المؤسف فيكم يا نخب الشمال أنكم تلبسون أي تصرف ضدكم بأنه مساس بالوطنية ويهدد اللحمة والوحدة، وحينما تسير المناطقية في فلككم، يحلُّ بداركم الموت، فلا تسمع إلا همسا.

 وأما ما وصفتها بإنجازات جنودك الأبطال الوطنيين، فأدعوك لمجالسةِ أقربِ عجوز تلتقيها في وادي حضرموت، وهي ستعدد لك مآثر وفضائل جنودك أكثر وأفضل من مقالك هذا، أنت تتعامى عمدا عن جرائم الاغتيالات التي يشتكي منها المواطن في الوادي، وجنودك على أطقمهم مخزنين، وبدلا من ملاحقة المجرمين قتلوا مواطنين حضارمة في أكثر من نقطة عسكرية بتهمة الاشتباه.

 كم تريدني أن أعدد من المآخذات والتقصير والتقاعس في حفظ أمن وادي حضرموت، ولا حظ إننالم نفتح ملف الإرهاب الذي أشدت بجنودك في مواجهته، وحقيقة دورهم الذي نعلمه نحن لا أنت، ولم نفتح ملف الميل للحوثي وظهور بعض مظاهره وشعاراته عليهم، ولم نفتح ملف منفذ الوديعة الذي لازال مرتهنا تحت وصاية هاشم الأحمر وجنوده رغم نقله وإخراجه من حضرموت.

 وأزيدك بيانا، أن بقاء هؤلاء الجنود في الوادي إلى اليوم كان ناتجا عن خوف التحالف من أن يتحولوا لصف الحوثي إذا تم إخراجه من حضرموت.

 وقبل أن أختم ألفت انتباهك إلى أنه عقد يوم أمس الأحد بالمكلا لقاء جمع مقادمة قبائل حضرموت، وأجمعوا دون مخالف ياعمراني على ضرورة تسليم أمن الوادي لأبنائه بدلا عن جنود المنطقة العسكرية الأولى، فبماذا ستصف مقادمة قبائل حضرموت؟ أهم أبواق مأجورة ونافخوا قربة المناطقية.

 وأختم بدعوة للأخ العمراني ولكل عمراني أو صنعاني أو ذماري مهما كان أصله، ولك أن تصنفي ضمن المناطقيين، فإني أعترف لك أنني تعلمتها منكم، واستقيتها من كتاباتكم، وتشبعت بها من ممارساتكم، فأصبحت غالٍ حتى النخاع، أقول: إن المرحلة لا تحتمل التلفيق والدجل والمخادعة التي تمارسونها معنا، وبردة الوطنية أنتم أول من مزقها وشقها وخرقها، فلا تزايدوا علينا واحترموا وجهات نظرنا ومطالبنا وطالما أنك تناصر الدولة والشرعية، فعليك أن تناصر الحقوق وتطالب معي بخروج هذه القوات فورا، لا أن تأخذك المناطقية فتحمر أنفك لقومك وربعك والسلام