قناة بريطانية تكشف إنتهاكات الملالي بحق الصوفيين في طهران

عرب وعالم

اليمن العربي


كشفت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، في نسختها الفارسية إنتهاكات نظام الملالي في إيران بحق المنتمين للمذهب الصوفي .

ونشرت القناة مجموعة صور فوتوغرافية حديثة تُظهر آثار تعذيب تعرض لها معتقلو طائفة صوفية مناهضة لنظام طهران داخل سجن محلي سيئ الصيت قبل أشهر عدة .. مؤكدة في تقرير لها أن مئات من أعضاء طائفة «دراويش جنابادي» المناهضة لولاية الفقيه، تعرضوا لاعتداءات بدنية ولفظية داخل سجن «فشافوية» الواقع بمنطقة صحراوية قرب العاصمة الإيرانية طهران.

ويواجه أغلب معتقلي هذه الطائفة الصوفية، أحكاماً بالسجن بين عامين إلى 7 سنوات، على خلفية اشتباكات مع قوات أمن إيرانية في أحد شوارع طهران، فبراير الماضي، بسبب تقييد السلطات أنشطتهم الثقافية والسياسية، فضلاً عن اعتقال أحد قادتهم.

ويشير التقرير إلى أن تلك الاعتداءات وقعت قبل 5 أشهر على عشرات الصوفيين المضربين عن حضور المحاكمات، اعتراضاً على إصدار أحكام قضائية جائرة بسجنهم، فضلاً عن انتهاكات حقوقية ضد معتقلات أخريات من بينهن ممن يقبعن في سجن «قرتشك» الواقع جنوبي طهران. 
ورفض بعض هؤلاء الصوفيين المعتقلين طوال الأشهر الأخيرة، حضور جلسات المحاكمة التي اعتبروها «ظالمة»، بعد أن صدرت ضد 7 أشخاص منهم أحكاماً بالسجن لنحو 59 عاماً، إضافة إلى الجلد 600 ضربة، فضلاً عن النفي خارج البلاد.

وتظهر طائفة الصوفيين، معارضة واضحة للنظام الإيراني منذ عام 1979، ما جعلها هدفاً لنظام ولاية الفقيه؛ حيث اعتقل المئات منهم خلال السنوات الأخيرة.(وكالات)

وأكدت تقارير سابقة، تعرض "الصوفيين الشيعة" إلى قمع واضطهاد مستمرين منذ أن بدأت ظاهرة الانتماء إلى هذه الطريقة تتسع في مختلف أنحاء #إيران على حساب المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية التي تحتكر السلطة في إيران وترفض أي قراءة للمذهب الشيعي إلا من خلال قراءتها الرسمية.

وأول عملية قمع ضد الصوفيين في إيران تمت في عام 2009 عقب إصدار بيان من قبل إمام جمعة مدينة أصفهان ضد الصوفيين حيث قامت الجرافات التابعة للبلدية بتدمير ضريح "الدرويش ناصر علي" في مقبرة "تخت فولاذ" بأصفهان وتم نهب مقتنيات الضريح.

وكان الضريح مسجل كأثر تاريخي في إيران وكان يستخدم كمكان لتجمع الصوفيين لأداء مراسمهم وطقوسهم وفقا لطريقتهم التي يتبعونها.

وبعد ذلك بدأت الاحتجاجات تتسع في مختلف المدن الإيرانية التي تضم صوفيين من أتباع الطريقة الجنابادية حيث في شتاء 2009 تجمع أعداد منهم في العاصمة طهران أمام مجلس الشورى الإيراني واعتقلت السلطات 60 منهم.

وخلال حكم محمود أحمدي نجاد تعرضت حسينيات وتكايا تابعة للصوفيين في مدينة قم وبروجرد وشرامين إلى الهجوم واعتقلت السلطات المئات من أتباع الطريقة ومنع الكثريين منهم من الدراسة في الجامعات.

ونددت منظمات حقوقية إيرانية ودولية مرارا بالتعامل اللاقانوني للسلطات الإيرانية مع الصوفيين الشيعة الذين يطلق عليهم باللغة الفارسية "دراويش" ودعت طهران إلى الحد من الضغوط التي تمارس ضد أتباع الطرق الصوفية في إيران.