فساد قطر يثير غضب «السترات الصفراء» في فرنسا

عرب وعالم

اليمن العربي

فجّر كاتب أمريكي، مفاجأة من العيار الثقيل؛ عندما كشف عن تأثير العلاقات القطرية الفرنسية الغامضة في إثارة غضب متظاهري باريس ممن أطلق عليهم «السترات الصفراء».

وكتب الدكتور الدكتور ثيودور كاراسيك الباحث الأول في «الجلف أناليتيكس» في واشنطن، مقالاً في صحيفة «أندراسترا» الأمريكية المتخصصة في الدراسات الاستخبارية، يسأل فيه عن العلاقات الفرنسية القطرية، وتأثيرها على نظام الضرائب في فرنسا؛ حيث قال: «التعاون التجاري بين قطر وفرنسا مفيد للقطريين، ومضر بالنسبة للفرنسيين».

وأوضح الكاتب، "قبل 11 عاماً أعفى الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي المستثمرين القطريين من الضرائب، ما تسبب في عبء كبير يتحمله الاقتصاد الفرنسي بمفرده، هذه التنازلات من جانب الحكومة الفرنسية السابقة هي واحدة من أهم الأسباب، التي قادت المتظاهرين (السترات الصفراء)؛ للخروج في تظاهرات عارمة في فرنسا ".

وتابع وفقاً لما نشره موقع «المواطن» السعودي: «في الانتخابات الفرنسية الأخيرة وعد الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون في حملته الانتخابية بإنهاء التنازلات الضريبية لقطر، والعمل على زيادة الشفافية في التعاملات التجارية بين البلدين، وهو ما لم يتم العمل به إلى الآن».

وواصل «كاراسيك» قائلاً: «في الفترة الحالية تعاني باريس خسائر مالية كبيرة؛ بسبب الصفقات المبرمة بين الحكومات الفرنسية السابقة وقطر».

وبيّن أن قطر بدأت تحصل على مميزات للاستثمار في فرنسا منذ عام 1994، حينما وقع ساركوزي، الذي كان يشغل منصب وزير المالية على اتفاقية (فرنسا- قطر)؛ للتعاون في عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وبعد توقيع الاتفاقية بعام، بدأت قطر بالاستثمار بالعقارات والأصول الفرنسية، وشراء العديد من الفنادق والعقارات المهمة في فرنسا .

وأضاف "في 14 يناير/كانون الثاني 2008 تم انعقاد المؤتمر الفرنسي- القطري بين ساركوزي والأمير السابق حمد بن خليفة في الدوحة، وتم توقيع عدة اتفاقات خلال هذا المؤتمر، تتعلق بالإعفاءات الضريبية، ما يشير إلى التعدي على حدود السيادة الفرنسية من الجانب القطري" .

وأردف: "تسبب هذا المؤتمر في ردة فعل داخل فرنسا؛ حيث تساءل المسؤولون المناهضون لساركوزي حول كيفية التفاوض حول هذه الإعفاءات الضريبية لمصلحة قطر، وتم تلميع صورة قطر من قبل الحكومة الفرنسية في ذالك الوقت؛ بناءً على الدور القطري في دفع الفدية؛ لإطلاق سراح الممرضات البلغاريات، اللاتي احتجزهن الزعيم الليبي السابق، والصفقات العسكرية بين فرنسا وقطر، وأيضاً صفقات شركات الطاقة القطرية مع شركة توتال الفرنسية".

ويرى الباحث الأمريكي أن تحركات ساركوزي السابقة لدعم الاستثمارات القطرية في فرنسا تقود الآن لغضب كبير داخل فرنسا ..مشيراً إلى أن الإعفاءات الضريبية لقطر أضرت بالاقتصاد الفرنسي، وأحرجت فرنسا أمام الأوروبيين، وتحتاج فرنسا لإيقاف هذه الاتفاقية للتفاوض مع المتظاهرين (السترات الصفراء) حول نظام الضرائب الجديد، وأيضاً لكي تصبح مثالاً يقتدى به داخل أوروبا .