كاتب أمريكي: استثمارات قطر في فرنسا وراء احتجاجات السترات الصفراء

عرب وعالم

اليمن العربي

كشف الكاتب والباحث الأمريكي الدكتور ثيودور كاراسيك، عن تأثير العلاقات القطرية الفرنسية الغامضة في إثارة غضب متظاهري باريس ممن أطلق عليهم "السترات الصفراء".

وفي مقاله بصحيفة "أندراسترا" الأمريكية المتخصصة في الدراسات الاستخبارية، تساءل كاراسيك عن العلاقات الفرنسية القطرية وتأثيرها على نظام الضرائب في فرنسا؟ حيث ألمح إلى أن التعاون التجاري بين قطر وفرنسا مفيد للقطريين ومضر بالنسبة للفرنسيين.

وأضاف كاراسيك: "قبل 11 عاماً، أعفى الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي المستثمرين القطريين من الضرائب على ثرواتهم في فرنسا، ما تسبب في عبء كبير يتحمله الاقتصاد الفرنسي بمفرده، هذه التنازلات من جانب الحكومة الفرنسية السابقة هي واحدة من أهم الأسباب التي قادت المتظاهرين ذوي السترات الصفراء للخروج في مظاهرات عارمة في فرنسا".

وأوضح أنه عندما اندلعت أزمة قطر في منتصف  2017، أعلن وزير العدل الفرنسي آنذاك، فرانسوا بايرو ، أن مثل هذه الامتيازات الضريبية الممنوحة لقطر وبلدان أخرى يجب أن تنتهي.

وتابع: "في الانتخابات الفرنسية الأخيرة وعد الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون في حملته الانتخابية بإنهاء التنازلات الضريبية لقطر والعمل على زيادة الشفافية في التعاملات التجارية بين البلدين، وهو ما لم يتم العمل به إلى الآن". وواصل كاراسيك قائلاً: "في الفترة الحالية تعاني باريس من خسائر مالية كبيرة بسبب الصفقات المبرمة بين الحكومات الفرنسية السابقة وقطر".

وذكر كاراسيك أن قطر بدأت تحصل على مميزات للاستثمار في فرنسا منذ عام 1994 حينما وقع ساركوزي الذي كان يشغل منصب وزير المالية على اتفاقية "فرنسا- قطر" للتعاون في عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، وبعد توقيع الاتفاقية بعام، بدأت قطر في الاستثمار بالأصول الفرنسية وشراء العديد من الفنادق والعقارات المهمة في فرنسا، حيث كانت هيئة الاستثمار القطرية هي المشتري لبعض العقارات بباريس.

وأردف: "في 14 يناير 2008، تم توقيع اتفاقية بين "ساركوزي" والأمير حمد بن خليفة آل ثاني في الدوحة، تتعلق بالإعفاءات الضريبية للاستثمارات العقارية القطرية في فرنسا، ما يشير إلى التعدي على حدود السيادة الفرنسية من الجانب القطري".

وتابع: "تسبب هذا المؤتمر في ردة فعل داخل فرنسا؛ حيث تساءل المسؤولون المناهضون لـ"ساركوزي" حول كيفية التفاوض حول هذه الإعفاءات الضريبية لصالح قطر، وتم تلميع صورة قطر من قبل الحكومة الفرنسية في ذلك الوقت بناءً على الدور القطري في دفع الفدية لإطلاق سراح الممرضات البلغاريات اللاتي احتجزهن الزعيم الليبي السابق، والصفقات العسكرية بين فرنسا وقطر، وأيضاً صفقات شركات الطاقة القطرية مع شركة توتال الفرنسية".

وختم الباحث الأمريكي مقاله قائلاً: "تحركات ساركوزي السابقة لدعم الاستثمارات القطرية في فرنسا تقود الآن لغضب كبير داخل فرنسا، فالإعفاءات الضريبية لقطر أضرت بالاقتصاد الفرنسي، وأحرجت فرنسا أمام جيرانها الأوروبيين، وتحتاج فرنسا لإيقاف هذه الاتفاقية للتفاوض مع المتظاهرين ذوي السترات الصفراء حول نظام الضرائب الجديد، وأيضاً لكي تصبح مثالاً يقتدى به داخل أوروبا".