فلاش باك.. ماذا دار باليمن في 13 يناير 1986؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

أرشيفية
أرشيفية



حرب 1986 أو الحرب الأهلية في اليمن الجنوبي هي حرب أهلية بدأت في 13 يناير وفبراير من عام 1986 في اليمن الجنوبي نتيجة لرغبة أنصار الرئيس السابق عبد الفتاح إسماعيل في الإطاحة بحكومة علي ناصر محمد، الحرب الأهلية دامت شهرًا واحدًا حيث تسببت في الكثير من الأضرار.


أحداث 13 يناير 1986م، هي مواجهات مسلحة دامية اندلعت في يناير من عام 1986 في اليمن الجنوبي، بين جناحين داخل الحزب الحاكم (الحزب الاشتراكي اليمني) في إطار الصراع على السلطة والنفوذ واستمرت لمدة شهر واحد.


ويمكن ملاحظة ذلك عند التأمل في الانتماء القبلي والمناطقي للمجموعتين المتصارعتين، فأنصار علي ناصر محمد كلهم من أبين وشبوة وشخصيات من مناطق أخرى. أما خصوم الرئيس على ناصر، والمتمحورين حول علي عنتر، نائب الرئيس، فمعظمهم ينتمون إلى محافظة لحج.


وبلغ عدد ضحايا الحرب 13-23 يناير قرابة 11000 قتيل بمعدل 1100 قتيل في اليوم – في حين أن الحرب الأهلية في لبنان والتي كانت أحداثها تدور في تلك الحقبة (1975-1990) أزهقت حياة 200000 شخص بمعدل 37 شخص يوميا ( أي أن الذين قضوا في جنوب اليمن خلال 10 أيام يعادلون ضحايا 10 شهور في لبنان).


وتسببت الحرب في نزوح 250000 نسمة إلى شمال البلاد ودول الخليج وغيرها بما فيهم الرئيس علي ناصر محمد والقوات المؤيدة له.

ودخل السجون قرابة 7000 شخص خلال الحرب ، وأصيب فيها قرابة 10 أضعاف القتلى ، وكان من بين القتلى 52 عضوا بارزا من الحزب الإشتراكي اليمني الحاكم في الجنوب وأبرزهم مؤسسه “عبدالفتاح اسماعيل“.

استخدمت في الحرب مختلف الأسلحة في القصف برا وبحرا وجوا، إضافة لقطع المياه والكهرباء والهاتف.
تسببت الحرب في اجلاء 4000 أجنبي من عدن بواسطة الأسطول البريطاني الملكي.

وأفاد شهود عيان ومعاصرين للحرب أن بعض الجثث بقيت ملقاة في الشوارع والأزقة تدوسها الدبابات لكلا الطرفين المتصارعين ، وبعضها تنهشها الكلاب والقطط طوال أيام المعارك.

وبحسب عسكريين ومواطنين يمنيين فإن ذلك اليوم كان بداية انهيار دولة اليمن الجنوبي أو ما كانت تعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، لاسيما وأن معظم قطاعاتها تضررت كثيراً بفعل تلك الحرب التي لم تدم سوى أيام فقط، وخاصة القطاع العسكري الذي خسر أبرز القيادات العسكرية والأمنية وتدمرت ترسانته العسكرية التي كانت تصنف حينها بأحد أقوى الترسانات العسكرية في المنطقة العربية.

ولم تمض على الحرب سوى أربع سنوات حتى وقع رؤساء الدولتين آنذاك اتفاقية وحدة اندماجية بشكل سري في عدن في 22 مايو 1990 وبدون إجراء استفتاء للشعبين، الأمر الذي أثار حفيظة الحزب الحاكم بعدن حينها واعتبره خروجا على الإرادة والديمقراطية الشعبية.