قاعات السينما بتونس تنخفض من 130 إلى 20.. والشباب الأكثر تضررا

ثقافة وفن

اليمن العربي

تراجع عدد قاعات السينما في تونس من 130 إلى 20 قاعة في كامل البلاد حالياً، وهو العدد ذاته الذي تم تشييده بين عامي 1922 و1930 فقط، ما أثار عزوف الشباب عن الفنّ السابع، وفقاً للعين الإخبارية.

وكان الوضع أسوأ بكثير قبل شهر ديسمبر/كانون الأول 2018، إذ تدنى العدد حينها إلى 12 قاعة سينما، قبل أن يتعزز بافتتاح مركب سينمائي جديد يضم ثماني قاعات، تسع إجمالاً 1500 شخص ومُزودة بمعدات عالية الجودة مثل تقنيات "الليزر" و"ثلاثية الأبعاد". 

ويُعتبر هذا الحل جزئياً ونسبياً لكونه يخص العاصمة ومحافظة تونس الكبرى فقط، ولكن المحافظات والمدن الداخلية لا تزال تعاني من نقص حاد في المرافق الثقافية وقاعات السينما، بعد أن وصل عددها في الثمانينيات إلى ما يفوق 100 قاعة بمحافظات مثل قابس، صفاقس، سوسة، بنزرت، جندوبة، الكاف، قفصة، وبعض المدن الصغيرة على غرار الحمامات وقصر الهلال وقليبية، ولم يتبق منها حالياً إلا قاعتان.

وقال رفيق نور بن كيلاني منسق "الائتلاف الجمعياتي للدفاع عما تبقى من فضاءات ثقافية": "إن تونس فقدت أكثر من 130 قاعة سينما خلال الـ30 سنة الأخيرة، أهمها البلماريوم و"الكابيتول" التي تحولت إلى فضاءات تجارية".

وأوضح أن هذا التراجع يعود إلى أسباب عدة، أبرزها تهالك القاعات المُشيدة منذ عشرينيات القرن الماضي، وغياب أشغال الصيانة والترميم، وضعف الميزانيات المخصصة لوزارة الثقافة التونسية طوال سنوات.

ومن بين العوامل أيضاً تحويل قاعات سينمائية يمتلكها خواص إلى مراكز تجارية مثل "البلمريوم"، التي صارت اليوم مركزاً تجارياً ضخماً، و"الكابتول" فقد أصبحت محلاً لبيع الملابس الجاهزة، و"سيني سوار" التي باتت محلاً لتسويق الثياب القديمة، وغيرها من قاعات تحولت إلى مشاريع استثمارية.

ولا يعد واقع الحال متماشياً مع ما تحصده الأعمال الإبداعية التونسية من جوائز كثيرة في المهرجانات السينمائية العربية والعالمية، ولكن الأمل يلوح مشعاً في الأفق، بعد رفع ميزانية وزارة الشؤون الثقافية لعام 2019، رغم كونها لا تمثل سوى 0.73% من إجمالي الموازنة العامة للدولة التونسية.

وفي السياق ذاته تجدر الإشارة أيضاً إلى تدشين مدينة الثقافة يوم 21 مارس/آذار 2018، في العاصمة التونسية، بعد تعطل الأشغال الإنشائية طوال 20 عاماً، وتشمل المدينة قاعتي سينما، تسع الأولى 350 شخصاً والثانية 150، وكلتاهما مجهز بتقنية "Digital Cinema Package".

ويظل غياب قاعات السينما في بقية المدن مشكلة قائمة، لا سيما أنها تمثل متنفساً لفئة الشباب، الذي بات يعيش عزوفاً ونفوراً من التوجه إلى فضاءات السينما، باعتبارها تتطلب منه تنقلاً طويلاً وشاقاً.

ويبقى التساؤل مشروعاً عن إمكانية تطور وازدهار الصناعة السينمائية التونسية بهذا العدد الضئيل من القاعات؟ وكيف يجد المنتجون مجالاً لتوزيع أفلامهم؟ وهل يساعد هذا التراجع في دمج الشباب ضمن الحراك الثقافي والفكري؟