رامي مالك.. بطل "بوهيمان رابسودي" يعيد مجد العرب الفني إلى هوليوود

ثقافة وفن

اليمن العربي

تتجه أنظار العالم صوب الممثل الأمريكي ذي الجذور المصرية رامي مالك، بعد فوزه الأخير بجائزة جولدن جلوب عن فئة أفضل ممثل درامي بفيلم "بوهيميان رابسودي"، متغلبًا على كبار نجوم هوليوود رغم مسيرته الفنية القصيرة مقارنةً بالمرشحين الآخرين في القائمة مثل برادلي كوبر، ووليام دافو، وابن الممثل الكبير دينزل واشنطن جون ديفيد واشنطن.

وهذه ليست المرة الأولى التي يصنع فيها "مالك" تاريخًا، إذ فاز من قبل بجائزة إيمي التي تمنح للأعمال الدرامية المتميزة، عن فئة أفضل ممثل في مسلسله الشهير Mr. Robot، كما تلقى ترشيحًا للفوز بجولدن جلوب عن نفس المسلسل، والآن بعد فوز "مالك" بجولدن جلوب التي تعتبر آخر محطة تكريم في طريق الترشيح للأوسكار، يتوقع كثيرون أن ينال مالك ترشيحًا لأوسكار أفضل ممثل في الحفل السينمائي الأضخم عالميا، معيدا مجد العرب البائد، حيث كان الفنان عمر الشريف هو العربي الوحيد الذي تلقى عدة جوائز جولدن جلوب ونال ترشيحًا للأوسكار، وفقاً للعين الإخبارية.

وبدأ رامي مالك مسيرته الفنية في وقت متأخر نسبيًا، وهو من مواليد 1981 لأسرة مصرية مسيحية مهاجرة بعيدة تمامًا عن الفن، فأمه محاسبة، ووالده مرشد سياحي، وله شقيق توأم يدعى سامي ولد بعده بـ4 دقائق يعمل مدرسا، وشقيقة تدعى ياسمين تعمل طبيبة، لكن "مالك" قرر أن يبتعد تمامًا عن مجال عمل أسرته، واختار العمل بالفن بعد إنهائه دراسة الفنون الجميلة في جامعة إيفانسفيل في ولاية إنديانا.

وعٌرِف عن "مالك" كونه مشاغبا طوال سنوات دراسته، إذ كان يستغل الشبه الكبير بينه وبين أخيه في التبديل سويا في الامتحانات في حالة عدم مذاكرة أحدهما، كما صرح في لقاء جمعه بالمذيع جرهام نورتون. 

وواجه "مالك" في بداية مسيرته الفنية بعض العثرات، إذ أسند إليه العديد من الأدوار الثانوية منذ دخوله مجال الفن عام 2004 ، ومنها دور لا يذكر في المسلسل الكوميدي "جليمور جيرلز"، ثم جنى دورًا آخر بسيطا في مسلسل "ميديام"، وأخيرا نال فرصة أكبر في السينما بدور الملك "أخمنرع" في سلسلة أفلام "نايت آت ذا ميوزيم" أو "ليلة في المتحف" مع الممثل الكوميدي بين ستيلر وروبن ويليامز ومجموعة من كبار نجوم هوليوود.

 وتوالت الأدوار الثانوية على "مالك"، فشارك في سلسلة أفلام توايلايت التي حققت نجاحا كبيرا وجمعت ملايين الدولارات، كما عمل مع الممثل الفائز بالأوسكار توم هانكس وجوليا روبرتس في فيلم لاري كراون، إلى أن فاز بدور إليوت أندرسون في مسلسل "مستر روبوت"، ثم تحول إلى واحد من أشهر ممثلي هوليوود نظرًا لشعبية المسلسل الكبيرة بين الشباب.

ونال دور "إليوت" -مخترق الكمبيوتر الذي يواجه مشاكل في التواصل مع الناس، إلى أن يتم تجنيده واستغلال موهبته الفذة في التعامل مع التكنولوجيا لاختراق شركات كبرى- شهرة واسعة وتقديرا كبيرا سواء من النقاد أم الجمهور، وبالتالي لم يندهش كثيرون من قرار اختياره لأداء دور فريدي ميركوي، أسطورة الروك أند رول وعضو فريق كوين.

ونجح "مالك" بدور "فريدي" في جمع إيرادات كثيرة وتلقي إشادة نقدية كبيرة آخرها فوزه بأفضل ممثل درامي في حفل جولدن جلوب في دورته الـ76، ووجه"مالك" الشكر لفريق كوين بأكمله وأهدى الفوز للمغني الراحل فريدي ميركوري.

وعلى الرغم من أن الطريق مازال طويلًا أمام مالك، فإن أغلب النقاد يتنبأون له بمستقبل باهر، ويتوقعون ترشيحه قريبا لأوسكار أفضل ممثل.