ماذا بعد التسليم الشكلي لميناء ومدينة الحديدة؟

اليمن العربي

كان واضحا منذ البداية أن مليشيا الحوثي لن تسلم مدينة وميناء الحديدة لقوات محلية غير موالية، إذْ لم يعد في مناطق سيطرتها غير الموالين، والمغلوب على أمرهم، ممن لا يمكنهم لعب أي دور.


ومع ذلك، لم تسلِّم المليشيا المدينة والميناء لمجرد موالٍ لها، إنما لموالٍ هاشمي. ليس بعد هذا دليلٌ على قوة تمسكها بما تعهّدتْ بتسليمه في الاتفاق الأخير.


أما الشرعية فتؤكد أن المليشيا ستلتزم "حتما" باتفاق ستوكهولم، وستسلم المدينة والميناء، وأن أية مسرحية من هذا القبيل المتوقع لن تتم.. علامَ تراهن في هذا التأكيد؟.


تضيف الشرعية مهدِّدة، على لسان عضو فريقها المفاوض إلى السويد، عبد العزيز جباري: تنفيذ الاتفاق الأخير سلما أجدى وأنفع للجميع.


المؤكد الآن هو أن مليشيا الحوثي لن تستطيع إقناع أحد بالتسليم إلا إذا سلَّمتْ ميناء ومدينة الحديدة فعليا. لكن ما الذي سيحدث إن لم تقم بذلك، وهو ما يبدو أنها ماضيةٌ فيه؟.


قد تضغط الأمم المتحدة على الشرعية للقبول بتسليم شكلي، مع وعود بالاستمرار في الضغط على جماعة الحوثي للتسليم. ولأجل ذلك ربما تغض الطرف عن بقاء قوات المقاومة في مناطق يفترض أن تنسحب منها، بموجب اتفاق السويد. إنها، بذلك، تساهم في تمرير الألاعيب الحوثية، وتفرغ الاتفاق من مضامينه، وهو الدور الذي لا ينبغي أن تلعبه.


على الأمم المتحدة، حتى لا تكون شريكا في إجهاض ما تم الاتفاق عليه، أن لا تقبل بغير التزام حقيقي بالتنفيذ، وأن تكشف عن الطرف المعرقل.


وعلى الشرعية أن تكون مستعدة لخيار الحسم العسكري في حال لم يحدث ذلك.