"خدعة الحديدة".. كيف سلم الحوثيون الميناء لأنفسهم؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

ميناء الحديدة
ميناء الحديدة



في الساعات الماضية، سلم الحوثيين ميناء الحديدة إلى قوات مصلحة خفر السواحل (تقع تحت سلطة الحوثيين) بشكل رسمي وبحضور الفريق الأممي برئاسة الجنرال الهولندي باتريك كاميرت".


و أفادت مصادر محلية في محافظة الحديدة اليمنية، السبت، بأن مليشيا الحوثي الموالية لإيران أفشلت إجراءات اتفاق تسليم ميناء الحديدة الاستراتيجي، وذلك في إطار مماطلتهم لتنفيذ اتفاق السويد الذي تم التوقيع عليه، هذا الشهر، برعاية الأمم المتحدة، للانسحاب من المدينة الساحلية وموانئها.

وقالت المصادر إن مليشيا الحوثي قامت بإجراءات شكلية لتسليم ميناء الحديدة، عبر تسليم عناصر من المليشيا ترتدي ملابس مدنية الميناء لعناصر أخرى تتبعها، ترتدي ملابس قوات أمنية وخفر السواحل.

ووصف مراقبون محليون هذه الإجراءات بـ"الهزلية"، وبأنها "استخفاف بالعقول، وسخرية من لجنة المراقبين في الأمم المتحدة".

ووفق "سكاي نيوز" كان وفد ممثلي الشرعية لدى لجنة التنسيق وإعادة الانتشار التابعة للأمم المتحد أكد للمليشيا الحوثية، الموالية لإيران، أنه لن يتفاوض مجدداً، "فقد جاء للحديدة لتنفيذ بنود اتفاق ستوكهولم".


و قالت مصادر دبلوماسية إن باتريك كاميرت، رئيس فريق المراقبين الأممين في لجنة التنسيق المشتركة لمراقبة تنفيذ اتفاق ستوكهولم في الحديدة، أبلغ الجانب الحكومي اليمني "امتعاضه" مما أقدمت عليه ميليشيات الحوثي من عملية إحلال عناصر تابعة لها محل عناصر أخرى في ميناء الحديدة، أمس السبت، في خطوة أحادية غير متفق عليها والادعاء بأنها قامت بعملية إعادة الانتشار.

وأكدت مصادر قريبة من مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، أن كاميرت اعتبر ما قامت به الميليشيات عملية أحادية الجانب، وغير مقبولة.

وأضافت المصادر: "إن كاميرت تواجد في ميناء الحديدة صباح السبت للإشراف على انطلاق أول قافلة إغاثية محملة بالمساعدات الإنسانية كان مقرراً مغادرتها ميناء الحديدة إلى صنعاء عبر الممر الذي كان مقرراً فتحه عبر شارع صنعاء في منطقة كيلو 16، إلا أن الميليشيات أعاقت فتح الطريق، وذلك بإطلاق النار على فرق نزع الألغام والجرافات التابعة للجيش الوطني".

المصادر أشارت إلى أن رئيس فريق المراقبين الأممين فوجئ عند تواجده في الميناء صباح السبت بحشد ميليشيات الحوثي لمئات من العناصر التابعة لها بزي قوات خفر السواحل، وادعت قيامها بعملية إعادة الانتشار، وتسليم الميناء لقوات تابعة لها بقيادة العقيد عبدالرزاق المؤيد المعين من ميليشيات الحوثي قائداً لقوات خفر السواحل، واتهمت الحكومة اليمنية ميليشيات الحوثي بالسعي لإفشال اتفاق ستوكهولم من خلال إعادة نشر مئات عن عناصرها المسلحة في مدينة الحديدة وموانئها، وإعاقة جهود الفريق الأممي لتأمين فتح ممر للمساعدات الإنسانية، واتخاذ مواقع قتالية في أنحاء مختلفة من الحديدة، والدفع بتعزيزات عسكرية من محافظات أخرى إلى المدينة.