رغم صرخة الموت.. أدلة حول قوة العلاقات بين الحوثي و"إسرائيل"

تقارير وتحقيقات

محمد علي الحوثي
محمد علي الحوثي

الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود.. هكذا صدعت ميليشيا الحوثي رؤوسنا منذُ نشأتها ولم نجد أبدًا مُعاداة بين الميليشيا والثُلاثي سواء واشنطن أو دولة الاحتلال أو حتى اليهود.

 

ظهر ذلك جليًا من خلال إتاحة جريدة الواشنطن بوست الأمريكية مساحة رأي للقيادي في ميليشيا الحوثي مُجرم الحرب محمد علي الحوثي لكتابة رأيه في صدر الصحيفة الأمريكية، والتي تعد واحدة من أعرق الصحف الأمريكية.

 

مُقربة لدولة الاحتلال

 

صحيفة الواشنطن بوست ليست أمريكية فقط بل أن المُحلل السياسي الامريكي جون ميرشايمر قال عن قُربها لإسرائيل واللوبي الصهيوني، إنه لا شك أن تناول الإسرائيليين في الإعلام العام هو تماما من جانب واحد، وهناك سببان، الأول عدد كبير من النقاد والمحررين والناشرين في  وسائل الإعلام ملتزمون بقوة بإسرائيل هم غير مستعدين ببساطة للسماح بانتقاد إسرائيل وإذا ما كنت صحفيا جديدا وفي بداية مستقبلك وتطمح للكتابة في نيويورك تايمز أو واشنطن بوست في يوم من الأيام أو أن تصبح شخصية مرموقة في التلفزيون ستدرك بأنك إذا ما بدأت بانتقاد إسرائيل صراحة فإن مستقبلك المهني سينتهي ولن تتمكن من الصعود إلى القمة لذا فإن معظم الناس يعمدون إلى تشذيب مقالاتهم ويحدون مما يقولونه على إسرائيل وإذا ما اضطروا للحديث فإنهم سيتحدثون بشكل إيجابي وليس سلبيا عن إسرائيل حتى وإن كانوا يدركون أن الوضع يتطلب انتقاد إسرائيل وأكثر عقلانية من مدحها على ما تفعل.

 

جماعة إرهابية

 

نشر رأي "الحوثي" جاء بعد يوم واحد فقط من نشر الصحيفة ذاتها، تقريرًا حول اعتزام الإدارة الأمريكية تصنيف الحوثيين كـ"جماعة إرهابية".

 

مقال محمد علي الحوثي في الواشنطن بوست يضع مصداقية ومهنيّة وسائل الإعلام الأمريكية والغربية عمومًا على المحك، وتطرح أكثر من سؤال: هل انضمّت الصحافة، ونعني الرصينة بطبيعة الحال، إلى مصفوفة الأدوات الرخيصة التي تُستخدم لتصفية حسابات سياسية واقتصادية ..الخ بين الدول؟!.

 

هل يمكن العثور على مبرر واحد كافٍ لإعفاء "واشنطن بوست" من هذه الخطيئة الكبرى، ونعني الوقوع في مهزلة "تبييض" جرائم الحوثي وتضليل الرأي العام وجمهور الصحيفة، وتقديم الرجل كما لو كان "داعي سلام"، فيما جماعته تحتجز عشرات الصحافيين، علاوة على قتل آخرين ومصادرة أملاك الصحف وتشريد كل راي لا يؤيد حروب الجماعة وارهابها!

 

إن العداء للسعودية، سياسيًا كان أم اقتصاديًا، ليس مبررًا كافيًا لأن تنحاز وسائل الإعلام وتفقد مصداقيتها، إذْ العالم بات يراقب ويستطيع الفرز بين الغثّ والسمين، وما عادت تنطلي عليه سياسة "اكذب ثم اكذب.. حتى يصدقك الناس"؛ لقد اندثرت نظريات الإعلام القيدمة التي تعدُّ الجمهور مجرد متلقٍ خامل مهمته تصديق الرسالة فقط. اليوم لدى كل منا حارس بوابة ذاتي، بمقدوره فحص الرسالة الإعلامية ومعرفة خلفياتها وأبعادها.

 

يمكن تقبل فكرة اللعب الذي تمارسه المنظمات ومراكز الأبحاث، وسياسة تلميع الشبّان الذين يخدمون أهدافها وتقديمهم باعتبارهم "باحثين"، فيما لا نكاد نجد بحثًا علميًا لأحدهم، سوى أنهم ينفذون أجندات خارجية تحت غطاء الدفاع عن مواطني بلدانهم، لكن لا يمكن قبول هذا بالنسبة للصحافة، الأخيرة هذه مهنة مقدّسة يُراد أن تلوّث بدوافع المصالح والبراغماتية سيئة السمعة.

 

صفقة مع دولة الاحتلال

 

في 20 مارس 2016 وصل 17 يمنيا يهوديا من صنعاء إلى تل أبيب، بدأت تتكشف تفاصيل الصفقة التي تمت بين الحوثيين واسرائيل بوساطة أمريكية، رغم الشعارات "الرنانة" التي كان يرفعها الحوثيين "الموت لإسرائيل" وغيرها من الشعارات.

 

واتهم ناشطون يمنيون الحوثيين بالتعاون مع إسرائيل، وليس إيران فحسب، معتبرين أن وصول اليهود اليمنيين لاسرائيل ، وتسليمهم مخطوطة التوراة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، يدخل ضمن بيعهم تراث اليمن.

  

وقال مدير مركز أبعاد للدراسات السياسية والاستراتيجية عبدالسلام محمد يف صفحته على "فيسبوك": إن "الحوثيين لم يبيعوا اليمن لإيران فحسب، بل باعوا السكان الأصليين، باعوا تراثنا وكرامتنا لإسرائيل، ماذا لو استمروا عامًا يحكمون صنعاء".

 

وأضاف: "التحالف الإسرائيلي - الإيراني تأريخي.. وينكشف في اليمن بشكل جلي، الصفقات مع إسرائيل تمت مرتين أيام الأئمة وأيام الحوثيين.. صحيح اللعنة والطرد ليهود اليمن، لكن التحالف مع إسرائيل تاريخكم يا أقذر عصابة سلالية".

 

وأضافت مصادر يمنية، في تصريحات خاصة لـصحيفة "فيتو"، إن نقل يهود اليمن الذين سمح الحوثيون بالإفراج عنهم، تم مقابل صفقة تسليح ضخمة من الجانب الإسرائيلي في عملية تسليم وتسلم على طريقة عصابات التهريب.

 

ووصفت المصادر وساطة أمريكا في الصفقة بـ"طعن أمريكا للسعودية في الظهر"، نظرا لسماح واشنطن بوصول أسلحة لميليشيات الحوثي في الوقت الذي تقاتل السعودية وقوات التحالف العربي الميليشيات الانقلابية لتمكين الشرعية المتمثلة في الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته.

 

وكان من بين اليهود الذين غادروا اليمن، والتقوا نتنياهو، يهود شارك في القتال إلى جانب مليشيا الحوثي، خلال الأشهر الماضية.

 

وتناقل الناشطون صور اليهودي، "صديق الحوثيين"، وهو يبتسم خلال استقبال نتنياهو له، مع عدد آخر، بينهم أطفال ونساء من ضمن اليهود الذي تم نقلهم من اليمن إلى الكيان الإسرائيلي بعملية سرية.

 

وكان اليهودي المذكور، قد ظهر في وقت سابق، وهو يحمل بندقيته وعليها شعار الموت لإسرائيل، خلال قتاله إلى جانب الحوثين.

 

عملية سرية

 

وقالت وكالة "تايم أوف" الإسرائيلي، إن الوكالة اليهودية قامت بإحضار مجموعة من آخر اليهود اليمنيين إلى إسرائيل في عملية سرية.

 

وأضافت، أن المجموعة تضم الدفعة الأخيرة من 200 يهودي يمني تم إحضارهم إلى إسرائيل على يد وكالات يهودية في السنوات الأخيرة، لافتة إلى أن المجموعة ضمت "حاخام" أحضر معه لفيف توراة يُعتقد بأن عمره يتراوح بين 500 و600 عام.

 

و ساعد مسؤولون أمريكيون في تنسيق عملية التسليم المعقدة بعد تعرض المجموعة للإعتداء في طريقها إلى إسرائيل، بحسب ما ذكرته القناة الثانية الإسرائيلية.

 

ولا يزال حوالي 50 يهوديا في اليمن، يعيش 40 منهم في صنعاء في مبنى متاخم للسفارة الأمريكية. على الرغم من الحرب الدائرة هناك، يرفض هؤلاء مغادرة البلاد.