الايام العدنية والصحافة الحضرمية

اليمن العربي

توارت الأيام العدنية وخفت شعاعها الذي كان بمثابة شعلة متوهجة نشاط تتوقد في فكرنا وثقافتنا الجنوبية والحضرمية وكانت تعلق الجرس في كل قضايانا الوطنية وكانت سباقة لقرع أجراس الخطر في كل زوايا الوطن الجنوبي وكانت خط دفاع عن كل قضية تخص الوطن واهله. 

اقول هذا بعدما نشرت موضوع بخصوص التجاوزات التي تحصل من بعض القادمون من الساحل الغربي تحت عنوان( الحرافيش يستعمرون الحرشيات) وشرحنا الاثر السلبي لهذه الفئة وعدم اكتراث الجهات الامنية لتواجدهم بيننا. 

نعود لجريدة الأيام التي كنا ننتطر صدروها وكانت تحمل بين صفحاتها معاناتنا في الجنوب فكانت بمثابة مدافعة عن حقوقنا وعن حريتنا وحقنا في الحياة بكرامة في داخل وطنا الجنوبي الكبير.  

لم يروق توهج الأيام العدنية للمخلوع في تلك الأيام حيث شعر ان هناك صوت حر قوي يعبر بشجاعته عن مظلومية امة بعد ان خضع كثير من المنابر الإعلامية وعلى راسهم تلفزيون واذاعة عدن. حيث لواء عنق هذه المنابر وجعلها تنعق بما يراه هو ونظامه المستبد الاستحواذي. 

وفجاءة ظهر مسؤول في صنعاء من جماعة المخلوع وبامر منه شخصيا يطالب بالاستحواذ على مقر وممتلكات الجريدة في صنعاء في فبراير 2009 وتطورت الاحداث الى ان انفجرت الاحداث الرفضة للتواجد الشمالي وإقصاء الجنوبيين فتلاقفت الايام العدنية الاحداث وكانت تزين غلافها بالشهداء  وتنقل صور الجرحى وجرائم صالح في المحافظات الجنوبية. 

ازعج صالح هذا الامر كثيرا  وارسل كالعادة بعض اذنابه بالترهيب والترغيب للجريدة يطالبهم بالكف عن إظهار جرائم ماليشياته وقمعه للجنوبيين المطالبين بحقوقهم في عدن والجنوب كله. 

علما بان الأيام العدنية هي الصحيفة المستقلة الوحيدة التي كانت تملك مطابع خاصة بها وكانت توزع اكثر من 70 الف نسخة يوميا في الجنوب. 

وفي صباح يوم 12 مايو 2009 شنت قوات الأمن هجوما على مقر الأيام وعلى اثر الهجوم تبادل حراس مقر الايام النار مع ماليشيات صالح الذي استهدف باشراحيل ومن ثم توقفت الجريدة وانطفاء نورها وكان الجنوب في حاجة ماسة لتلك الانوار وذلك المشعل الوطني. 

كل تلك الصور والاحداث ماثله امامنا وعلينا استخلاص العبر منها لتصحيح واقعنا اليوم فالصحافة الحرة هي منبر للامة كلها وهي تقراع أجراس الخطر بالصورة وبالكلمة وهي عيون المسؤولين لكل شي سلبي في الوطن كما انها تضع الجميع في الأحداث الايجابية ايضا. 

توارى كثير من كتاب الصحافة الجنوبية في عدن وحضرموت وتوارت الصحافة بسبب ظلم الحاكم في حينه. واليوم نطالب بعودة الصحافة الحرة والمستقله لتساهم معنا في قرع الاجراس وفتح نوافذ على الاحداث الايجابية والسلبية ونطالب بعودة الصحفيين في عدن وحضرموت ومنحهم هامشة من الحرية للمشاركة بكلمتهم الحرة في بناء وطن الاحرار القادم.