النجم والشجر والبحر.. مصادر إلهام دافنشي لاختراعات حيرت عقول العالم حتي اليوم

بروفايل

ليوناردو دافنشي ارشيفية
ليوناردو دافنشي "ارشيفية"

أَحبَّ ليوناردو دافنشي الطبيعة وكانت مصدر إلهامه، ورأى أوراق الشجر تقع في حركة دائرية، ففكر عكس حركتها، وصمم نموذجًا لما يشبه المروحة لتساعد على الطيران بشكل رأسي، لم تنجح فكرته وقتها، لكنها أصبحت في ما بعد أساس عمل الطائرات الهليكوبتر.

 

لم يحلم  دافنشي بالطيران فقط، بل وضع أساسًا لفكرة، ستزدهر بعد ما يزيد عن 400 عام، وهي فكرة المظلة، صمم نموذج خيمة من الحرير بمواصفات محددة، لتسهيل القفز من المرتفعات، وفي عام 2000 نفّذ "أدريان نيكولاس" فكرة دافنشي ليثبت نجاح تصميمه.

 

ومثلما فكر دافنشي في السماء فكر في البحر، في أثناء عمله بمدينة البندقية صمم بذلة للغوص، كان الهدف منها حماية المدينة، وكانت من جلد الخنزير، متصل بها خرطومان من الخشب والجلد، وصندوق طاف فوق المياه يحوي الهواء، ورد تنفيذ البذلة وتجربتها في فيلم وثائقي عن دافنشي لإثبات نجاح الفكرة.

 

لدافنشي عدد من الاختراعات العسكرية، أحدها المدفع الرشاش، وكانت المدافع تحتاج وقتًا طويلًا حتى تُحمَّل بالذخيرة، فصمم منصة تحتوي على بنادق تمتلئ بالذخيرة في نفس الوقت، وتطلق النار تباعًا عن طريق عجلة دوارة، فلا يضيع كثير من الوقت، وعند انتهاء الدورة تكون البنادق بردت حتى لا تفسد.

 

من اختراعاته العسكرية أيضًا الدبابة، التي يقال إن تصميمها مستوحى من السلحفاة، وهي عربة دائرية يتوسطها منصة دوارة محملة بالمدافع الخفيفة، وصفائح معدنية للحماية، لكن كان بها عيب واحد، فهي تسير إلى الوراء فقط، قيل إنه خطأ مقصود من دافنشي حتى لا يصممها أي إنسان.

 

دفع الفضول دافنشي إلى دراسة الإنسان وشكله وحركته، ما جعله يصنع أول إنسان آلي، وكان الهدف منه الحماية والحراسة، على عكس كثير من اختراعاته، صمم دافنشي الآلي، وجعله يقف ويجلس ويسير، بعدها بنحو 500 عام، استعان المهندس مارك روشايم، باستخدام تصميمات دافنشي في روبوتات استكشاف المريخ.

 

قال روشايم: إن دراسة دافنشي جسم الإنسان، وضعت أساسًا لفهم حركة العضلات ومحاكاة الحارس الآلي لحركة عضلات الإنسان، وفي عام 2003 نفذ نموذج دافنشي كما هو، وتمكن الآلي فعلًا من الحركة، مثلما تناقلت الأخبار نجاح دافنشي قبل 500 عام.

 

تبقى عبقرية دافنشي محيرة للعقول حتى اليوم، فإلى جانب اختراعاته، كان حبه للرموز والأحاجي مصدرًا لخيال كثير من الكتاب، ما جعل الملياردير بيل غيتس، عام 1994 يدفع ما يزيد عن 30 مليون دولار، مقابل شراء كتاب أفكاره ونظرياته، ثم أتاح محتويات الكتاب للعامة، ربما يكشف مزيدًا من الأسرار.