ثورة بن حبريش الحضرمية

اليمن العربي

ونحنا نستعد هذه الايام للاحتفال بذكرى الهبة الحضرمية المباركة في العشرين من ديسمبر والتي جاءت على اثراستشهاد الثائر الحضرمي الشيخ  الشهيد سعد بن حبريش العليي شيخ قبائل الحموم  ورئيس حلف قبائل حضرموت ففي يوم الاثنين الثاني من ديسمبر 2013م استشهد الشيخ سعد بن حبريش العليي  مقدم قبيلة الحموم ورئيس حلف قبائل حضرموت على يد قوات الاحتلال اليمني على مدخل مدينة سيؤن  وكان استشهاد الشيخ سعد بمثابة شرارة الغضب الحضرمي التي تفجرت  في وجه الاحتلال اليمني الجاثم على حضرموت منذ السابع عشر من سبتمبر 1967م الذي عمد طوال الخمسين عام على طمس الهوية الحضرمية وتهميش دور الحضارم  ونهب ثرواتهم وانتهاك حرماتهم وجعلهم اتباع في ارضهم ؟

لماذا  اغتيال الشيخ سعد بن حبريش

في  العام 1997م التقى الشيخ علي بن حبريش العليي  مع قائد المنطقة العسكرية في حضرموت الجنرال محمد اسماعيل لبحث مقتل افراد من قبيلة عبيدة  في المسيلة غير ان نتائج القاء لم ترضي القائد محمد اسماعيل وبعد خروج الشيخ علي وفي طريق الريان تم اغتياله مع بعض مرافقيه من ما دعاء قبائل الحموم  لتنصيب الشيخ سعد بن حبريش مقدم لقبائل الحموم  لما يحضا به من ثقة  وكان نعم الخلف لمن سبقه .
وفي الرابع من  شهر يوليو من العام 2013م وفي وادي نحب بغيل بن يمين اجتمعت قبائل حضرموت قاطبة بناء على دعوة كريمة من قبائل الحموم  وفي القاء اتفق الحضور على تأسيس كيان قبلي حضرمي يضم كافة قبائل حضرموت تكون مهمة الدفاع عن حضرموت وحقوقها وبالفعل تم الاعلان عن قيام حلف قبائل حضرموت واختيار الشيخ سعد بن حبريش رئيسا لحلف قبائل حضرموت وكان اختيار الشيخ سعد تجسيدا المثل القائل الرجل المناسب في المكان المناسب فألرجل يمتلك كاريزما القيادة لما يمتلك من الدهاء والحنكة والشجاعة وهذه الصفات اعطت للحلف زخما قويا على ارض الواقع وهو ما دفع الاحتلال اليمني لتفكير في التخلص من الرجل بعد ما اظهره تمسكه بحقوق حضرموت في الثروة والسلطة وهذا يشكل بالتاكيد يشكل خطر على مصالح الاحتلال ورموزه الفاسدة  من ما دفعهم بالتخلص منه وهو ما حدث في صبيحة يوم الاثنين الموافق الثاني من ديسمبر2013م على مدخل مدينة سيؤن  عندما اطلقت نقطة تفتيش تابعة للاحتلال اليمني وابلا من الرصاص على موكب الشيخ سعد بن حبريش  استشهد على اثرها الشيخ وبعض مرافقيه ظنا منهم ان هذا العمل الاجرامي الارهابي سوف يسكت الصوت الحضرمي وان الامور سوف تعود الى سابق عهدها وان الحضام سوف يعودن لبيت الطاعة بعد ان استثار الشيخ سعد هممهم ولكن هيهات فمثل ما كانت حياة الشيخ سعد منار للحضارم كان استشهاده دافع أكبر لهبتهم المباركة فأهبت  حضرموت  بجميع فئاتها لنده في يوم العشرين من ديسمبر لتثبت  للجميع بان الحضارم قادرين على انتزاع كافة حقوقهم مهما كان الثمن .

لقد كان استشهاد بن حبريش  بمثابة الصرخة  لأبناء حضرموت لجمع شملهم  وكانت الاستجابة الكاملة منهم بعد فرقة وشتت امتدت لأكثر من خمسون عام لم تشهد حضرموت تجمعا يجمع ابنائها بمختلف شرائحهم  وكانت ولادة  حلف قبائل حضرموت هذا الطود الشامخ الذي وجه صفعة  في بداياته لكل المشككين والمتربصين بحضرموت واهلها وكانت القرارات التي خرج بها المؤتمر الاول للحلف تمثل اللبنة الاولى في اساس قوي ومتين لهذا التجمع اذا ما تم الحفاظ عليه لقد اصبح الحلف الممثل الوحيد لحضرموت وعلقت عليه امال عريضة غير ان ما حدث اثناء وبعد الهبة الحضرمية المباركة في العشرين من ديسمبر 2013م من تدخلت من قبل الاحتلال اليمني واحزابه وبعض عملائهم في حضرموت اجهضت الهبة وحولت مسارها ويكفي هنا الى ان نشير الى ما حدث بقول شاعرنا الكبير حسين ابوبكر  المحضار في  قصيدته  بشيش على ام البن (( لكن اولاد الحلال خرجوا بها برع يبغوها مطية للصعاليك )).

واليوم وبعد مرور خمس سنوات على ذكرى تأسيس حلف قبائل حضرموت واستشهاد الثائر الحضرمي الشهيد سعد بن حبريش  وانطلاق الهبة الحضرمية علينا العمل على الحفاظ على هذا الكيان الحضرمي والعمل على اعادته للطريق الصحيح وانتخاب قيادة جديدة قادرة على ان تكمل ما بداه الشيخ سعد بن حبريش  قيادة يكون همها الاول والاخير حضرموت قيادة تعمل على تقيم تجربة الحلف السابقة وما رافقها من  اخطاء وتعمل على تصحيحها وتعيد الثقة للحلف الذي فقدها بسب عجز وفشل السابقة والحفاظ عليه من اختراق الاحزاب اليمنية واصحاب الاجندات الخارجية ؟
اننا اليوم في أمس الحاجة لكيان حضرموت قوي قادر على مواجهة الاخطار التي تحدق بحضرموت بعد فشل الجامع الحضرمي الذي اصبح مجرد ورقة في يد البعض للمتاجرة والارتزاق لا اكثر وليس هناك كيان افضل من الحلف الذي هو ملك لك ابناء حضرموت من كل شرائح المجتمع الحضرمي تحت شعار حضرموت اولا واعطاء الفرصة للجميع في المشاركة وافساح المجال للكل لخدمة حضرموت واهلها وخصوصا من اصحاب الكفاءات وهم كثر .

لقد تعرضت حضرموت لكل صنوف الظلم والتهميش ولأقصاء لأبنائها ونهب ثرواتها في ظل التفكك والانقسام ولكن اليوم ليس الأمس علينا التبصر وتوحيد الكلمة حتى تصبح حضرموت عصية على كل من يريدون بها الشر ويكفي ما حصل لنا طوال العقود الماضية ورب ضارة نافعة فقد عانى ابناء حضرموت الحكم الشمولي من القتل والسحل والتشريد ومصادرة الممتلكات والطمس والتهميش لتصبح المحافظة الخامسة في جنوب اليمن وبعد وحدة البيض وصالح في مايو 1990م استمر مسلسل النهب والقتل والتشريد وان كان بوجه اخر اقبح من سابقة عبر تصفيت القيادات العسكرية الحضرمية ونهبت ثرواتها عبر شركات على محسن حميد الاحمر واحمد علي في البر والبحر والازالت  تنهب اليوم لهؤلاء عبر اسماء حضرمية وشركات وهمية ؟
فهل حق علينا العيش بالذل والاهانة أما أن لنا ان نقول لا وتصبح كلمتنا مسموعة للكل كل ذلك لن يأتي الابوجود كيان حضرموت قوي يجمع الجميع ويمثل الكل وهاهو الحلف اذا ما تم الحفاظ عليه من الفيروسات الخبيثة وتقوية اركانه وتصحيح اعوجاجه  فما من المؤكد يكون الحصن المنيع والمدافع القوي عن حضرموت ويسمع صوتها للجميع شاء من شاء وابى من اباء وتصبح حضرموت رقما صعب في المعادلة السياسية ويصبح لها صوتا قوي ليسمع من  به صمم او من يريد ان يتعامى ؟


نريد ان يكون للحضارم موقعا هاما ويتقدم المثقفين واصحاب العقول النيرة الصفوف  لغد افضل ان شاء الله يعيد لحضرموت اسمها الكبير وتاريخها المجيد . لقد جاء نظام الأقاليم في اعتقادي ليعيد لحضرموت شي من اعتبارها ويحافظ على  بعض حقوقها وعلينا ان نتمسك به وان تكون حضرموت اقليم مستقل افضل من اقليم تابع للغير وان لم يكن الاقليم يلبي كل طموحتنا ولكن شي افضل من ماشي وهو افضل الحلول المطروحة يومنا هذا كل هذا يتطالب  كيان حضرمي متماسك قادر على فرض الراي الحضرمي .

في الختام رحم الله الشهيد سعد بن حبريش  واسكنه فسيح جناته ولنجعل من ذكراه نبراسا يضئ  لنا الدروب  .