هل تؤكد قطر على محاولاتها زعزعة استقرار المنطقة بالانسحاب من قمة الخليج؟

تقارير وتحقيقات

تميم
تميم

وضعت المملكة العربية السعودية خلافها مع الجارة الصغيرة قطر جانبًا في سبيل الحفاظ على مجلس التعاون الخليجي واستقراره كمكون عربي قوي، وقامت بتوجيه دعوة من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عبر أمين مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني إلى الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر للمُشاركة في القمة الخليجية القادمة.

 

إلا وأنه كالعادة لم يؤكد تميم أو ينفي مُشاركته وهو ما يُمثل استمرار السياسة القطرية الرامية لزعزعة استقرار الخليج رغم دعوة الشقيقة الكُبرى السعودية رسميًا، حيث لا زال الغموض يكتنف مشاركة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني في قمة الرياض الخليجية قبل يوم من انطلاق دورتها الـ 39، رغم توجيه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد لعزيز دعوة له.

 

ورجحت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية أن يكون قرار الدوحة الانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" تمهيدا لخروجها من مجلس التعاون الخليجي، في سعي إلى استقلالية أكبر وخروج من الهيمنة السعودية.

 

وذكرت وكالة بلومبرغ في تقرير لها يوم الأربعاء، أن القرار القطري المُفاجئ بالانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، قبل أيام قليلة من اجتماع حاسم للمنظمة في فيينا، أثار تساؤلات حتمية حول ما إذا كانت قطر تمهد بهذه الخطوة للانسحاب من مجلس التعاون الخليجي المقرر أن يعقد قمته السنوية بالرياض في 9 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.

 

وقالت الوكالة إنه "لا شك أن إعلانا مماثلا سيثير حفيظة المملكة العربية السعودية ويحرجها، لكن مهما كان الأمر مغريا، فإن القطريين سيحسنون صنعا إذا قرروا البقاء".

 

وعلى جانب آخر وبحسب صحيفة الراي الكويتية، تقول مصادر إن نقاشا يدور في قطر حول البقاء في منظومة مجلس التعاون الخليجي أو الخروج منها، "ولم يتم اتخاذ قرار بهذا الشأن وما زالت الفكرة مطروحة للبحث".

 

واكتفت المصادر ردًا على سؤال: "عن إمكانية انسحاب قطر من مجلس التعاون الخليجي بعدما تواترت الأنباء عن ذلك" بالقول: "هناك نقاش وليس هناك قرار".

 

وأوضحت المصادر أن "الأشقاء في قطر يبدون في كل فترة حرصهم على بقاء منظومة التعاون خدمة لشعوب المنطقة، لكنهم يتساءلون دائما عن الآلية التي تجعل هذه الشعوب بمنأى عن الخلافات السياسية، ويعتبرون هذا الأمر أساسا قويا لبقاء المجلس واستمراره على قواعد مؤسساتية".

 

يذكر أن القمة الخليجية المقبلة ستعقد الأحد المقبل في الرياض ليوم واحد، وأن الدعوة وجهت إلى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد لحضورها، من دون أن يعرف حتى الآن مستوى التمثيل.

 

ورغم أن المُشاركة في القمة ليس له علاقة من قريب أو بعيد بالخلافات بين الدول وهو ما فعلته المملكة بدعوة تميم للمُشاركة، إلا أن الدوحة من المُمكن أن تنسحب ولا تُشارك بسب تمسك الرُباعي العربي بالشروط الـ13 لإنهاء الأزمة.

 

بالإضافة إلى أن ما تحدث به وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد، في مقابلة صحفية مع جريدة الشرق الأوسط السعودية الخميس الماضي، حين قال مهاجما إن "التمثيل القطري في القمة لا يهمنا، ووجوده من عدمه سيان"، دليل آخر على إمكانية عدم مُشاركة تميم في القمة.

 

وزاد الوزير البحريني قائلا: "هل قطر تنتمي لمجلس التعاون؟ هي عضو في المجلس، لكنها تستعين بقوات أجنبية، عوضاً عن استعانتها بقوات تنتمي لها مثل قوات درع الجزيرة، القوات الأجنبية الموجودة على الأراضي القطرية أكبر تهديد".

 

وقال: "مهما كان الشخص الذي سيجلس على المقعد القطري في القمة، لأن القضية أكبر من حلها بـ«حب الخشوم»، فما مارسته قطر من تسويف وتصعيد يجعل الحل أصعب".

 

وفتح جدول الأعمال المعلن للقمة المزمعة غدا، باب التشكيك أكثر بإمكانية عدم حضور أمير قطر، فبحسب ما نشر ستقتصر القمة على كلمتين فقط، الأولى لدولة الرئاسة السابقة وهي الكويت، والثانية لدولة الاستضافة الحالية وهي السعودية، إلى جانب فترات الاستراحة من غداء وعشاء، وصور تذكارية ليس أكثر، ما يعني رفض نقاش ملفات حساسة كالأزمة الخليجية وحرب اليمن، ما يزيد من احتمالات رفض حضور الأمير.

 

الكاتب والمحلل السياسي القطري علي الهيل، ذهب للقطع بما يخص حضور أمير قطر، حيث رجح بتصريحات صحفية سابقة، أن من سيحضر عن الجانب القطري، وزير الدولة للشؤون الخارجية، سلطان المريخي، كما ذهب إلى ما هو أبعد من عدم حضور أمير قطر للقمة، بتوقع أن تقدم قطر على الانسحاب من مجلس التعاون الخليجي، تماما كما انسحبت من منظمة أوبك.