إعترافات إسرائيلية: "الأنفاق" السلاح المجهول لحزب الله تحت الأرض

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

الأنفاق وسيلة قتال لم يخترعها حزب الله، بل تمتد إلى تاريخ إنساني عسكري  موغل  في القدم، وظهرت تجلياتها في عدة تجارب كبرى، خاصة في الحرب العالمية الأولى والثانية، إلى أن جاء الفيتناميون وجعلوا من الأنفاق سلاحًا فتاكًا، أوجعوا بواسطته الغزاة منذ الصراع العنيف ضد الاستعمار الفرنسي في خمسينيات القرن الماضي، وبعد ذلك ضد الآلة الحربية الأمريكية الفتاكة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.

كما أكد خبراء أن حزب الله استفاد بشكل مباشر من تجربة المقاتلين الفلسطينيين في حفر الأنفاق في جنوب لبنان قبل الاجتياح الإسرائيلي عام 1982، ولاحًقا انتقل سلاح الأنفاق السرية إلى قطاع غزة، حيث برز دوره الرئيس في صمود المقاومين وانتقالهم في الخفاء لشن هجمات مفاجئة على الجنود الإسرائيليين خلال الحرب على القطاع عام 2014.

وبالرغم من إمكانياتها التكنولوجية العالية، عانت إسرائيل من صعوبات كبرى في اكتشاف أنفاق حزب الله قرب حدودها، بل واستغرق إنجازها الأخير، في رصد أنفاق الحزب العابرة للحدود مدة طويلة، حيث واجهت السلطات العسكرية الإسرائيلية شكاوى سكان البلدات الحدودية المتكررة من سماع أصوات حفر مخيفة، تصدر من أعماق الأرض في المنطقة، بالإنكار التام تارة، والتعبير عن القلق تارة أخرى.

ويقول خبير إسرائيلي يدعى "دورون بيسكين" في تصريحات تليفزيونية: "منذ عام 2006 هناك كثير من التقارير العلنية في وسائل الإعلام العربية وغيرها، تتحدث عن وجود أنفاق في جنوب لبنان، وحزب الله لم يحاول إخفاء أنه يوسع شبكة أنفاقه، وما هو معروف أنه من جنوب الليطاني وحتى الحدود الإسرائيلية توجد شبكة أنفاق تابعة لحزب الله، ونحن نتحدث عن أنفاق إذا ما قارناها بأنفاق غزة، فإن الأخيرة تبدو كلعبة أطفال مقابل ما يوجد لدى حزب الله".

ولاحظ "بيسكن" في معرض حديثه عن تعقيد الأنفاق التي يحفرها حزب الله أن الأمر "ليس مجرد أنفاق لإطلاق الصواريخ بصورة أوتوماتيكية بتقنية إيرانية تصعب على سلاح الجو العمل ضدها، إنما نتحدث عن شبكة أنفاق يوجد فيها كل ما يلزم لمئات، وربما لآلاف المقاتلين للبقاء مدة طويلة تحت الأرض".

كما أوضح  أن مخابئ وأنفاق حزب الله ليست مخصصة فقط لـ"منصات الإطلاق وغرف الحرب، فهناك عيادات طبية وغرف طعام ومراحيض، أي كل ما يحتاجه مقاتلو الحزب مثل الإضاءة والاتصالات، ومن الصعب معرفة عمق هذه الأنفاق".

 وتشير دراسة أعدها العسكريون الإسرائيليون بعد حرب عام 2006 إن الجيش الإسرائيلي اكتشف "للمرة الأولى أن نظريته الأمنية غير قادرة على مواجهة عدو يكون موجودًا في الوقت نفسه في مجالين، أرضي وتحت أرضي".