رضوان سعيد يمني مقيم في تايلند: ما نعانيه لا يسر أحد ونأمل وقف الحرب في بلادنا لنعود إليها

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

في أقاصي شرق آسيا يعيش المهاجر اليمني رضوان سعيد في دولة تايلاند منذ إندلاع الحرب في اليمن التي تسببت بها مليشيا الحوثي، ولجأ إلى هناك تاركاً منزله في مدينة إب ووظيفته وذلك للحصول على حياة آمنة مع أسرته الصغيرة.

 

يحكي رضوان في حوار مع "اليمن العربي" عن حياة المهاجرين اليمنيين في تايلاند، هذا البلد البعيد الذي لم يفكر يوماً أحد أن يهاجر إليها فرارها من الحرب، حيث يقول أن عددهم لا يتجاوز المئة شخص في كل أنحاء البلاد، ولأن عددهم قليل فإنهم يعانون من عدم تفاعل السلطات التايلاندية معهم وغياب تام للحكومة اليمنية في متابعة احتياجاتهم.

 

ويقول رضوان:" الحال الذي يواجه اليمني في تايلند أو غيرها من دول شرق آسيا أو العالم، أمر لا يسر البال لا يرضاه العقلاء لأنفسهم فقد حصلت مآسي مؤلمة للعديد من اليمينين واخواننا العرب في تايلند والبعض منهم تم أخذه إلى السجون مع عائلاتهم بسبب انتهاء وصعوبة تجديد الإقامات والبعض خرج فارا بنفسه وعائلته عبر القوارب النهرية إلى ماليزيا وبعضهم تم احتجازه لأيام وأشهر لدى شرط الحدود.

 

ولأنهم يعانون في تايلاند فقد ناشد سعيد كل أبناء اليمن الى إنهاء الحرب والجلوس على طاولة الحوار حتى تتوقف الحرب ويعود المهاجرين لديارهم للعيش في كرامة.

 

حاوره: أمجد خشافة

--في البداية أنت كمواطن يمني تعمل في نشر المعرفة في تايلاند.. هل ممكن تعطنا نبذة عن حياة العرب والمسلمين في هذه الدولة والجالية اليمنية على وجهة التحديد؟

تايلاند من البلدان التي تمتلك طبيعة جغرافية خلابة ساحرة الجمال والأجواء والخضرة الطبيعية في كل شبر من البلد، يشكل عدد السكان ثمانين مليون نسمة موزعين على سبعين ولاية بمساحة إجمالي قدرها 513,120 كم²، الدين الرسمي في تايلند هي الديانة البوذية 89% يليها الإسلام 10 %ثم المسيحية والهندوسية 1%،وتعتبر من الدول العشر التي تستعد للاندماج مع اتحاد اسيان، 

 

انفتحت على العالم العربي بقوة في العقود الأخيرة ولكن يتفاوت هذا الانفتاح والتعامل من دولة إلى أخرى حيث تركز بالدرجة الأولى على الانفتاح الاقتصادي و المادي فدول الخليج العربي مثلا يمكن للفرد الحصول على التأشيرة التايلاندية من المطار أو من السفارة خلال يوم واحد بينما دول كمصر والأردن والعراق ولبنان واليمن وليبيا وتونس والجزائر وغيرها يحصل على التأشيرة ولكن من السفارات التايلاندية وبشروط محددة، والبعض من اخواننا العرب وصل إلى تايلاند وعمل في التجارة والصناعة والاستثمار وبعضهم حصل على الجنسية بما في ذلك بعض اليمنيين. 

 

الشق الثاني من سؤالك حول اليمنيين بطبيعة الحال اليمنيون في تايلند على ضربين 

الأول هم اليمنيون الذين هاجروا منذ فترة طويلة لاسيما الحضارم وانتشروا في دول جنوب شرق آسيا والمحيط ويتواجدون في تايلند في الولايات الإسلامية الثلاث جنوب تايلاند وبعض مناطق مختلفة من مملكة تايلاند 

الثاني :

هم اليمنيون المهاجرون إما لغرض العمل أو الدراسة أو التجارة وكلا الأصناف هذه لا يشكلون رقما قياسيا كبيرا لأسباب كثيرة منها محدودية العلاقات الثنائية بين البلدين اليمن وتايلاند وعدم وجود فرص العمل بالشكل المطلوب واختلاف العادات والتقاليد واللغة، ويعاني اليمنيون من صعوبة الحصول على الإقامة والعمل بسبب سياسة الحكومة التي تلزم المستقدمين للعمالة الوافدة بشروط والتزامات بالغة التعقيد من أجل ترك فرصة لأبناء البلد، وعلى العرب أيضا ومنذ أشهر حدثت حملة اعتقالات واسعة في صفوف الشباب العرب العاملين في المنطقة العربية ووصل الأمر إلى اعتقال كبار السن والنساء والأطفال الذين خدعوا بمنظمة UN حيث لم تنفعهم بشيء عدا بطاقات كرتونية تصرف لهم كلاجئين وتايلاند نفسها لم تعترف بهذه الأمور إلى الآن. 

--ماهي طبيعة العمل الذي تقدموه أنتم كمؤسسة في تايلاند؟


نحن  مؤسسة واحدة من عشرات المؤسسات العاملة في مجالات مختلفة فالمؤسسة التي اعمل فيها ويعمل بعض إخواننا أيضا في الجنوب والشرق التايلاندي كمنظمة إسلامية اجتماعية خيرية علمية تكفل الأيتام المسلمين وغيرهم ممن يأتي إليها وتربيهم إضافة إلى تبني أول قناة إسلامية تلفزيونية تبث في شرق آسيا، ومؤخرا انشاء كلية تكنولوجيا الإسلامية التي يتخرج الطالب المسلم منها بشهادة دينية وشهادة عصرية في العلوم والتكنولوجيا التطبيقية الحديثة. 

--كيف يتتفاعل السلطات التايلاندية مع الجالية اليمنية والعرب بشكل عام؟

العدد الكلي لليمنيين في تايلند لا يتجاوز مئة شخص في كل أنحاء البلاد وليس لديهم سفارة سوى قنصلية فخرية وعلمنا مؤخرا انه تم اعتماد السفير اليمني في ماليزيا سفيراً غير مقيم في تايلند، وتفاعل الحكومة التايلاندية مع الجالية اليمنية ضعيف جدا ولا يكاد يذكر لعدم وجود الضغط السياسي و الاقتصادي لليمن في تايلند

 بقية الدول العربية يختلف التفاعل الحكومي معهم من حيث العلاقات الثنائية بين البلدين واهتمام السفارات العربية بمواطنيها وتسهيل إجراءات قانونية معهم، تأتى بالدرجة الأولى دول الخليج العربي باستثناء المملكة العربية السعودية التي جمدت علاقتها الدبلوماسية إلى الصفر مع تايلاند بسبب القضية الدبلوماسية المتعلقة بسرقات مجوهرات ومقتل دبلوماسيين سعوديين في ظروف غامضة في تايلند، غير أن تايلاند لم تواجه السعودية بنفس الطريقة ومازلت هناك سفارة تايلاندية في الرياض وقنصلية في جدة والمواطن السعودي يستطيع الحصول على التأشيرة من السفارة أو أثناء وصوله إلى المنافذ الحدودية، ويأتي البعض بطريقة سرية أو مختلفة. 

 

 

معاناة اليمنيين:

--ماهي المشاكل التي تواجه المواطن اليمني في تايلاند؟

تبدأ مشاكل اليمني مع تايلاند من صعوبة الحصول على التأشيرة حيث لا توجد سفارة تايلاندية في صنعاء أو عدن العاصمة المؤقتة والسفارة التايلاندية في الرياض لا تمنح التأشيرة اليمني الا ان يكون مقيما في السعودية وبالتالي يتم تحويل كثير من الملفات اليمنية إلى السفارة التايلاندية في سلطنة عمان وهناك تتأخر المعاملات بشكل كبير، وعند وصول اليمني إلى تايلاند البعض يواجه صعوبة في المطار بسبب اختلاف اللغة أو عدم وجود القدر الكافي من متطلبات الدخول كتذكرة العودة أو وجود السكن في تايلند وتحديده وقد عولجت بعض هذه الأمور من قبل القنصلية اليمنية الفخرية.
 

نظرة التايلانديين للعرب:


--كيف ينظر التايلانديون للعرب؟

حتى نكون أكثر دقة وأمانة في الإجابة ينظر التايلاندي للعربي من عدة زوايا 

انت كعربي فأنت رجل ثري جئت من بلدان النفط الخام والغاز. 

أو كعربي يعني الكثير من العبث وارتياد بيوت الدعارة والبارات والتسكع في الشواطئ. 

أو كعربي يعني أنك جئت ولديك مشروع اجتماعي ودعم اغاثي وبرنامج علمي معرفي في ما يخص جهود الكثير من العرب العاملين في هذا المجال. 

 
ما هي دواعي سفر اليمنيين والعرب إلى تايلاند؟

دواعي السفر تختلف من شخص لآخر فمنهم من يقدم إلى تايلاند بقصد التجارة والصناعة والاستثمار والبعض بقصد الطب والعلاج حيث شجعت حكومة تايلاند السياحة الطبية والصحية بشكل قوي جداً ووجد الكثير من اليمنيين بغيتهم في العلاج اللازم بصورة جيدة ورخيصة وآمنة

والبعض يأتي من أجل البحث عن فرص عمل وهم القليل بسبب محدودية وجود فرص العمل في تايلند وهكذا يوجد منهم الطلاب وغرض السياحة من المقيمين في دول الخليج العربي ولا يستطيعون الرجوع إلى اليمن بسبب المشاكل الحاصلة فياتون إلى تايلاند 

 

--ماهي الرسائل تود قولها كمواطن يمني مقيم في تايلاند؟

رسالتي عبر موقعكم الكريم ومنحي شرف الحديث معكم هو أننا كيمنين لابد أن ندرك ونعي المخاطر التي تواجه اليمني أو العربي في غير بلده ونسعى إلى سرعة بناء الدولة وإيقاف مسببات الحرب والجلوس على طاولة الحوار الوطني بصدق و وطنية وضمير من أجل إيقاف الحرب الأهلية الدائرة في البلد والتي عملت على تأخير اليمن لعقود طويلة، فالحال الذي يواجه اليمني في تايلند أو غيرها من دول شرق آسيا أو العالم، أمر لا يسر البال َلايرضاه العقلاء لأنفسهم فقد حصلت مآسي مؤلمة للعديد من اليمينين واخواننا العرب في تايلند والبعض منهم تم أخذه إلى السجون مع عائلاتهم بسبب انتهاء وصعوبة تجديد الإقامات والبعض خرج فارا بنفسه وعائلته عبر القوارب النهرية إلى ماليزيا وبعضهم تم احتجازه لأيام وأشهر لدى شرط الحدود والمطارات والبعض تم ترحيلهم بصورة قسريه وارجاعهم إلى بلدانهم.