ما لا تعرفه عن استنساخ البشر وحكمه في الشرع؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

استنساخ البشر يتم بأخذ خلايا جسدية من ثدي الأنثى المراد الاستنساخ منها ويجري زرع هذه الخلايا وإكثارها، ثم يؤخذ العدد المطلوب من الخلايا، ونواة هذه الخلايا، وفي الوقت نفسه تؤخذ من الأنثى نفسها بويضة غير ملقحة وتنزع نواتها ليتم وضع النواة المأخوذة من الخلايا بدلاً منها، ثم تزرع البويضة ذات المواصفات الخاصة في رحم الأنثى التي تكون مجرد حاضنة تغذي الجنين ولا تنقل إليه أي صفات وراثية".


ويؤكد أخصائي علم الأخلاق الدكتور «دونالد بروس» أن المحاولات التي تجري لاستنساخ بشري تعد قمة عدم المسؤولية حيث يوجد حدود لرغبتنا في أن يكون لنا أطفال وبين الكيفية التي تشمل أي نوع من التقنية يمكن أن نستخدمه لتحقيق تلك الرغبات فهي تعطي العلم اسما سيئا وتقف ضد معاني القانون والشرعية والأخلاق والفهم المعروف عن الطب.


ويتابع بالقول، فمن وجهة النظر الأوروبية تعتبرالتجارب غير قانونية وطالت الاتفاقيات حقوق الإنسان والعلوم الطبية الحيوية ليس فقط دول الاتحاد الأوروبي بل والمقاطعات الأوروبية وتبقى حقيقة أن العلماء المختصين بالموضوع وإن كانوا يعدون للخروج عن المألوف فإن الدرجة التي أضحت عليها تلك التجارب وإن أخذت على أنها من صميم المهنة إلا أنها طبيا وأخلاقيا غير مقبولة فهناك فهم عالمي عام أن فكرة استنساخ البشر غير خاطئة فمن وجهة نظرنا أن الاستنساخ هو التحكم والتطويع الكامل لجينات شخص آخر.

ويقول الدكتور عمر حامدي في دراسة علمية: "إن عمليات الاستنساخ بشكلها المعلن تمثل جريمة صارخة بحق البشر والإنسانية".

وأضاف أن الاستنساخ يشكل تلاعباً جذرياً في صلات القرابة المتعارف عليها والتي هي أساس التناسل البشري.. إذ أن الاستنساخ لا يستدعي وجود ذكر من أجل تحقيق عملية الاخصاب بحيث تصبح الأنثى هي المصدر وسبب الوجود للمواليد"، موضحاً أن الاستنساخ سيؤدي إلى ايجاد مشاكل اجتماعية كبيرة ويتم بسببه افساد الصلات الأساسية للشخصية الإنسانية وعلاقات الابوة والنسب وقرابة الدم.

مخاطر الاستنساخ

أكدت دراسة حديثة في علم الوراثة الطبيعية بما لا يدع مجالاً للشك وجود حالات شذوذ في بعض الحيوانات المستنسخة مما يقوي فرص الإدعاء بأن الطفل المستنسخ يمكن أن يموت في مرحلة الرضاعة هذا إذا لم يكن مسخا أو به عجز.

فقد توصل فريق قادته العالمة «جيري يانج» من جامعة «كونتكيت» أن 9من 10 من البقر المستنسخ وجد فيه خلل في موروثاته وخصوصا على الكوروموسومX أحد كروموسومين يحددان جنس الجنين الوليد حيث ان الأنثى لها كروموسوم واحد X بينما يملك الرجل كروموسومين .X .Y وكروموسوم الأنثى خامل حيث لاينشط في البقر المستنسخ فقد تعطلت في هذه التجارب آلية عمل البروتينات ورافقتها نتائج مخيفة تهدد حياة الحيوان وفرصه في البقاء وحسب إفادة «سيندي تيان»عضوة الفريق الطبي ان ما اكتشف خطير جدا فقد تحاول المختبرات السرية التي تسعى جاهدة لاستنساخ إنسان أن تستخدم نفس الطريقة ولكن هيهات فهم لا يستطيعون إخفاء النتائج فنحن نستطيع القول إن 99% من الأجنة المستنسخة سيكون مآلها إلى الفشل وضمن ال 1 % المتبقية سوف ترتفع نسبة الوفيات مباشرة بعد الولادة بسبب مشاكل جينية.


حكم الإستنساخ في الشرع
أصدر المجمع الفقهي الإسلامي المنعقد في دورته العاشرة بجدة في المملكة في شهر صفر 1418هـ الموافق 28 يونيو 1997م قرار رقم 94 (2/10) بشأن الاستنساخ البشري:

- أولاً: تحريم الاستنساخ البشري بطريقته أو بأي طريقة أخرى تؤدي إلى التكاثر البشري.

- ثانيا: إذا حصل تجاوز للحكم الشرعي في الفقرة «أولاً» فإن آثار تلك الحالات تعرض لبيان أحكامها الشرعية.

- ثالثا: تحريم كل الحالات التي يقحم فيها طرف ثالث على العلاقة الزوجية سواء أكان رحماً أم بيضة أم حيواناً منوياً أم خلية جسدية للاستنساخ.

- رابعاً: يجوز شرعاً الأخذ بتقنيات الاستنساخ والهندسة الوراثية في مجالات الجراثيم وسائر الأحياء الدقيقة والنبات والحيوان في حدود الضوابط الشرعية بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد.