ماذا يفعل مبعوث الأمم المتحدة لليمن في الحديدة؟ (تقرير)

تقارير وتحقيقات

مارتن غريفيث
مارتن غريفيث


وصل مبعوث الامم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الجمعة إلى مدينة الحديدة اليمنية التي تضم ميناء حيويا في إطار جهوده لعقد مفاوضات سلام الشهر المقبل في السويد، بحسب ما أعلن مصدر في الأمم المتحدة.

وتشكل الحديدة التي تمر منها نسبة 75 بالمئة من المساعدات الإنسانية، رهانا كبيرا في النزاع الذي أوقع آلاف القتلى من المدنيين وجعل 14 مليون يمني على شفا المجاعة، بحسب الأمم المتحدة، وتحاول القوات الموالية للحكومة المعترف بها منذ يونيو الماضي استعادة الحُديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ 2014، واشتدّت المعارك في بداية نوفمبر، قبل أن توقف القوات الحكومية محاولة تقدّمها الأسبوع الماضي، في ظلّ دعوات دولية لوقف إطلاق النار.


وتوجه غريفيث إلى الحديدة من صنعاء التي وصل إليها الأربعاء، وناقش مع زعيم المتمردين اليمنيين عبد الملك بدر الدين الحوثي "التسهيلات" لعقد مفاوضات السلام، بحسب ما أعلن المتحدث باسم "أنصار الله" الجناح السياسي للمتمردين الخميس.

وقال المصدر لوكالة فرانس برس أن الهدف من زيارة غريفيث هو "الإطلاع عن قرب على الوضع في الحديدة وبعث رسالة لجميع الاطراف على أهمية التهدئة بينما نقوم بالتحضير لاستئناف المفاوضات السياسية"، ويعمل مبعوث الأمم المتحدة على تهيئة الأرضية لمفاوضات سلام أعلنت واشنطن مساء الأربعاء أنها ستعقد مطلع ديسمبر في السويد.


وكتب محمد علي الحوثي القيادي البارز في صفوف الحوثيين على تويتر الخميس أنه يأمل ألا يتبع زيارة غريفيث للحديدة "تصعيد للعمليات العسكرية" من التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يشن ضربات ضد المتمردين منذ مارس 2015.

وأضاف "آمل أن تكون أجندة زيارة المبعوث تحمل مقترحات بناءة تلبي الوضع الاقتصادي والإنساني، وتحدّد معالم حقيقية لصناعة السلام وفق رؤية واضحة لا تخضع لإملاءات أو حمل رسائل من دول العدوان".

ويأتي تثبيت وقف إطلاق النار في الحديدة على رأس أجندة غريفيث الذي يعتبر المدينة وميناءها الاستراتيجي واحدا من أكبر التحديات التي أفشلت مشاورات جنيف 3، إضافة إلى أن نجاح التهدئة في الحديدة قد يكون مقدمة لهدنة شاملة في مختلف الجبهات، يأمل في التوصل إليها من خلال مشاورات السويد المرتقبة، في سياق خطته لإقرار مصفوفة متكاملة لبناء الثقة بين الأطراف اليمنية. 


وحول دلالات الحرص الذي يبديه المبعوث الأممي لزيارة الحديدة، اعتبر الباحث السياسي اليمني ورئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات، نجيب غلاب أن الأمر بمثابة رسالة تفيد بأن ميناء الحديدة سيكون تحت إشراف الأمم المتحدة، كما تمثل الزيارة المزمعة في وجه آخر من وجوهها الخفية، محاولة لوقف اندفاع قوات المقاومة المشتركة لتحرير المدينة وإعاقة عملية تحرير الميناء من الميليشيا. 


وعن إمكانية تسليم الميناء لإدارة الأمم المتحدة، أشار غلاب إلى أن تلك الخطوة تحتاج إلى إجراءات طويلة ومعقدة، كما أنها ستجعل بشكل أو بآخر الجماعة الحوثية شريكا في الإدارة في ظل الإصرار الذي تبديه على بقائها في المدينة وهو ما يعني فشل أي تهدئة، نتيجة استمرار الحوثيين في الضغط من أجل بقائهم مع تواجد القوات المشتركة أيضا في الحديدة ورفض الحكومة اليمنية لإجراءات من هذا النوع يؤكد أن إخماد عملية التحرير غير ممكنة بالتوازي مع بقاء الميليشيا الحوثية في الميناء وشرعنة سيطرتها عبر الأمم المتحدة.