لماذا ينزعج الإصلاح من انشقاق قيادات مؤتمرية عن حكومة الانقلاب؟

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تباينت ردود الأفعال حول انشقاق مسئولين عن مليشيا الحوثي والتحاقهم بالشرعية.

ففي حين رأى فريق أن الاحتفاء بالمنشقين الذين صمتوا عن كل جرائم المليشيا طوال الفترة الماضية غير مبرر، رأى فريق آخر أن الترحيب بالمنشقين يصب في صالح الحرب التي تخوضها قوات التحالف والشرعية ضد المليشيا، بغض النظر عن ماضي هؤلاء المنشقين؟

وخلال أقل من شهر، انشق عن المليشيا نائب وزير التربية والتعليم، إبراهيم الحامد، ووزير الإعلام في الحكومة الانقلابية، عبد السلام جابر، ورئيس مركز القيادة والسيطرة للقوات البحرية والدفاع الساحلي في الحديدة، العقيد الركن /بهيجي الرمادي.

وفي سياق ردود الأفعال على الانشقاقات، قال وكيل وزارة الإعلام لشئون الصحافة، نجيب غلاب، إن هناك من يطالبون الشعب بالتحرك ومواجهة الحوثية وعندما تتمكن قيادات سياسية واجتماعية من الانتقال إلى الصف المناهض والمقاوم للحوثية ينتفضون كالذي به مس من الجن، وكأن الانشقاق عن الحوثية ومحاربتها ممن كان متعاونا أو متحالفا معها استهداف لهم لا للحوثية.

وأضاف متسائلا: كيف بالإمكان فهم من يطالب بإنهاء سطوة الحوثية الكهنوتية وتحرير بلادنا من الفوضى ثم يناهض كل من يتركها ويقاومها. والأغرب من يطالبها أن تكون شريكا ويعلن عداوته لمن يغادر صفوفها والتعاون معها.

من جهته، قال وزير الإعلام، معمر الإرياني، إن إعلان عبد السلام جابر وزير إعلام ما يسمى بحكومة الحوثي الانقلابية وتخليه عن الاصطفاف مع الانقلاب أمر مرحب به.

 وأضاف الإرياني: الحكومة ترحب بأي يمني قرر أن يتبرأ من ممارسات الميليشيات الحوثية الإيرانية ويعود إلى جادة الصواب ما لم يكن قد تورط في جرائم حرب أو انتهاكات لحقوق الإنسان.

إلى ذلك، كتب الصحافي سام الغباري: مرحبا بكل منشق عن التمرد العنصري، نحن بحاجة إلى كل اليمنيين لمواجهة العنصرية السُلالية.

ووقال: السياسة يجب أن تأخذ مداها وفنونها، ولنا في رسول الله أسوة حسنة فلو أنه لم يراضِ ابوسفيان لكان دخول مكة صعبًا وداميًا.

وبدا واضحا أن معظم المعترضين على انشقاق قيادات محسوبة على حزب المؤتمر الشعبي العام عن الحوثيين والتحاقها بالشرعية، من المحسوبين على حزب الإصلاح.

في السياق، يرى محللون سياسيون أن انشقاق قيادات تابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام عن المليشيا الحوثية والتحاقها بالشرعية، أمر يزعج حزب الإصلاح كثيرا.

ويضيف المحللون، في حديث إلى "اليمن العربي"، أن الحزب لا يريد أن يصبح المؤتمر منافسا له، ولهذا سيفعل كل ما بوسعه للحيلولة دون مزيد من الانشقاقات.

ويتابع المحللون: لهذا السبب تداول ناشطو وإعلاميو الحزب عبر مواقع التواصل الاجتماعي ما حدث لوزير الإعلامي المنشق خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته السفارة اليمنية بالرياض، على نطاق واسع.

ولم يستبعد المحللون أن يكون حزب الإصلاح وراء الترويج لانشقاق وزير الخارجية في حكومة الانقلاب، هشام شرف، بغرض دفع مليشيا الحوثي إلى تشديد الرقابة عليه، وهو ما تم بالفعل.

ويقول المحللون، إن الانشقاقات جاءت بعد أن أعلن التحالف، قبل أسابيع، عن استعداده مساعدة من يريدون الخروج من مناطق المليشيا، بينما يعمل الإصلاح في اتجاه معاكس لتعقيد الأمر.