قرقاش يدعو الحوثيين إلى البدء بمحادثات سلام جديدة

أخبار محلية

اليمن العربي

تحت رعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي انطلقت أمس في العاصمة أبوظبي فعاليات ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الخامس الذي ينظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وبمشاركة نخبة كبيرة من صناع القرار وخبراء تحليل السياسات والباحثين المختصين من مختلف بقاع العالم.

وأكد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في كلمته الرئيسية في الجلسة الافتتاحية أن القيم التي صاغت شعبنا وصاغت علاقاتنا مع العالم هي قيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، التي تتمثل بالاعتدال والتسامح والتعاون والتعاطف والتفاؤل، وهي القيم التي تجسدت في حيوية دولتنا وتحولها إلى مركز اقتصادي وإعلامي وتكنولوجي في الإقليم، ونحتفل في الإمارات في هذا العام بعام زايد الذي قاد الإمارات إلى العصر الحديث.

وقال قرقاش إن المنطقة تمر باضطرابات وتحديات غير مسبوقة، والتي تحدث في سياق تحولات يشهدها النظام العالمي، وتهديدات جديدة مثل الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، وأن الإمارات تنطلق في مجابهة هذه التحديات من مبادئ أساسية هي احترام السيادة والتعددية والتعاون ودعم الاستقرار.

وأضاف أننا في الإمارات نرى أن الاستقرار أمر ضروري لأمن المنطقة، وأن هناك مجموعة عناصر تقوي الاستقرار في المنطقة، أولها الحاجة إلى بناء مركز عربي حديث وتحالف عربي لمعالجة التحديات الأمنية القائمة، وهذا التحالف لا بد من أن يرتكز على السعودية ومصر لدورهما القيادي المنطقة، كما يعد مجلس التعاون الخليجي لاعباً رئيسياً في هذا التحالف.

والعنصر الثاني لدعم الاستقرار هو احترام السيادة الوطنية وإنهاء التدخل في شؤون الآخرين، وهذا يتطلب مجابهة سلوك إيران الداعم للميليشيات والمزعزع لأمن الدول، مؤكداً أن دولة الإمارات تدعم سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاه إيران، والتصدي لسلوكها العدائي والمزعزع لأمن الإقليم.

وقال: من عناصر الاستقرار في المنطقة مواجهة مهددات الأمن النابعة من الإرهابيين والمتطرفين، ولئن شهدنا في الفترة الأخيرة نجاحات مهمة في محاربة «داعش» في العراق وسوريا، والحوثيين في اليمن، إلا أن النجاح الكامل يقتضي أيضاً إحراز تقدم في مجابهة فكر التطرف، وشعوب المنطقة مثل الشعوب الأخرى في العالم التي تنشد الصحة والتعليم والوظائف والرخاء، واذا لم يحصل الشباب في المنطقة على هذه الوعود فإنهم سيتوجهون إلى التطرف، منبهاً إلى أن الإمارات داعم قوي للإصلاحات في المنطقة، وقدمت أيضاً مليارات الدولارات في سبيل تعزيز التنمية المستدامة في الإقليم برمته.

وشدد وزير الدولة للشؤون الخارجية على أنه لن يكون هناك أي سلام واستقرار في المنطقة بدون حل النزاعات والصراعات فيها، ومن هذا المنطلق لعبت الإمارات دوراً في حل الخلاف بين إثيوبيا وإريتريا، كما تدعم الإمارات الجهود الأممية والأمريكية لإنهاء الحرب في اليمن، وسيستمر الصراع ما دام الحوثيون يتحدون قرارات الأمم المتحدة.

ودعا قرقاش، في كلمته، الحوثيين إلى خفض التصعيد والبدء بمحادثات جديدة، كما دعا المجتمع الدولي إلى المساهمة في التوصل إلى حل سلمي للصراع من خلال دفع الحوثيين إلى المشاركة في مباحثات السلام، وقطع السلاح والتمويل الذي يصل إليهم من إيران، مؤكداً أن التحالف العربي سيبذل كل جهوده لتيسير العملية السياسية وإطلاق المفاوضات.

وعلى صعيد الأزمة الإنسانية المتفاعلة في اليمن، أشار قرقاش إلى أن الإمارات تقوم بجهد كبير لتجاوز هذه الأزمة، فقد قدمت الإمارات ما يقرب من مليار دولار في شهر مارس الماضي إلى الأمم المتحدة، كما أعلنت عن حزمة مساعدات بقيمة 70 مليون دولار لدفع رواتب المعلمين حتى في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

وقال إن القوى اليمنية المدعومة من التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية حققت تقدما مطردا وحررت معظم الأراضي اليمنية والكثير من مناطق الساحل الغربي، وتحرز تقدما في تحرير الحديدة، واعتقد انه حان الوقت للحوثيين لخفض التصعيد والبدء بمحادثات جديدة، والكرة في ملعب الحوثيين في هذا الوقت الحاسم، وعلى المجتمع الدولي المساهمة في التوصل إلى حل سلمي للصراع من خلال دفع الحوثيين الى المشاركة في مباحثات السلام، وقطع السلاح والتمويل الذي يصل اليهم من إيران. واكد أن التحالف العربي يبذل كل جهوده لتيسير العملية السياسية وإطلاق المفاوضات وسنستضيف خلال الأسبوع المقبل المبعوث الأممي مارتن جريفيث في أبوظبي لهذا الغرض، مشيرا إلى انه لا يمكن ترك اليمن يستغل من المتطرفين والحوثيين الذين تدعمهم وتسلحهم إيران.

وقال إن الإمارات تدعم اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب، وتدعم التوصل إلى اتفاق شامل يقوم على حل الدولتين على أساس حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المنشودة، ولقد حان الوقت للدول العربية لقيادة مبادرات لحل مشاكلها بنفسها، وستظل الإمارات تعمل على تعزيز شراكاتها الإقليمية والدولية، وستظل وفية لقيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي حددتنا كأمة.