معركة الحديدة.. ساعات فاصلة في تاريخ اليمن (تقرير)

تقارير وتحقيقات

أرشيفية
أرشيفية


في ظل احتدام المعارك على كل الجبهات في مدينة الحديدة (غرب) لليوم السابع، أحكم الجيش اليمني سيطرته على كل مداخلها، فيما خاضت قوات «ألوية العمالقة» حرب شوارع في الأحياء الشرقية للمدينة.

ارتفع عدد قتلى المواجهات الجارية بين القوات الموالية للحكومة اليمنية والمسلحين الحوثيين في مدينة الحديدة غربي البلاد إلى 58 قتيلا على الأقل، وسط أنباء عن تقدم القوات الحكومية داخل المدينة.

وقالت مصادر طبية إن 47 حوثيا و11 مقاتلا حكوميا على الأقل لقوا مصرعهم خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع العدد الإجمالي للقتلى منذ بداية المعارك الخميس الماضي إلى 197 حوثيا و53 مقاتلا مواليا لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.

وقالت مصادر عسكرية لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»، إن المعارك اقتربت من مستشفى «22 مايو» في شارع الخمسين شرقي المدينة، وباتجاه جامعة الحديدة، جنوبي المدينة.

وأكدت المصادر أن المعارك لاتزال مستمرة وسط قصف عنيف لمقاتلات التحالف العربي على مواقع الحوثيين في المنافذ الشرقية والغربية والجنوبية للمدينة، حتى يتم تطهير المدينة بشكل كامل من ميليشيا الحوثي.

و استعاد الجيش اليمني، بإسناد قوات التحالف العربي، السيطرة على مواقع جديدة في مدينة الحديدة، وكانت القوات المشتركة، مشطت دوار المطاحن ومحيطه، وأمنت شركة مطاحن البحر الأحمر ومواقع أخرى.

و تمكنت قوات العمالقة التابعة للجيش اليمني من السيطرة نارياً على مداخل الحديدة، بعد إمساكها بمطاحن البحر الأحمر وشارع صنعاء ودوار "يمن موبايل" إثر معارك عنيفة خاضتها قوات الجيش اليمني، الأربعاء، ضد عناصر الميليشيات الحوثية بمساندة مقاتلات التحالف العربي، وأسفرت تلك المواجهات عن خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد العسكري للميليشيات.

إلى ذلك، لقي القياديان في ميليشيات الحوثي محمد عبدالله حميد السقال، ووليد حسن علي الوظاف مصرعيهما في جبهات الساحل الغربي. كما تم أسر القيادي أبو حسين الحاكم أركان "حرب اللواء 25 ميكا " التابع للميليشيات على أيدي قوات الجيش الوطني في الحديدة.

ونقلت صحيفة العرب اللندنية عن خبراء عسكريين وشهود عيان تأكيدات على أن قوات المقاومة المشتركة المدعومة من التحالف العربي وصلت إلى مرحلة حاسمة في عملية تحرير الحديدة، الأمر الذي دفع زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي إلى إطلاق الاتهامات في كل اتجاه والزعم بأن دعوة الولايات المتحدة إلى الحوار السياسي تمثل غطاء لهجوم شامل من القوات الحكومية على مختلف الجبهات.

وأشار الخبراء إلى أن المدينة باتت محررة وفقا للمعطيات العسكرية بعد التوغل لمسافات كبيرة في جنوبها وشرقها والسيطرة على المنافذ الرئيسية التي تربطها بالمحافظات الأخرى، وانحسار خيارات الحوثيين إلى أدنى المستويات منذ انطلاق العمليات العسكرية.

وأشار الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني العقيد يحيى أبوحاتم في تصريح لـ”العرب” إلى أن المعارك تسير بوتيرة عالية بالرغم من المعوقات التي تواجهها القوات المشتركة نظرا للتحوّل في طبيعة المعركة واقترابها من مفهوم حرب المدن في ظل احتماء الميليشيات الحوثية بالمدنيين وقيامها بزرع الألغام بكثافة ونشر القناصين.

ووصف أبوحاتم ما تحقق على الأرض خلال الأيام الماضية بأنه انتصارات هامة وخصوصا بعد وصول قوات المقاومة المشتركة إلى بداية شارع التسعين وتطويق مدينة الصالح من الجهة الشمالية الشرقية بالتزامن مع التقدم على محاور أخرى باتجاه دوار المطاحن في كيلو 8 حيث وصلت طلائع القوات إلى مشارف شركة “تهامة نيسان” وتمكنها من تطويق مطار الحديدة من الجهة الشرقية أيضا.

ولفت أبوحاتم إلى أن الساعات القادمة ستكون حاسمة في مسار المعركة مع بروز مؤشرات على قرب وصول القوات المشتركة إلى مناطق جديدة من بينها دوار الحلقة ودوار يمن موبايل، وهو ما يعني عزل مطار الحديدة بشكل كامل والسيطرة عليه وعلى الجهة الجنوبية للمدينة بشكل كلي وصولا إلى مدينة 7 يوليو وما بعدها.

وتوقع أبوحاتم أنه إذا استمرت العمليات بنفس هذه الوتيرة فإن “الحديدة ستتحرر خلال 72 ساعة”، مشيرا إلى أنه يجب “عدم إعطاء الميليشيات الحوثية فرصة لإعادة ترتيب صفوفها أو التقاط أنفاسها داخل الحديدة وهناك مهام عسكرية تجب مواجهتها في هذه المرحلة وفي مقدمها الدفع بقناصة لمواجهة قناصي الحوثيين وتأمين المناطق المحررة بشكل أكبر”.