"أمريكا ترامب" تختفي.. الوجه الآخر للقضايا العربية بعد انتخابات الكونجرس

عرب وعالم

اليمن العربي

أظهرت نتائج التصويت على انتخابات الكونجرس الأمريكي سيطرة الديمقراطيون على مجلس النواب وتشديد الجمهوريين قبضتهم على مجلس الشيوخ.

ووفقاً لعدة وسائل إعلام عالمية، فإن الوضع الحالي في مجلس النواب سيسمح للديمقراطيين بوقف الكثير من جدول أعمال ترامب والتحقيق في تحركات إدارته، والآن وقد استعاد الديمقراطيون سيطرتهم على مجلس النواب، وهو فوز مهم في الانتخابات النصفية التي ستمكن الحزب من حجب الكثير من أجندة دونالد ترامب وقصف الرئيس بالتحقيقات.

وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فقد كانت الانتخابات بمثابة استفتاء على أمريكا ترامب، وما إذا كان ينبغي على الجمهوريين البقاء في السلطة المطلقة في واشنطن.

ويوضح التقرير أن "ترامب" مجبر على الحكم إلى جانب أغلبية ديمقراطية في مجلس النواب ومجلس شيوخ في الحزب الجمهوري، وفي هذا يُظهر التاريخ الانتخابي الحديث أن ترامب سينضم فقط إلى الرئيسين باراك أوباما ورونالد ريجان كرؤساء تم تسليمهم كونجرس "مقسم"، وفي حالات نادرة قليلة، تمكن رئيس وكونجرس منقسم من تحقيق انتصارات تشريعية وهو الأمر الذي لا ينذر بعمليات الكونجرس السلس على مدى العامين الأخيرين من فترة ولاية ترامب.

ومع كونجرس منقسم تمثل الأغلبيات في مجلسي النواب والشيوخ من قبل حزبين سياسيين مختلفين يعني أيضا أنه سيكون هناك الكثير من عمليات التحول والقيادة في كلا المجلسين.

وفي حديثها قالت نانسي بيلوسي، زعيمة الأغلبية الديموقراطية في مجلس النواب، إن الحزب سوف يستخدم أغلبيته التي فاز بها حديثًا في متابعة جدول أعمال الحزبين للولايات المتحدة، مُضيفة أن الأمريكيين لديهم ما يكفي من الانقسام.

ومن جهتها، كانت قد سعت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، إلى التقليل من شأن مكاسب الديمقراطيين، قائلة إنه من الأفضل لهم عدم تضيع الوقت على التحقيقات ضد ترامب، مضيفة "أعتقد أن هذا هو ما يجب أن يحدث وما تريده أمريكا أن يحدث"، ودعت الديمقراطيين لعدم التحول إلى ما وصفته بحزب "المقاومة والعرقلة".

وعلى صعيد آخر، كانت انتخابات الكونجرس قياسية بالنسبة للنساء، حيث فاز 90 على الأقل في الانتخابات وكان معظمهم ديمقراطيين، وتم انتخاب 28 منهم على الأقل لمجلس النواب للمرة الأولى، كما رفع الناخبون أول امرأتين مسلمتين رشيدة طليب، وهي من أصول عربية فلسطينية في ميشيجان، والهان عمر من أصول أفريقية - صومالية في مينيسوتا، وهو ما يؤكد اختلاف الكونجرس خلال الفترة المقبلة بشأن القضايا في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وصنعت كل من الديمقراطيتين شاروتس دافيدز وديب هالاند التاريخ عن طريق أن يصبحوا أول نساء من أصول أمريكية حقيقية يصلون إلى الكونجرس، فضلًا عن أن الكسندريا أوكاسيو كورتيز من ولاية نيويورك أول امرأة في العشرينات من عمرها تفوز بمقعد في الكونجرس لتصبح أصغر نائبة، وانضمت إليها آبي فنكاينور البالغة من العمر 29 عامًا في ولاية آيوا.

وأوضح التقرير أن الانتخابات تعد واحدة من أكثر السباقات الغريبة في تاريخ الولايات المتحدة، كما أن فوز الديمقراطيين سيعطل الكثير من أجندة ترامب وخاصة فيما يتعلق بالتدخلات العسكرية والضمان الاجتماعي وقانون الهجرة، ومع ذلك، فإن الأغلبية الجمهورية المتزايدة في مجلس الشيوخ ستجعل من الأسهل على ترامب الاستمرار في تعيين القضاة وإعادة تشكيل الفرع القضائي للدولة في قالب أكثر تحفظًا.

وكانت الرعاية الصحية والهجرة هي القضايا الرئيسية في أذهان الناخبين أثناء الإدلاء بأصواتهم، وفقا لمسح استطلاعات الرأي الذي أجرته وكالة أسوشيتد برس.