حروب اليمن العبثية

اليمن العربي

في التاريخ الحديث شهدت اليمن عدة حروب بدا بالحرب الاهلية بين الجمهوريين ضد الملكيين في شمال اليمن وانتهت بحصار السبيعين يوما وكات لتدخل الخارجي دور كبير في دعم المصريين للجناح الجمهوري ودعم السعوديين للجناح الملكي وذهب ضحيتها الالف من اليمنيين والمصريين واهدرت مئات الملايين من ثروات اليمن والعرب فيها .

وشهد جنوب اليمن حربين الاول كنت في 1978م بين جناح (سالمين)سالم ربيع علي وجناح المتشددين (فتاح) عبدالفتاح اسماعيل وانتهت بمقتل الرئيس سالمين والثانية كنت في يناير1986م بين الزمرة بقيادة علي ناصر محمد والطغمة بقيادة البيض وانتهت بمقتل الاربعة فتاح وعنتر وشائع ومصلح وخروج جناح الطغمة من الجنوب الى الشمال وخلفت هذه الحرب اكثر من 30الف قتيل وشردت ضعفي العدد وكانت بمثابة الكارثة التي قصمت ظهر الجنوب عسكريا واقتصاديا وسياسيا ومهدت الطريق  لشمال اليمن ليبتلع  جنوبه في 22مايو 1990م وقد لعب التدخل الخارجي دور كبير في تلك الحرب الدموية من الجانب السوفيتي والعربي .  
كم شهدت اليمن حربين ضروس بين شطريه الاولى في13/سبتمبر 1972م وانتصر فيها الشمال على الجنوب والثانية في 29مارس 1979م وذلك بعد مقتل الرئيس الشمالي الغشمي على يد مبعوث الرئيس الجنوبي فتاح وانتصر فيها جنوب اليمن  على شماله وفي الحربين  اليمنية الاولى في 1972م والثانية في 1987م كان التدخل العربي والاجنبي متواجد بقوة بدعم سوفيتي لجنوب اليمن ودعم سعودي امريكي لشمال اليمن .
وبعد اعادة  توحيد شطري اليمن في ال22من مايو1990م في وحدة اندماجية لم تمضي سوى عامين بدأت بوادر ازمة سياسية بين شريكي الوحدة المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح والحزب الاشتراكي اليمني بقيادة علي سالم البيض على التقاسم السلطة وتوجت بحرب اهلية طاحنة أكلت الاخضر واليابس انتهت في 7/7/1994م بهزيمة الاشتراكي  وخروجهم من المشهد السياسي وقدرت خسائرها المادية بأكثر من سبعة مليار دولار اضافة للخسائر البشرية .
ومنذ دخول مليشيات الحوثي  الانقلاب الى العاصمة صنعاء واحتلالها في  العام 2015م  تحولت اليمن الى ساحة لصراعات اقليمية ودولية بين التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية المدعوم من الغرب من جهة وايران المدعومة  من بعض الدويلات  العربية والاقليمية والدب الروسي غير ان ادوات هذا الصراع يمنية بامتياز فالقاتل يمني والمقتول يمني تحت  شعار اعادة الشرعية  اليمنية وتنفيذ قرارات مجلس الامن والمبادرة الخليجية اربع سنوات من الحرب الاهلية الطاحنة التي أكلت الاخضر واليابس  ولم تبقي ولم تدر  تدهور اقتصادي دمرت البنية التحية هذا اذا كان  اصلا في بنية تحتية في اليمن  وانهيار الريال العملة الوطنية الذي وصل الى حد مخيف والذي بدوره تسبب في ارتفاع اسعار السلع الغذائية وعدم قدة المواطن اليمني على الشراء دفع بالكثير من اليمنيين الى الجواء الى براميل القمامة لعله ان يجد ما يسد به رمقه ويسكت صرخات اطفاله وسط تفرج من التحالف العربي والمجتمع الدولي .
وبغض النظر عن من المتسبب في اشعال فتيل الحرب ومن المتسبب في استمرارها  ومن الذي يضع العراقيل امام الحلول السياسية  فان الحرب الاهلية  اليمنية الطاحنة مستمرة وبحسب دراسة نشرها معهد بريطاني متخصص دكر فيها ان الحرب الاهلية اليمنية ستضع اوزارها في العام 2022م  معللا طول فترة الحرب الى وجود اطراف مستفيدة من استمرار الحرب داخليا واقليميا ودوليا ولكل طرف منهم حساباته السياسية والجغرافية والاقتصادية ................... وبحسب تحليلات بعض الخبراء فان استمرار الحرب اليمنية يخدم مصالح الدول الصناعية الكبرى ويتمثل ذلك في صفقات السلاح التي تتنافس دول التحالف العربي خصوصا الخليجية  في ابرامها والتي تقدر بمئات المليارات من الدولارات وهو ما يرفد اقتصاد تلك الدول ومنها امريكا وبريطانيا وفرنسا وروسيا .
كم ان استمرار الحرب اليمنية يصب في  مصالحة  بعض الدول المجاورة والتي لها حساباتها في اعادة رسم بعض الحدود بحسب  ما تقتضية  مصالحها الاقتصادية والسياسية واضافة الى ما حاربت ايران في ارض خارج اراضيهم .
ولو نظرا الى الداخل اليمني  فأننا سنجد كل طرف من اطراف الصراع اليمني يحمل مشروعه الخاص به فهذا يحمل مشروع مناطقي سياسي واخر مناطقي جهوي واخر طائفي ديني واخر  مناطقي قبلي والكل يعمل على الخروج من هذه الحرب بنجاح مشروعة غير ان جميع الاطراف المتصارعة  بما فيهم الحكومة الشرعية يجمعهم قاسم مشترك واحد بكل تأكيد ليس مصلحة الوطن وانما استمرار الحرب لتحقيق المزيد من المكاسب الشخصية والحزبية فكل طرف تقف خلفة جهة ما تدعمه سياسيا واعلاميا وماديا فلو نظرا سنجد فنادق الرياض الفاخرة  وابوظبي والدوحة والقاهرة واسطنبول وطهران  تعج  بمندوبي من كل طرف وما تقدمة تلك العواصم من دعم مادي سخي ومن امتيازات لهم ولأسرهم واقاربهم نظير ما يقدمونه من خدمات لتك الدول وان ايقاف الحرب في اليمن سيؤدي بكل حال من الاحوال الى وقف الدعم السخي من تلك العواصم لهذه الاطراف اضاف على ذلك الخسائر السياسية وما سبق ذكره يؤكد على صحة  الدارسة التي نشرها المعهد البريطاني عن استمرار الحرب الاهلية اليمنية الى 2022م .
وما التصريحات الامريكية الاخيرة التي جاءت بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي  لذر الرماد في العيون فالغرب ينظر لمصالحة أكثر من اي وقت مضى ويدرك تماما ان ايقاف الحرب يعني الغاء الكثير من صفقات السلاح او عدم ابراما صفقات جديدة