الراشد يتحدث عن مكاسب إيران في أزمة خاشقجي

عرب وعالم

اليمن العربي

تحدث الصحفي والكاتب السعودي عبدالرحمن الراشد، عن مكاسب إيران في أزمة المواطن السعودي، جمال خاشقجي، في إشارة إلى الحملة الإعلامية المسعورة والمغرضة التي قام بها تنظيم الحمدين مستغلاً هذه الحادثة .

وقال الراشد، في مقال نشرته صحيفة البيان الإماراتية، "منذ بداية أزمة مقتل جمال خاشقجي، وإيران تتحاشى التعليق واتخاذ المواقف الرسمية، وإن كانت وسائل إعلامها جعلت الحادثة مادة يومية يشاهدها الملايين على موائد العشاء على تلفزيونها الرسمي. التعليق الذي سمع من طهران، نفضل أن ننتظر ونرى، ولم يكن رد الإيرانيين تجاه السعودية، مثل الأتراك، عدائياً بل تركوا الباب موارباً".

وتساءل الراشد "هل محاصرة السعودية في الزاوية تخدم إيران؟" .. لافتاً إلى أن قرار العقوبات الخطيرة على إيران، بمقاطعة نفطها وحرمانها من التعاملات المصرفية بالدولار يبقي على تنفيذه أقل من أسبوعين.

وأشار إلى أنه في طهران يعتبرون الأزمة والهجمة التركية على السعودية هدية من السماء ويبتهلون إلى الله في أن تمنحهم واحدة من ثلاث أمنيات، إما أن تتراجع واشنطن عن حصارها إيران اعتقاداً بأنه من الصعب إدارة المعركة وإنجاحها في الظروف المتوترة الحالية. والأمنية البديلة أن الرياض هي التي تتخلى عن دعم مشروع إدارة دونالد ترامب بمواجهة إيران وبالتالي التخلي عنه وتركه يفشل تلقائياً، والثالثة، أن تغير الأزمة ميزان القوى الإقليمي مع إضعاف الجبهة السعودية، وبالتالي حتى لو استمر حصار إيران يمكنها إكمال مشروعها بالهيمنة الإقليمية، العراق وسوريا ولبنان واليمن، الذي سيجبر الأميركيين في الأخير على التعامل مع نظام خامنئي.

وأكد الراشد أنه بالنسبة للرياض، العلاقة مع الولايات المتحدة استراتيجية مهما أصابها من وهن أو خلاف، وكان آخرها تداعيات هجمات الحادي عشر من سبتمبر ورفض السعودية التعاون مع الغزو الأميركي في العراق، الذي منح إيران فرصة كبيرة لتكون طرفاً مهماً وطور من العلاقة بين طهران وواشنطن على حساب الرياض حينها.

ويرى الراشد أن ما تمر به السعودية هو عاصفة في فنجان لأن المصالح العليا للبلدين أكبر من كل ما يكتب ويذاع.

وقال "الإيرانيون يظهرون مهارة عالية في التعامل مع الأزمات، فهم يرون السعودية وقد وضعت في زاوية حرجة جداً وفي نفس الوقت يدركون أنها ستخرج منها لاحقاً، ويريدون تسجيل مكاسبهم بتوظيف الأزمة بطريقة مختلفة عن الأتراك إما بالتقرب من واشنطن أو التقارب مع الرياض".

وأضاف "ما هي احتمالات انفتاح الرياض على إيران؟ كما أوردت سلفاً، العلاقة مع واشنطن استراتيجية والثقة في إيران كجار مسالم معدومة لكن يبقى هامش المناورة دائماً متاحاً دون القفز على المصالح العليا".

ويرى الراش أنه ربما تكون لدى طهران رغبة في إصلاح العلاقة مع السعوديين لأسباب لا علاقة لها بأزمة خاشقجي، فقد اكتشفت طهران أنها في الوقت الذي تريد أن تكسب سوريا أصبحت مهددة بأن تخسر العراق كما بينت نتائج الانتخابات الأخيرة. وأن الحرب في اليمن رغم قسوتها وتكاليفها لم تمنح طهران ما كانت تحصل عليه من حماس في غزة أو حزب الله في جنوب لبنان.

وقال "فإن أراد الإيرانيون أن يحصلوا على حل في اليمن فإنه ربما هذا هو الوقت المناسب دون أن يتوقعوا أن يحصلوا حتى على نصف انتصار. شيء من الشراكة لحليفهم الحوثي في المشروع السياسي ممكن بناؤه في اليمن في مشروع الحل الموعود".