أبرزها سر التسمية.. كل ما تريد معرفته حول الأعاصير التي اجتاحت العالم «تقرير»

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

شهد عام 2018 حتى الآن، عواصف شديدة ضربت أماكن متفرقة على الكرة الأرضية خلال الربع الأخير من العام 2018، فالأول كانت ضحيته بريطانيا، والثانى مر على الصين وهونج كونج والفلبين، أما الأخير فكان من نصيب الولايات الساحلية على الجانب الشرقى من الولايات المتحدة الأمريكية، حتى بدأت المؤشرات الأولية لعاصفة لبان تظهر بشدة على الساحة اليمنية، لذا بدات الحكومة في تجهيز الاستعدادات القصوى لاستقبالها، في محاولة منها للحد من خطورتها.

 وحول هذة الظاهرة الطبيعية، خاصة والتي يطلق عليه أسماء أشخاص سواء من الرجال أو النساء، هذا إلى جانب تفضيل بعض الدول تسمية العواصف بأسماء حيوانات أو كلمات ذات دلالة خاصة لدى شعوب تلك البلدان.
 
ففي الوقت السابق ، كان العالم على موعد مع 3 أعاصير قوية، الأول عرف باسم "فلورنس"، وهو إعصار ضرب ولاية "كارولينا" الشمالية، فى الساحل الشرقى لأمريكا، وخلف ورائه قتلى وخسائر بمليارات الدولارات، ما دفع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، لمناشدة المواطنين الأمريكيين بالمساهمة فى دعم جهود الإغاثة لمواجهة الآثار المدمرة للإعصار.

وهناك إعصار آخر هز الصين وهونج كونج والفلبين، وهو الإعصار مانكوت، الذى يُعد أقوى إعصار استوائى، يصيب المنطقة هذا العام، إذ يحمل رياحا تتجاوز سرعتها 200 كيلومتر فى الساعة، وهو ما يعادل الفئة الخامسة وهى الأقوى فى المحيط الأطلنطى.

والإعصار مانكوت صاحبته أمطار غزيرة أدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، منها مصرع قرابة 88 شخصًا، وفقدان 50 آخرين، ووقوع 100 انهيار أرضى معظمها فى منطقة كورديلييرا الجبلية بجزيرة لوزون، فى الفلبين، كذلك أعلنت السلطات المحلية فى هونج كونج بالصين، إصابة 213 شخصًا بسبب الإعصار "مانكوت"، الذى ضرب سواحل البلاد مصحوبًا برياح بلغت قوتها 162 كيلومترا فى الساعة.
 

وتعد الأعاصير أشد الكوارث الطبيعية ضررًا وفتكًا بالبشرية، عبارة عن عواصف تتكون فى المحيطات الواقعة فى المناطق المدارية من سطح الأرض، ومن ثم تتحرك فى طريقها باتجاه اليابسة لتضرب أمامها كل شئ، وتعد أكثر خطورة لما تصحبه من أمطار غزيرة ورياح عتية تتسبب فى تدمير وغرق كل ما تضربه تلك العاصفة.
 
سر التسمية
يرجع سر تسمية الأعاصير بأسماء البشر، والطريقة التى يتبعها خبراء الطقس لاختيار تلك الأسماء وكيفية تصنيفها، وكذلك التعرف على ما إذ كانت هناك معايير يحدد على أساسها إطلاق اسم مؤنث أو مذكر على الإعصار، فالمتعارف عليه أنه فى الماضى، كانت الأعاصير تصنف على أساس خطوط الطول والعرض، إلا أن كثرة الأرقام واختلاطها ببعضها حالت دون التعرف عليها، ما دفع خبراء الأرصاد إلى إطلاق أسماء البشر على الأعاصير من أجل تمييزها عن بعضها وسهولة حفظها للحصول على معلومات بشكل أسرع.

فى بداية الأمر، أطلق خبراء الأرصاد الجوية، الأسماء الأنثوية على الأعاصير وبصورة أبجدية، بحيث يحمل بداية الاسم الإعصار الأول من العام حرف "A"، ويليه "B"، وهكذا، وبدأ المركز القومى للأعاصير فى الولايات المتحدة، بإطلاق أسماء بشر على الأعاصير منذ عام 1953، وذلك مع ولادة الإعصار الأنثوى "أليس".

وفى العام 1953، تخلت اللجنة الدولية للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، عن استخدام الأبجدية بالحروف والأسماء الأنثوية، واستمر ذلك حتى عام 1979، باعتبار أن الكثيرين كانوا يظنون بأن الأعاصير التى تحمل أسماء النساء ليست على قدر كبير من الخطر، وهو ما قد يسبب عددًا أكبر من الضحايا، فيما لم يتم إضافة أسماء ذكورية حتى عام 1979، حين أطلق للمرة الأولى اسم ذكر "بوب" على إعصار فى المحيط الأطلسى.

الجدير بالذكر هنا هو معيار انتقاء الأسماء، فكثيرًا ما نتساءل هل يكون الاختيار على هوى الخبراء فى ذلك الوقت، فمن الممكن أن يطلق خبير مثلًا اسم حبيبته السابقة أو شخص لا يفضله، على إعصار مدمر أو ما شابه، ولكن الحقيقة هى أن أسماء الأعاصير عبارة عن قوائم معدة سلفًا ومرتبة أبجديًا لأسماء ذكور وإناث بالتناوب، موزعة على مناطق متعددة للمحيطات حول العالم، بحيث تستخدم قائمة محددة كل عام، على أن تتكرر كل 6 أعوام، أى أن اسم الإعصار هارفى، سيستخدم مرة أخرى عام 2030.

وتحتوى القائمة على حوالى 160 اسمًا، وإذا كان الإعصار مدمرًا لدرجة كبيرة وأسفر عن وفيات كثيرة، يتم اعتبار اسم ذلك الإعصار مشئومًا فيتم شطبه من القائمة واستبداله باسم آخر من نفس الجنس وبنفس الحرف الأول للاسم المشطوب للحفاظ على التسلسل الأبجدى لقائمة الأسماء.

ولعل من الأسئلة الرائجة التى تشغل بال كثيرين بشأن الأعاصير وقوتها التدميرية، أيهما أشد فتكًا الأعاصير التى تحمل أسماء مؤنثة أم تلك المسماة بأسماء الذكور؟، وفى هذا الصدد، نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، دراسة تبين أن الأعاصير المسماة بأسماء مؤنثة تكون أكثر فتكًا من تلك التى تطلق عليها أسماء مذكرة، لأن الناس ينخدعون بأسمائها المرتبطة برقة الأنوثة فيميلون إلى أخذها بجدية أقل، إلا أن ذلك ليس صحيحا من الناحية العملية.