ما أفسده الحوثي تصلحه السعودية.. ماذا فعلت المملكة لإنقاذ الريال اليمني؟

تقارير وتحقيقات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


مع استمرار الأزمة المالية التي يمر بها اليمن نتيجة استنزاف الحوثيين ثروات البلاد وتسخيرها لخدمة أعمالها التمردية، أغلقت العشرات من المحال التجارية أبوابها مؤخرا، في العاصمة صنعاء وأوقفت نشاطها بسبب انهيار الريال اليمني أمام العملات الصعبة.

وازداد الوضع الاقتصادي سوءا في صنعاء مع اعتقال ميليشات الحوثي الموالية لإيران، مئات التجار وملاك المنشآت التجارية في العاصمة.

وأوقفت منحة سعودية جديدة بمبلغ 200 مليون دولار، الانهيار المتسارع للعملة اليمنية (الريال) وأعادت له نحو 20% من قيمته بعد ساعات فقط من توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بالمنحة لمصلحة البنك المركزي اليمني لتعزيز مركزه المالي.

وفي الوقت الذي أدى فيه تهاوي الريال اليمني إلى إثارة الهلع في أوساط اليمنيين في ظل التحذيرات الدولية من إمكانية تسبب ذلك في إحداث مجاعة تطال اليمنيين، وأفاد مصرفيون في صنعاء وعدن ومأرب بأن أسعار صرف الريال اليمني شهدت تحسناً كبيراً بعد أن وصل الدولار قبل المنحة السعودية إلى 830 ريالاً.

وتوقع مراقبون واقتصاديون في صنعاء وعدن، أن يواصل الريال اليمني تعافيه في الأيام المقبلة مقابل العملات الأجنبية بسبب المنحة السعودية الجديدة، إلى جانب الإجراءات الحكومية والتدابير التي أمر بها البنك المركزي اليمني، ومنها فتح الاعتمادات لاستيراد السلع الأساسية والوقود والأدوية بالاستفادة من الوديعة السعودية.

وتسهم هذه المنحة - إضافة إلى ما سبق إيداعه في البنك المركزي اليمني بما مجموعه ثلاثة مليارات دولار أميركي - في تخفيف الأعباء الاقتصادية عن الشعب اليمني.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور أنور قرقاش، إن انهيار الريال اليمني يمثل تحدياً أساسياً للمواطن أكثر تأثيراً من توافر المواد الغذائية.

وأضاف في تغريدة، أمس، عبر حسابه على موقع «تويتر»: «مبادرة السعودية الشقيقة لدعم الريال في هذه الظروف مهمة، ومن الضروري أن يضغط المجتمع الدولي على الحوثي ليسلم جزءاً من خمسة إلى ستة مليارات دولار، التي ينهبها من دخل الدولة، لدعم الريال».

وقال أحمد عبيد بن دغر، رئيس الحكومة اليمنية، الثلاثاء، إن المنحة التي قدمتها المملكة العربية السعودية للبنك المركزي اليمني ستوقف تدهور الريال اليمني أمام العملات الأجنبية، لافتا إلى أن هناك عبثا حوثيا لتدمير اليمن.  

وذكر ابن دغر، في اجتماع استثنائي للحكومة، أنه خلال الفترة الماضية، شهد الريال انهياراً جديداً تجاوز سعره حاجز 800 ريال للدولار، مما يعني انهياراً كاملاً.

وأشار إلى أنه كان لا بد أن يطلب الرئيس عبدربه منصور هادي التدخل من الأشقاء في السعودية، وكانت استجابة الأشقاء سريعة، حيث استجاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لنداء الأخ الرئيس، فوافق على تقديم منحة مالية قدرها 200 مليون دولار لدعم المركز المالي للبنك المركزي.

ولفت ابن دغر إلى أن هذه المنحة ستوقف حتماً هذا التدهور المريع لسعر الريال، معربا عن كل التقدير والاحترام والشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان ولشعب المملكة وحكومتها.