واشنطن بوست: العراقيون يختارون رئيساً جديداً لبلادهم

عرب وعالم

اليمن العربي

سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الأربعاء، الضوء على نجاح العراق أخيرًا في اختيار رئيس جديد ورئيس للوزراء، وهو ما أنهى 5 أشهر من توقف المفاوضات التي اندلعت وسط الاضطرابات الشعبية المتسعة وتزايد التنافس بين الولايات المتحدة وإيران بشأن بسط النفوذ على القيادة العراقية.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، أنه في غضون ساعة واحدة على قيام البرلمان العراقي بانتخاب برهم صالح، وهو سياسي كردي محنك، رئيسا للجمهورية، أعلن الأخير أنه طلب من وزير البترول السابق عادل عبدالمهدي تشكيل حكومة جديدة.

ورأت الصحيفة، أن اختيار هذين الرجلين أظهر مدى الولاءات الطائفية بين أكراد العراق، لاسيما وأن المجتمعات العربية السنية والشيعية التي هيمنت على السلطة منذ الغزو الأمريكي عام 2003 تتهاوى بشكل ملحوظ، وهو ما أفسح الطريق أمام تحالفات أكثر براجماتية تجاوزت الخطوط الطائفية.

وأضافت، أن تصويت البرلمان العراقي لم يتمخض عنه خروج فائز واضح في التنافس المحتدم بين الولايات المتحدة وإيران لوضع حلفائهما في المناصب السياسية الرئيسية داخل العراق، لاسيما وأن واشنطن تسعى لعزل طهران اقتصاديا وسياسيا.

ومن المعروف أن عبدالمهدي يحظى بدعم فصيل من الساسة الشيعة تحت قيادة مقتدى الصدر، المنبوذ من الولايات المتحدة وإيران ولكن أنصاره استطاعوا الحصول على أغلب مقاعد البرلمان في الانتخابات الأخيرة، كما أن عبدالمهدي يحظى بدعم من النواب الأكراد والسنة وبمباركة آية الله علي السيستاني، وهو رجل الدين الشيعي الأعلى في العراق، وذلك وفقا لنائب عراقي منخرط في المفاوضات ومسئول غربي رفيع المستوى.

وتعليقا على ذلك، نقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي بارز، تحدث- بشرط عدم الكشف عن هويته نظرا لعدم السماح له بالتعليق علنا، قائلا "إننا نشعر بالتشجيع إزاء الخطوات التاريخية التي اتخذت الليلة الماضية، فالرئيس صالح ورئيس الوزراء المُعين هما قادة ذوي خبرة ويحظيان باحترام كبير في العراق وحول العالم".

وتابعت "واشنطن بوست" أن الحكومة الجديدة ستتولى قيادة دولة تواجه تحديات جسيمة في أعقاب الحرب على تنظيم داعش، والتي كبدت البلاد خسائر بقيمة مليارات الدولارات، وخلفت ملايين النازحين وقضت على قطاع النفط العراقي، كما سيتعين على الحكومة أيضا أن تتصدى على الفور لحركة احتجاج متواصلة في قلب المناطق الشيعية بسبب ضعف الخدمات العامة، وفساد الحكومة وإحباطاتها مع النظام السياسي الذي فضل الدوائر الانتخابية الضيقة على الحكم الأساسي.

وأخيرا، رجحت الصحيفة الأمريكية، أن صالح ربما يحسن العلاقات بين أكراد العراق والحكومة المركزية في بغداد بعد أن هددت محاولات الأكراد للاستقلال في العام الماضي بجر البلاد نحو صراع مسلح طويل الأمد.