دور «اليمن» في انتشار القهوة كمشروب اجتماعي في العالم «تقرير مصور»

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بالعودة إلى تاريخ القهوة، فعلى الرغم من العدد الكبير من الشكوك حول المصدر الأول لحبوب البن، إلا أن جميع المؤرخين يؤكدون أن أوائل المستخدمين الذين جعلوا من القهوة مشروبًا اجتماعيًا وعادة منتظمة، هم أهل اليمن، بدءًا من القرن الخامس عشر.

وبحسب الروايات، فإن القهوة انتقلت شمالًا نحو بلاد الحجاز ودخلت فى تقاليد الشعوب التى عاشت هناك، ومن ثم وصلت إلى القاهرة التى كانت أكبر مركز للسكان فى ذلك الوقت.

فبحلول القرن السادس عشر، وصلت القهوة إلى باقى الشرق الأوسط وجنوب الهند وبلاد فارس والقرن الأفريقى وشمال أفريقيا، ثم وصلت القهوة إلى البلقان، وإيطاليا وبقية أوروبا إلى جنوب شرق آسيا ثم إلى أمريكا.

ورغم دور اليمن فى انتشار القهوة كمشروب اجتماعى وعادة منتظمة بين الشعوب، إلا أن تاريخ القهوة يعود إلى القرن العاشر وربما لوقت سابق حسب عدد من التقارير والأساطير المتعلقة بأول استخدام لها، ويعتقد أن القهوة كانت من إثيوبيا.

تُرجع كلمة قهوة إلى الكلمة العربية قوى "القوة والطاقة" أو إلى "كافا" مملكة القرون الوسطى فى إثيوبيا، حيث تم تصدير هذا النبات إلى الجزيرة العربية، وقد كانت هذه المصطلحات موضع خلاف، إلا إنه لا يستخدم اسم قهوة للتوت أو النبات منتجات المنطقة والتى تعرف فى اللغة العربية باسم بُن وفى لغة أورومو بَن تنطق بالفتح، وكان السامية جذر قه "اللون الداكن" الذى أصبح تسمية طبيعية للمشروبات، ووفقًا لهذا التحليل كان من المرجح أن يتم اختيار شكل قهوة الأنثوى خمر أو "النبيذ"، وكان المقصود فى الأصل بمعنى الغامقة فى اللون.

تأثير الحرب
غير أن الحرب أسهمت بشكل غير مباشر في تراجع ترتيب اليمن من قائمة البلدان الأكثر تصديراً للبن، وفى مارس 2014، تم اتخاذ قرار بواسطة منظمة القهوة الدولية لإطلاق أول يوم للقهوة في ميلان كجزء من معرض إكسبو 2015، كما واستغل اليوم العالمي للقهوة للتشجيع على التجارة العادلة للقهوة وزيادة الوعي حول مشاكل مزارعي البن.

وتعد اليمن من الدول المصدرة لمحصول البن منذ القدم والذي عرف باسم Mocka Coffee تمييزاً لميناء المخاء التي يصدر منها البن اليمني حيث تم شراء أول شحنة من قبل الهولنديين من ميناء المخاء عام 1628م، لكن أول من تعرف على القهوة اليمنية من الأوروبيين هم البرتغاليين الذين غزوا سواحلها الغربية.Mocka Coffeeلكن إنتاج اليمن من البن قل بنسبة كبيرة جداً مقارنة بإنتاجه قديماً، ووفقاً لآخر إحصائية للمنظمة الدولية للقهوة، فإن اليمن سجلت المركز 42 عالمياً من بين 64 دولة حول العالم. 


وأسهمت تجارة البن اليمن قديماً، في هجرة الكثير من اليمنيين إلى أوروبا ودول شرق آسيا، مما ساهم بشكل كبير في الحفاظ على هذا الموروث الزراعي التاريخي بالنسبة لليمن، إذ لا يزال الكثير من التجار اليمنيين حاضرين حتى اليوم في العديد من دول العالم يروجون ويتاجرون فما تبقي من إنتاج لمحصول اليمن من حبوب البن، أبرزها، أمريكا، وبريطانيا، وكندا، وفرنسا، والنمسا، وهولندا، والعديد من الدول الأخرى..ويحتفل اليمنيون في “يوم البن اليمني” في الثاني عشر من يوليو من كل عام، نظراً لأهمية مدلول القهوة اليمنية، وشهرتها حول العام.