من المتسبب في مجاعة "أسلم" بمحافظة حجة؟

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

قبل أيام قليلة، أطلق صحافيون وناشطون وحقوقيون حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بغرض جمع تبرعات لأبناء مديرية أسلم في محافظة حجة، شمال غربي اليمن، بعد أن نشرت وسائل إعلام صورا ومقاطع فيديو مرعبة لآثار المجاعة التي ضربت قرى المديرية.

وأظهرت تلك الصور والمقاطع أهالي أسلم وهم يقتاتون على أوراق الأشجار نتيجة افتقارهم للغذاء والانعدام التام لأي دور إغاثي في المديرية.

وعلى هامش الاهتمام الإنساني بوضع المواطنين هناك، أثير تساؤل عن المتسبب بالمجاعة في المديرية الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية منذ أواخر العام 2014.

"اليمن العربي" استطلع آراء بعض المهتمين بقضية المجاعة في مديرية أسلم، وجاءت ردودهم على النحو التالي.


السبب الأول

يعتقد الطالب الجامعي (م.ن.ص الجرادي) أن الحوثي هو السبب الأول والأعظم في كل ما يشهده اليمن من مآس، فهو من جعل اليمنيين يعيشون في أوضاع تشبه الحجيم وهو من جلب الحرب.

ويضيف، في حديث إلى "اليمن العربي": لكن هذا لا يعفي الحكومة والتحالف من القيام بالدور الواجب لمنع المجاعة في اليمن واتخاذ كافة الإجراءات المناسبة.

ويرى أن "المجاعة أزمة ولدتها الحرب التي كانت مليشيا الحوثي سبب فيها، والقضاء عليها وعلى باقي الأزمات يبدأ من القضاء على هذه المليشيا".

بديهي

الطبيب معتز، وهو أحد المشاركين في الحملة، يرى أن الوقت ليس وقت الحديث عن المتسبب بالمجاعة وإنما وقت إنقاذ الجائعين في مديرية أسلم.

ويستدرك: لكن من البديهي القول إن المليشيا الحوثية هي السبب ولا أحد غيرها، كون المنطقة خاضعة لسيطرتها، والمساعدات الخاصة بها وبغيرها من مناطق المحافظة تصل إليها.

ويتابع: أنا على يقين أن مناطق كثيرة، في حجة وغيرها، تعاني الأمر ذاته، لكن معاناتها لم تصل إلى وسائل الإعلام بعد.

ويقول، في تصريح إلى "اليمن العربي": ليختلف المتصارعون كيفما شاءوا، لكن عليهم الاتفاق على القضية الإنسانية.

أين المساعدات؟

الصحافي (م.ح.س) يبدي استغرابه من عدم وصول مساعدات غذائية إلى مديرية أسلم في محافظة حجة التي زارها أكثر من فريق للأمم المتحدة بغرض تحميل التحالف مسئولية قصف لم يكن مسئولا عنه.

ويوضح، في تصريح إلى "اليمن العربي" أن مطار صنعاء يستقبل، بشكل شبه دائم، طائرات إغاثية تابعة لمنظمات دولية، على متنها مساعدات غذائية وطبية وغيرها.

ويضيف: إما أن تكون المليشيا قد صادرت المساعدات وباعتها أو وزعتها على محسوبين عليها، كما تداولت ذلك كثير من وسائل الإعلام، وإما أنَّ ما يصل على متن هذه الطائرات ليس مساعدات.

ويرى أن تحميل المليشيا مسئولية المجاعة لا يعفي الشرعية من القيام بدورها، كونها المسئول الأول عن المواطنين.

 

هلال الإمارات

في هذا السياق، تقول الناشطة الحقوقية (س.ر.ة) إن صور المجاعة المتداولة من مناطق سيطرة المليشيا، تؤكد أهمية الدور الذي لعبته هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في المناطق المحررة، حيث عملت، وباستمرار، على تقديم كافة المساعدات للمواطنين في تلك المناطق، ووصلت مساعداتها إلى مناطق جبلية وعرة في جبال المحفد بأبين وغيرها.

وتلفت إلى أن هذا أمر طبيعي، فهناك فرق بين دولة تعرف معنى الالتزام بواجباتها تجاه مواطنين خارج حدودها، وبين مليشيا لا هم لها غير التسلط على الناس والرغبة في الثراء على حساب إفقار الناس.