احتكر سوق العملة ثم النفط.. تعرف على المسئول عن ارتفاع سعر البنزين بحضرموت

تقارير وتحقيقات

محمد البسيري
محمد البسيري

بالتزامن مع أزمة خانقة في المشتقات النفطية، تعيشها محافظة حضرموت وعدد من المحافظات المجاورة لها، أقرت شركة النفط اليمنية بحضرموت، الاثنين 24 سبتمبر/أيلول 2018م، رفع أسعار البنزين، في ظل الأزمة المعيشية التي تشهدها البلاد، جراء الانهيار المتسارع الذي حل بالعملة الوطنية مقابل العملات الأجنبية، والذي بدوره تسبب باشتعال الأسعار بشكل جنوني، وجعل من الاقتصاد اليمني يعيش في أسوأ حالاته.

وفي ظل التأكيدات والوعود التي سمعها أبناء ساحل حضرموت ومدينة المكلا على وجه الخصوص، من قيادة السلطة وأخرى من مسئولون في شركة النفط فرع الساحل، والتي تنص على أن أسعار المشتقات النفطية ستظل ثابتة، ذهبوا إلى النوم البعض منهم في منزله، والآخر قضى ليلة يوم الأحد 23 سبتمبر/أيلول 2018م، بجوار سيارته المركونه في طوابير السيارات الطويلة باحدى محطات تعبئة البنزين بالمكلا.

غير أنه في صباح اليوم التالي الإثنين، صدم جميع اؤلئك المرابطون في محطات تعبئة البنزين المنتشرة في المكلا عاصمة إقليم حضرموت، وهم بجوار سياراتهم المركونه في الطوابير الطويلة منذُ أربعة أيام، ينتظرون قدوم الناقلة إلى المحطة المرابطين فيها؛ بخبر الجرعة الجديدة الذي سمعوه من العاملين في تلك المحطات.

واستغرب الجميع من ذلك التوجيه الذي وجهت به شركة النفط إلى المحطات، والذي يقتضي ببيع اللتر البترول بسعر 400 ريال، بعد ان كان بـ 330، ليصل سعر الدبة سعة 20 لتر إلى 8000 ريال، بدلاً عن 6600 ريالاً، فيما سيباع اللتر في مديريات حضرموت الوادي والصحراء بـ 410 ريال؛ خاصة وأنها أصدرته بينما كانوا نائمون في ظرف وجيز لا يقدر بليلة واحدة ودون سابق اعلان يذكر.

وما آثار استغراب أبناء حضرموت أكثر هو أن مالك شركة ”العالمية لتوريد المشتقات النفطية” التاجر الحضرمي رجل المال والأعمال «محمد البسيري»، قيل عنه بحسب مصادر موثوقة، إنه رفض أن يكون من ضمن التجار المستوردين الذي رفضوا التعامل بالسعر الاعتيادي 330 ريال للتر البنزين، وأنهم طالبوا برفعه إلى 400 ريالاً لكل واحد لتر، سواه بسعره التجاري المحسوب على السوق السوداء العاملة بطريقة شرعية تحت مسمى “السعر التجاري”، وأنه سيستمر بالتعامل مع شركة النفط وفق السعر الاعتيادي.

وتأكيداً لمصادر "اليمن العربي"، نفى مصدر مسؤول في شركة ”العالمية لتوريد المشتقات النفطية” المملوكة لرجل المال والأعمال «محمد البسيري» والذي يملك أيضاً شركة صرافة تعد واحدة من كبرى صرافات المحافظة، ظهر الأحد 23 سبتمبر/أيلول 2018م، علاقة الشركة بأي زيادة محتملة في سعر اللتر البترول، ومسئوليتها عن أي زيادة جرت في أسعار المشتقات.. مستبقاً الأحداث؛ بحسب ما قاله المراقبون.

وأكد المصدر المسؤول في بيان منسوب إلى شركة ”العالمية لتوريد المشتقات النفطية” التابعة ﻟ«البسيري»، أن الشركة ملتزمة بالإتفاق الذي تم مع شركة النفط بحضرموت والذي يقضي ببيع لتر البترول لشركة النفط بسعر 318 ريال يمني لا غير.. نافيا كل الشائعات التي تتحدث عن قيام الشركة برفع قيمة سعر بيع البترول للأخيرة بـ 400 ريالاً يمنياً.

وحمّل ذلك المصدر الذي وصف بالمسؤول، التابع ﻟ«البسيري»، شركة النفط بحضرموت المسؤولية الكاملة عن أي زيادة في أسعار المشتقات النفطية لا سيما وأن الشركة العالمية التابعة للبسيري تبيع اللتر بترول لشركة النفط بسعر 318 ريال يمني، دون أي زيادة تذكر - حد قوله.

ويقول محللو "اليمن العربي"، إن البيان الذي انسب لرجل الأعمال «البسيري»، ساهم في اخراجة من دائرة الاتهامات التي قد يوجهها له أبناء حضرموت، بعد أن يسمعوا بخبر الجرعة الجديدة، خاصة وأنه تم الإعلان في وقت مبكر من الإثنين 24 سبتمبر/أيلول 2018م، أن ميناء المكلا استقبل باخرة نفطية مملوكة لشركة ”العالمية”، على أمل منه أن تنسب كل الاتهامات إلى «الرجل المجهول» ويكون من وجهة نظر الجميع الشخصية الاسطورية التي تعايش وتشعر بمعاناة الآخرين.

إلى ذلك يجمع المحللين في "اليمن العربي"، على أن الشخصية الوحيدة ﻟ«الرجل المجهول» والتي تستطيع أن تتحكم بسوق المشتقات النفطية في حضرموت، تحمل كل الصفات والمواصفات التي يتمتع بها رجل المال والأعمال الحضرمي «محمد البسيري»، خاصة وأن تلك الشخصية «المجهولة» تلزمها القدرة على التحكم بسوق العملة قبل سوق النفط، بعدها سيصبح بمقدورها احتكار السوق وفرض السعر المناسب لها على حساب الشعب.

وبحسب إفادات مصرفيون فإن شركة الصرافة التابعة ﻟ«البسيري»، هي الشركة الوحيدة التي تتميز بارتفاع أسعار الصرف.. مؤكدين أنها الشركة الوحيدة التي تحتكر سوق العملة في حضرموت والمحافظات المنتشرة فيها فروعها لأسباب مجهولة، والبعض يقول من أجل استقطاب أكبر عدد من الذين يملكون العملة الصعبة اليها بهدف توفير السيولة النقدية الكفيلة بتمكين صاحبها من اتمام صفقات استيراد المشتقات النفطية من الخارج - علماً بأن الجميع جمع على ذلك.

وانطلاقاً من المثل الشعبي المشهور الذي يقول “اللي على رأسه بطحة يحسس عليها”.. يقول المحللين إن ﻟ«البسيري»، استبق جميع الأحدث قبل وقوعها واخرج البيان التابع له قبل أن تعلن شركة النفط أي زيادة في أسعار المشتقات النفطية، وايضا قبل أن يوجه له أحد أي اتهام يذكر.

ويرى محللو "اليمن العربي"، أن المضمون البيان وكأنه يقول أنا المسؤول عن الزيادة التي ستجري يوم غداً على أسعار البنزين بطريقة غير مباشرة وحضارية.. متسألين كيف لشخص أن يتنبأ بما سيحدث في المستقبل قبل وقوعه ؟… الا وأن كان هو المسؤول عنه!.

ويؤكد المحللين أنه في حضرموت يوجد أكثر من مستورد للمشتقات النفطية، بالرغم من ذلك جميع المستوردين التزموا بالصمت اتجاه الزيادة باستثناء التاجر ﻟ«البسيري»، الذي خرج عن صمته ونفى مسئوليته عن الزيادة.. في اشارة الى أنه ربما يكون هو المسؤول عنها.

الجدير ذكره يورد التجار المشتقات النفطية إلى حضرموت عبر ميناء المكلا، ويتحكم التجار في بيع ما نسبه 80% فيما تشتري النسبة الأخرى شركة النفط بالساحل، وتعتمد المحافظات الأخرى، على المشتقات النفطية التي تصل إليها عبر الميناء.

ويتساءل المراقبين ماذا سيخسر التاجر لو أعطى ما نسبته 20% من المشتقات النفطية لشركة النفط بساحل حضرموت بشكل مجاني خاصة وانها تساعده في بيع ما نسبته 80% في السوق السوداء بالسعر الذي يفرضه على الموردين للمحافظات المجاورة ؟.. ولماذا المملوكة رجل المال والأعمال «محمد البسيري» هو التاجر الوحيد الذي نفى علاقته بارتفاع البنزين في حضرموت ؟.. ولماذا السلطة المحلية بحضرموت لم تتهم أي جهة عن هذا الارتفاع وانسبت ذلك لجهة مجهوله ؟.

إلى ذلك يتسأل بعض أهالي المكلا، هل قيادة حضرموت وقيادة شركة النفط بالمحافظة تساهم في احتكار النفط على السوق المحلي؟.. ام انها سياسة منها لجعل المشتقات النفطية تشح في السوق المحلي وبعدها تفرض جرعة سعرية جديدة مثل كله مره ؟!.. وهل هذه الجرعة ستكون الأخيرة ؟.

الأسئلة كثير والجواب معدوم أو غير مقنع، خاصة وأن الشخص الوحيد الذي يمكن أن يجاوب على تساؤلات الكثيرين لم يصرح بأي شي ويلتزم بالصمت فيما يعاني أبناء حضرموت أشد المعاناة جراء الظلم والاستبداد الذي يتعرضون له من قبل التجار بمختلف فئاتهم المحصورة ما بين تجار النفط والعملة والمواد الغذائية، علماً بأن الجميع يتحجج بانهيار العملة وارتفاع الأسعار من المصدر.