ماذا يقول مواطني حضرموت عن الخدمات المقدمة لهم وأداء السلطة المحلية؟

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أجرى "اليمن العربي" استطلاع لرصد اراء المواطنين في محافظة حضرموت كبرى محافظات البلاد، عن الخدمات المقدمة لهم، وتقييمهم لأداء السلطة المحلية بالمحافظة، في ظل انهيار العملة الوطنية (الريال) وإرتفاع الأسعار بشكل جنوني لمختلف أنواع السلع الأساسية والتكميلية الخاصة بمتطلبات الحياة اليومية.

وعندما سألنا بعض مواطني حضرموت على مدى رضاهم عن الخدمات المقدمة لهم وأداء قيادة السلطة المحلية بحضرموت لحل تأزم الخدمات التي تقدمها للمواطنين.. أكدوا جميعهم بأنهم مستاؤون جداً من الخدمات المقدمة الحلول المؤقتة التي تتبعها السلطة لحل ذلك التأزم الحاصل فيها والتي كان عليها من المفترض أن توضع لها حلول جذرية بدلاً عن المؤقتة حتى ينعم المواطن بجميع الخدمات التي تقدمها الدولة أو السلطة له بدون تأزم أو عراقيل.. مشيرين إلى أن قيادة السلطة المحلية بالمحافظة لم تستطع توفير أبسط الاحتياجات الضرورية التي يفتقر إليه المواطنين من أجل العيش الكريم.

وتفند شخصيات اجتماعية بحضرموت تلك الخدمات المتأزمة والتي تستطيع السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بمحافظ المحافظة الوقوف عليها والتدخل حيالها، ومنها في القطاعات التالية: الكهرباء, الصحة, التربية والتعليم, النظافة والتحسين, الصرف الصحي, الأراضي والعقارات,…، وغيرها مثل: ضبط المتلاعبين بالاسعار, المخالفين للوائح التنفيذية, المخالفين للإجراءات الرقابية,…، .

وتؤكد تلك الشخصيات الإجتماعية، أنهُ اذا ما تفعيل دُور الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة بالإضافة إلى دُور مؤسسات المجتمع المدني بالمحافظة، واستغلال كلا الطرفان حتى يقومان بدورهما بشكل الأمثل، لأصبح لدينا ادارات خالية من الفساد ومجتمع أكثر وعياً ومسؤولية يقدر فعلاً قيمة المال العام ومصالح الشعب.. مشيرين إلى أن ذلك لن يتم إلا اذا ما تم اخضاع كلا الطرفين السابق ذكرهما إلى رقابة من طرف ثالث؛ وهو جهاز المخابرات، حتى يقومان بعملهما على أكمل وجه.

أراء المواطنيين عن الخدمات المقدمة لهم وتقييمهم لأداء السلطة

يرى سالم عبدالله؛ وهو ناشط سياسي من المكلا، أن تواطؤ السلطة المحلية بحضرموت مع قيادة الحكومة الشرعية هو السبب الرئيسي في تأزم جميع الخدمات بالمحافظة جعلها وكأنها لا تعمل شيء حيال ذلك التأزم.. مستنداً على ذلك بالوعود الكاذبة التي قطعتها رئاسة الحكومة بإعطاء حضرموت نصيبها من اجمالي الصفقات النفطية التي يتم بيعها من مخزون "بترومسيلة"..

وأتبع قائلاً: لو كانت الحكومة أعطت حضرموت نصيبها من تلك الصفقات لما اختناقت قيادة سلطة المحافظة من قصة عدم توفر السيولة الكافية، ولما أعطت وعود طويلة الأمد لشعبها جراء عدم توفر السيولة النقدية الكافية للبدء في المشاريع التي كانت تنوي تنفيذها والذي بالتالي سيستفيد منها المواطن.

واما محمد محيسون؛ وهو من أبناء تريم بوادي حضرموت، قال: إن قيادة السلطة المحلية بالمحافظة نراها لا تعمل أي شيء جراء تردي وتأزم الخدمات، مما جعل من أعضائها كأنهم ليسوا منا ونحن منهم، وكأنهم لا يعيشون معنا في نفس البلد أو المحافظة.. مؤكداً بأن الخدمات المقدمة للمواطنين لا ترضي أي أحد، وأن ما يقال على شاشة التلفزيون ويتداول في الأخبار بعيد كل البعد عن أرض الواقع.

من وادي محافظة حضرموت إلى ساحلها، وتحديداً إلى أحد أبناء مدينة المكلا يدعى معتز سعيد؛ يعمل لدى صندوق النظافة والتحسين بحضرموت الساحل، والذي أخبرنا بأنه رغم الجهود المبذولة من قبل السلطة المحلية في المحافظة، لتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين لكي يكونوا راضين عن أدائها، إلى أنه في أرض الواقع خلاف ذلك تماماً المواطنين في حضرموت، غير راضين إطلاقاً عن أداء السلطة ومن ضمنهم الموظفين..

واستطرد قائلاً: إنهُ وبالنسبة لعمال النظافة التابعين للصندوق فهم الأكثر استياء نوعا ما من أداء قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بمحافظ المحافظة قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء ركن فرج البحسني، والوعود التي لطالما قطعها لهم بصرف مستحقاتهم المالية.. مؤكداً بأنه لو قام المحافظ بصرف المستحقات المالية لهم لما كان هذا حال مدينة المكلا اليوم بحسب ما نراها حالياً كياس القمامة لا تجد من يأخذها من الشوارع بعد أن تكدست لأيام بسبب اضراب العمال المطالبين بحقوقهم.

فيما أخبرنا الوالد علوي ابوبكر؛ أحد سكان القرى المنتقلين إلى مدينة المكلا يبلغ عمره قرابة الــ60 عام، أن الحمل الذي يحمله قائد حضرموت اللواء فرج البحسني، حتى يرضي جميع المواطنين ثقيل جداً على كاهله خاصة وأنه رجل كبير نسبياً في السن.. مؤكداً بأنه لا ولن يستطيع ارضاء الجميع حتى ولو كان شخص صغير في السن..

وعلل الوالد علوي، ذلك بالقول: إن الأزمات التي حلت بحضرموت ليست بوليدة اليوم أو الأمس، إنما هي أزمات تكدست لسنوات ووضعت كل حملها عليه فور أن تولى القيادة.. متسائلاً إنّ لشخص أن يستطيع إصلاح ما أفسده الدهر؟ .. قائلاً: الفساد يملأ كل إدارة حكومية الكهرباء, الصحة, التربية والتعليم, هيئة الاشغال والاسكان, هيئة الأراضي والمساحات, النظافة, الأحوال المدنية, الخدمة المدنية, المياه,…, لخ،.. مختتماً حديثه بالتساؤل : كيف لراعي أن يستطع إصلاح كل ذلك الخراب بدون مساعدة الرعية وعزمهم على إصلاحة؟ .

في حين يُحمّل غالبية مواطني حضرموت محافظ المحافظة مسؤولية تردي الخدمات المقدمة لهم، ويقيمون أداء السلطة المحلية في حضرموت بمعدل صفر على الشمال، إلى أن البعض منهم يخالفهم الرأي ومثال على ذلك رأي الوالد علوي ابوبكر؛ الذي اتى برؤية - نحنُ نؤيدها أيضاً - قد تكون هي عين الصواب، حين قال “كيف لراعي أن يصلح كل شيء دون أن تتكاتف معه الرعية لإصلاحه؟ ”.

بهذا نكون قد وصلنا معكم متابعي "اليمن العربي"، الرائد على مستوى الصحافة الالكترونية اليمنية، إلى ختام هذا الاستطلاع نلقاكم في استطلاع الرأي آخر يلتمس أحوال وهموم المواطنين في الأيام القادمة بإذن الله.