ماهي أبعاد الخلاف بين الحكومة المركزية والولايات الفيدرالية الصومالية ؟ ( تقرير)

أخبار الصومال

اليمن العربي

في نهاية الأسبوع الماضي ، أوقف رؤساء ولايات الإقليمية في الصومال العلاقات مع الحكومة المركزية، وقاطع مجلس الشيوخ الصومالي الجلسة الافتتاحية للبرلمان الصومالي الذي ترأسه الرئيس محمد عبد الله فرماجو. 


وهناك تقارير تشير الى محاولات حجب الثقة عن الرئيس ورئيس الوزراء ولم يُعرف بعد الدافع وراء هذا الاقتراح ، لكن الخبراء يقولون إن هذا يمكن أن يكون مبادرات من رؤساء الدول الاتحادية لإشعال الحرارة في فيلا الصومال (القصر الرئاسي) .

ويعتبر الخلاف الأخير بين ولايات الإقليمية وحكومة الصومال مثالاً تقليديًا على وجود سلطة بين مستويين يجب أن يعملا من أجل الشعب الصومالي الذي يعاني من مشاكل ضخمة . 

وبعد مداولات استمرت أسبوعا في كيسمايو ، المقر المؤقت لولاية جوبالاند ، اتهم زعماء الدول الأعضاء الاتحادية فيلا الصومال (حكومة مقديشو) بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الإقليمية وفشلها في احترام الاتفاقيات السابقة التي تم توقيعها.

وفي رد سريع ، دعت فيلا الصومال( حكومة مقديشو) إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الوطني في مقديشو لمناقشة قضايا أخرى تتعلق بالحالة الأمنية. 

وقد فشل الرئيس فرماجو في الإشارة إلى المواجهة مع الدول الإقليمية خلال خطابه أمام النواب هذا الأسبوع  في حفل افتتاح البرلمان. وفي كلمته ، بدا الرئيس متحديا ، وينظر إلى اجتماع مجلس الأمن القومي من خلال العديد من الجهود لختم سلطته.

ويأتي المأزق في وقت حرج للغاية حيث يتعافى البلد الإفريقي من عقود من الصراع ، وستكون هذه عقبة لتحقيق الكثير من التقدم. 

ماهي مخاوف رؤساء ولايات الإقليمية الصومالية؟

حث مبعوث الأمم المتحدة إلى الصومال مايكل كيتنغ ، الذي حضر مؤتمر كيسمايو ، الزعماء الإقليميين على تعزيز النمو الاقتصادي من أجل الحكم الذاتي. 
وقال كيتنغ " من أجل استقرار الصومال، يجب أن يكون هناك ترتيبات مؤسسية وترتيبات لتقاسم السلطة ، وقانون انتخابي" .

ويقول كيتنغ إن قرار الأسبوع الماضي الذي اتخذه خمسة زعماء صوماليين بتعليق العلاقات مع الحكومة الفيدرالية "مؤسف".

ومن المتوقع أن تعقد انتخابات القادة الإقليميين الخمسة خلال الأشهر الثمانية عشر القادمة ، بدءاً من الجنوب الغربي ، الذي ينتخب زعيمه في نوفمبر ، يليه بونتلاند وجوبالاند في يناير وأغسطس من العام المقبل ، ويشعر القادة الفيدراليون بالقلق أيضاً إزاء تحركات برلمانية محتملة على المستوى الاتحادي ضد مقاعدهم. 


عقبات أمام نهج الانتخابات المقبلة

من المقرر أن تعقد الصومال انتخابات عامة في عام 2020، وفي الفترة التي تسبق لابد أن يكون هناك تعاون مشترك ما بين الحكومة المركزية والولايات الفيدرالية الصومالية لمراجعة الدستور وتحديد تقاسم الموارد والسلطات التي سيتم تخصيصها للحكومة الفيدرالية والقوى التي سيتم تخصيصها للدول الأعضاء الفيدرالية لكن لايجري الأمر كما كان متوقعا بل هناك عائق كبير أمام إجراء انتخابات عامة وهو الخلاف المتكرر بين الحكومة المركزية ودول الأعضاء الفيدرالية . 
وأشار محمود معلم حسن وهو أكاديمي وصحفي في مقابلة مع اليمن العربي الى أن الوضع السياسي الصومالي غير مستقر ويحتاج الى دراسة عميقة لحل الخلاف المتكرر المبني على أساس مزاعم من رؤساء دول الفيدرالية الصومالية . 
وأضاف قائلا " الوضع السياسي متوتر للغاية، تطلب ولايات الفيدرالية وسيط ثالث أجنبي ، وهذا مؤسف جدا"  
وأوضح أيضا الأكاديمي الصومالي أن انعدام تنازلات سياسية هو السبب الرئيسي للخلاف الراهن حيث تنظر أية جهة مصالحها الخاصة بدلا من المصالح العامة. 

ويعتقد نور جمعالى وهو طالب جامعي في مقديشوأن الخلاف يدمر مستقبل الأجيال الحاضرة والمقبلة قائلا" لست متفائلا لأننا نرى خلافا جديدا في كل يوم، لابد أن نتجاوز هذا المأزق ونخدم لمصلحة وطننا" .

وأضاف" لابد أن يلعب الشبان الصوماليين دورا حيويا في سياسة البلد ، هذا هو الحل الأمثل ".

وحذرت جهات دولية ومحلية من خطورة هذا الخلاف الذي يعيق جميع ماتم تحقيقه في السنوات الماضية داعية حكومة مقديشو ورؤساء ولايات الفيدرالية الى ضبط النفس من أجل مصالح البلد.