من الحروب لـ"أكل أوراق الشجر".. معأناة الأطفال في اليمن "لا تنتهي" (تقرير)

تقارير وتحقيقات

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية



يبدو أن أطفال اليمن تستمر أزماتهم في التعقيد يوما بعد الآخر بسبب الحرب الدائرة في البلاد وطرق التعامل معهم من قبل الأطراف المتنازعة في اليمن.

فالحوثيين قاموا بتجنيد ما يزيد عن 23 ألف طفل، بصورة مخالفة للاتفاقيات الدولية، وقوانين حماية حقوق الطفل، منهم ألفان و500 طفل منذ بداية العام الحالي 2018، وذلك من خلال اختطافهم من المدارس والضغط على الأسر وأولياء الأمور لإرسالهم إلى المعارك تمثل جرائم حرب، ومخالفة لكل القوانين الدولية الخاصة بالطفل.

كما أن الميليشيات الموالية لإيران “حرمت أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، منهم مليون و600 ألف طفل، حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال العامين الماضيين، بقصف وتدمير ألفين و372 مدرسة جزئيا وكليا، واستخدام أكثر من 1500 مدرسة أخرى كسجون وثكنات عسكرية“.


و لا يجد اليمنيون في إحدى قرى مديرية أسلم أكثر من أوراق الشجر ليصنعوا منه عجينة خضراء حامضة الطعم يتغذون منها ويطعمون أولادهم في ظل الصعوبات التي تمنع وصول المساعدات الغذائية إلى تلك المنطقة الجبلية النائية.

في قرية مشردا، تعالج أم زهرة ابنتها البالغة من العمر سبعة أشهر من سوء التغذية الحاد، وقد اصطحبتها مرة إلى المركز الطبي الوحيد في المنطقة، لكنها لم تعد تستطيع الذهاب بها مرة أخرى لأنها لا تملك مع زوجها المال الكافي للوصول إلى المركز مرة أخرى.

وتقول مديرة المركز الطبي إن الطفلة الهزيلة قد تموت ما لم يتم علاجها بأسرع وقت ممكن، خصوصا وأن أمها النحيفة لا تستطيع تغذيها من حليبها بالشكل الكافي.

و يقول عبده علي، وهو أستاذ مدرسة من أسلم: "أنا شخصياً لم آكل أوراق الشجر منذ 20 سنة، منذ بدأت أعمل في عام 1989، قبل الوحدة (توحيد اليمن). لكن الآن وبعد أن قُطع راتبي، أصبحت الوجبة الرئيسية لأطفالي، إنها وجبة الغداء بالنسبة لهم رغم أنها تسبب لهم الحكة والنعاس".