سائقو الأجرة بصنعاء.. الأكثر تضررا من ارتفاع سعر البنزين (استطلاع)

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"كنت في السابق أكافح منذ ساعات الفجر الأولى وحتى الظهر، لأجمع مصاريف الغداء والقات، أما الآن فيبدو أنني سأكون بحاجة إلى ضعف هذا الوقت لجمع ذات المصاريف" .. بهذه الكلمات رد سائق سارة الأجرة، نصر، على تساؤل لـ"اليمن العربي" حول تأثير الارتفاع الأخير لأسعار المشتقات النفطية.

ويضيف نصر أن إن العمل في هذا المجال بعد الارتفاع الأخير لسعر البنزين لم يعد مجديا.

ويتابع: لا أستطيع رفع سعر المشوار بنسبة تساوي الزيادة في سعر البنزين، لعدم قدرة الناس على الدفع ولكثرة سيارات الأجرة التي تتسابق على المشوار بمجرد أن يقف الزبون في الشارع ويؤشر.

بعد الانهيار الأخير للعملة، رفعت المليشيا أسعار المشتقات في مناطق سيطرتها، للاستفادة من فارق السعر، كما فعلت في مرات سابقة.

ووصل سعر الدبة من مادة البنزين (20 لترا)، إلى 8500 ريال، بعد أن كانت تباع في المحطات بـ 7000. مع العلم أنها تباع في المناطق المحررة بأقل من هذا السعر بكثير.

 

كل المنافذ

سائق آخر يدعى لطف، كان ضابطا في الحرس الجمهوري، واضطر لبيع سيارته الخصوصي وشراء سيارة أجرة بعد أن أوقفت مليشيا الحوثي راتبه، مثل عشرات الآلاف من الموظفين في القطاعين المدني والعسكري.

يقول لطف بحسرة: قررت الاستغناء عن راتب الدولة والاعتماد على النفس فبعت سيارتي واشتريت هذه السيارة، لكن الحوثيين عادوا لسد هذا المنفذ أيضا، من خلال رفع سعر البنزين.

ويصيف متسائلا: ما فائدة أن أحصل على مئة ريال ربح بعد مشوار يستهلك لترا بتزين؟.

ويتابع: أستطيع أن أرفع سعر المشوار، لكن المواطن لا يستطيع أن يدفع. المواطن المتيسر معه سيارته الخاصة.

 

سوق الدراجات

السائق (ص. ل. ح) يرى أن هذا الارتفاع في سعر البنزين يصب في صالح سائقي الدرجات النارية.

ويؤكد، لـ"اليمن العربي"، أن كثيرا من المواطنين الذين كانوا يتعاملون مع سيارات الأجرة، باتوا يفضلون الدرَّاجات النارية، لأن سعرها مناسب، رغم مخاطرها.

ويشير إلى أن تزايد أعداد الدراجات في العاصمة صنعاء قلل مثيرا من فرص الحصول على مشاوير، حتى على أصحابها.

 

الحركة بركة

السائق مهران، ينتظر دوره في الحصول على زبون أمام سوبر ماركت هيبر توفير في منطقة عصر، غربي صنعاء.

يؤكد مهران لـ"اليمن العربي" أن البحث عن زبون أجدى من انتظاره أمام مول تجاري أو سوق.

ويستدرك: لكن البحث عن الزبون الآن بات مكلفا، لأن سعر البنزين فاق المعقول، ولهذا اضطررنا "للطوبرة" أمام مثل هذه المولات لانتظار الزبائن، على حد تعبيره.

ويتابع: انتظرت من العاشرة لأحصل على هذا المشوار في تمام الثانية عشرة ظهرا، وسأعود لأكرر الانتظار حتى أحصل على زبون آخر. وهكذا.