العتيبة: الإمارات تحارب ارهاب القاعدة في اليمن وقطر تدعمه

أخبار محلية

اليمن العربي

قال سفير الإمارات لدى واشنطن يوسف العتيبة، إن الإمارات تحقق تقدّمًا كبيرًا في محاربة التنظيمات الإرهابية باليمن، مشيرًا -في الوقت ذاته- إلى “تمدد التواطؤ القطري في دعم الإرهاب وإيران”.

 

وأضاف العتيبة في مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية: “أكدت التقارير في الشهر الماضي، أن إبراهيم العسيري -صانع القنابل الرئيس في تنظيم القاعدة- قُتل في غارة جوية باليمن”.

 

وطبقا للصحيفة، كان العسيري العقل المدبر للعديد من الهجمات على الأهداف الدولية والأمريكية، بما في ذلك مؤامرة عمر فاروق عبدالمطلب المعروف بـ”صاحب قنبلة الملابس الداخلية”، والذي حاول إسقاط طائرة ركاب أمريكية بقنبلة خبَّأها في ملابسه الداخلية في كانون الأول/ ديسمبر 2009.

ويعد مقتل العسيري، “أهم عملية تخلصّ من إرهابي في ساحة المعركة منذ مقتل أسامة بن لادن، بحسب مدير وكالة المخابرات المركزية السابق مايكل موريل.

وذكر العتيبة في مقاله، أن “تلك العملية تعدُّ أحدث الانتصارات في اليمن ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، نتيجة عملية استخباراتية وعسكرية منسقة بدقة بين الإمارات وأمريكا”.

وأسفرت تلك الحملة المكثفة التي قادتها الإمارات برًّا، عن مقتل أكثر من ألفي متطرّف في ساحة المعركة، وعزَّزت الوضع الأمني، وأوصلت مساعدات إنسانية وإنمائية إلى مدينة المكلا الساحلية وغيرها من المناطق المحررة، وفقًا لـ”واشنطن بوست”.

 

في أضعف حالاته

ولفتت الصحيفة إلى أنه “قبل 3 سنوات فقط، كان تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية يسيطر على اليمن، بعد أن استولى على ثلث البلاد، وكان يخطط لمزيد من الهجمات ضد أهداف أمريكية ودولية، لكنَّه اليوم، أصبح في أضعف حالاته منذ عام 2012”.

وأشار سفير الإمارات لدى واشنطن إلى أنه “لسوء الحظ فإن تنظيم القاعدة ليس التهديد الرئيس الوحيد في اليمن، فهناك -أيضًا- إيران ووكلاؤها الحوثيون الذين أثاروا الأزمة السياسية والإنسانية الحالية في البلاد”.

ولأوضح أن “الحوثيين الذين يمثلون أقل من 5% من سكان اليمن، أطاحوا بالحكومة اليمنية بعنف خلال عامي 2014 و2015، واستولوا على العاصمة صنعاء والمدن الكبيرة الأخرى وساحل البحر الأحمر بأكمله، وكان السطر الأول من شعارهم هو الموت لأمريكا”.

وأشارت “واشنطن بوست” إلى أن إيران تزوّد الحوثيين بأسلحة متطورة، مثل: الصواريخ المضادة للسفن، ومئات من الصواريخ الباليستية والتقليدية، إضافة إلى طائرات التحكم عن بعد، ونصف مليون لغم أرضي”.

 

التقدم ضد الحوثيين

وقال يوسف العتيبة إنه “ومن خلال تفويض من الأمم المتحدة، تحقق الإمارات -بوصفها عضوًا في تحالف دعم الشرعية في اليمن- تقدُّمًا كبيرًا ضد الحوثيين”.

وبين أنه “تم تحرير أجزاء كبيرة من جنوب اليمن، وتأمين جزء كبير من ساحل البحر الأحمر، فيما يتم التركيز -الآن- على الحديدة؛ آخر ميناء رئيس تحت سيطرة الحوثيين”.

وأضاف أن “تلك الانتصارات أدَّت إلى تقليل الخطر على خطوط الشحن الدولية، وشكلت ضغطًا على الحوثيين للعودة إلى طاولة التفاوض، وحافظت على تدفق المساعدات الإنسانية التي لطالما كانت أولوية”.

وقال إنه “في الوقت الذي تلعب فيه الإمارات دورًا رائدًا ضد التطرف، تساعد أطراف أخرى المتطرفين على الصمود وإطالة أمَد الصراع”.

 

تواطؤ قطري

وأردف أنه “بينما شدَّدت الولايات المتحدة العقوبات على إيران، الشهر الماضي، بسبب تدخّلها في اليمن وعبر الشرق الأوسط، أظهرت قطر نفسها مرة أخرى كداعمة للتطرف، إذ قدَّم أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عرضًا للرئيس الإيراني حسن روحاني، يتمثل بتقديم دعم عبر التعاون الموسع في مجال النقل البحري، وتحفيز الاستثمار وعقود البناء”.

ولفت العتيبة إلى أن “التواطؤ القطري بلغ أكثر من ذلك”، مشيرًا إلى ما ذكرته صحيفة واشنطن بوست في نيسان/ أبريل الماضي، من أن قطر “دفعت فدية بمئات ملايين الدولارات مباشرة إلى فيلق الحرس الثوري الإيراني وغيره من المتطرفين لإطلاق سراح أفراد العائلة المالكة المختطفين”.

ومضى قائلا “في اليمن، أنفقت مؤسسة عيد الخيرية القطرية الملايين على زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عبدالوهاب الحميقاني، الذي كان يعمل -في السابق- في وزارة الشؤون الدينية في قطر”.

وأكد أن “الإرهابيين الذين أدرجتهم أمريكا والأمم المتحدة ضمن القائمة السوداء، يتمتعون بحياة رغيدة في الدوحة، كما تعتبر شبكة الجزيرة الإعلامية التي تديرها وتمولها قطر، منبرًا لترويج التطرف”.

 

وقال العتيبة إنه “على النقيض من هذا الموقف القطري، تكافح الإمارات وأمريكا ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية باليمن”.

 

وأكد على أنه “في الوقت الراهن، يجب أن تكون الأولوية لإنهاء الحرب في اليمن، إذ تعتقد الإمارات أن العملية السياسية هي الحل الدائم الوحيد، وتؤيد بقوة جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، وهي الجهود التي رفضها الحوثيون قبل أيام قليلة من خلال تجاهل المحادثات المقررة في جنيف”.