شبح الإفلاس يطارد قطر.. الدوحة تستعين بطهران لتنظيم كأس العالم

عرب وعالم

اليمن العربي

لم يعد هناك سبيل أمام الدوحة للتغطية على عجزها المالى الواضح بالأرقام والبيانات الرسمية، لاسيما مع اقتراب الإمارة الصغيرة من حلم تنظيم كأس  العالم 2022 الذى تحول إلى كابوس جراء الأزمات الاقتصادية الطاحنة التى تعانيها دويلة قطر منذ مقاطعة عربية موجعة.

المقاطعة العربية لـ«تنظيم الحمدين» لم تأت من فراغ، فقد أثبتت دول الرباعى العربى بما لا يدع مجالاً للشك ضلوع الدوحة فى دعم الإرهاب، وتشجيع الجماعات المسلحة على مواصلة عملياتها الخبيثة ضد الدول العربية وإيواء أخطر عناصرها والعقول المدبرة للإرهاب، وإمدادهم بالمال والعتاد.

سحب 18 مليار ريال.. وهبوط حاد فى الودائع القطرية

وكانت الأرقام الرسمية الصادرة عن البنك المركزى القطرى كشفت مؤخرًا عن مواصلة الهبوط فى ودائع الحكومة القطرية، وذلك بعد عمليات سحب واسعة لسد نقص السيولة.

وأشارت الأرقام الرسمية لبنك قطر المركزى، الإثنين الماضى، إلى أن حكومة الدوحة سحبت ما قيمته 18 مليار ريال ـ بما يعادل 5 مليارات دولار ـ من ودائعها فى البنوك المحلية خلال يوليو الماضى لتغطية نفقات الحكومة وعجزها المالى.

كما هبطت ودائع القطاع العام القطرى كانت فى يوليو الماضى، من 324.3 مليار ريال ـ بما يعادل 88.8 مليار دولارـ فى أقل من شهر.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد اضطرت الحكومة القطرية للاستدانة مجددا لتوفير السيولة اللازمة لنفقاتها الجارية، خلال أغسطس المنصرم، وذلك بعد هبوط الإيرادات المالية للإمارة، وتدهور الاقتصاد منذ بدء مقاطعة الرباعى العربى للدولة الراعية للإرهاب.

وكشفت وسائل إعلامية محلية عن أن البنك المركزى القطرى، قام بالنيابة عن الحكومة ببيع سندات تقليدية وصكوك بقيمة إجمالية تبلغ 7.85 مليار ريال ـ أى ما يعادل 2.16 مليار دولار.

ووفقًا للأرقام الرسمية الصادرة عن مصرف قطر المركزى، فقد سحبت حكومة قطر مبالغ بقيمة 18 مليار ريال ـ أى 5 مليارات دولار ـ من ودائعها فى البنوك المحلية خلال يوليو الماضى.

ويبدو أن الأزمة الاقتصادية الضاربة بطول الدوحة وعرضها لم تتوقف عند الشعب أو الحكومة، فقد اضطر تميم بن حمد آل ثانى لبيع طائرته الخاصة من طراز "بوينج"، التى تعتبر أكبر طائرة خاصة فى العالم، فى صفقة سرية، لكن محاولته باءت بالفشل بسبب سوء الوضع الاقتصادى للدوحة، وهو ما كشف عنه موقع المعارضة القطرية "قطرايليكس".

وأوضح الموقع المعارض أن الشركة السويسرية المسؤولة عن عملية البيع لم تعلن هوية مشترى الطائرة، مؤكدة أن المشترى رئيس دولة أخرى لم تُعرف هويته، مشيرًا إلى أن قيمة الطائرة الأميرية تبلغ أكثر من 400 مليون دولار، ويمكن بيعها بأكثر من نصف مليار دولار بسبب تجهيزاتها الضخمة.

وذكر أن التوقعات تشير إلى بيع الطائرة الضخمة بأقل من 150 مليون دولار فقط.

ورغم حفاوة الاستقبال التى أبدتها تيريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا لأمير قطر منذ أسابيع قليلة، إلا أن وثيقة مسربة كشفت عن مخاوف لندن من مراوغة قطر فى صفقة التايفون، ما دعا ماى لإلغاء الصفقة برمتها.

وافتضح أمر الدوحة الغارقة فى الديون أمام الكثير من دول العالم، لاسيما وأن الاحصائيات وقتها أشارت إلى أن 42 مليار ريال إجمالى الصكوك أصبحت مستحقة على الدوحة.

الأمر دعاء الخزانة البريطانية للتحذير من نتائج المراوغة القطرية المتوقعة بشأن صفقة "تايفون"!

وكشفت وثيقة مسربة من وزارة الخزانة البريطانية، عن مخاوف حول صفقة بقيمة 6 مليارات جنيه إسترلينى لبيع طائرات "تايفون" إلى قطر، وهو ما يهدد بخسارة مليارات الدولارات فى حالة تخلف الدوحة عن السداد، الأمر الذى يعرض الخزانة البريطانية للمخاطر، فى ظل أزمة مالية تنتظر قطر.

وأظهرت الوثيقة أن أى عجز قطرى عن السداد يعنى التفريط بحوالى 25% من المخصصات التى تمتلكها الوكالة الحكومية المناط بها التأمين المالى على المبيعات الخارجية.

هنا جاءت الكارثة، فالخسائر المالية والاقتصادية المتتالية التى تعانيها قطر دفعتها للاستغاثة بحليفتها إيران، للبحث عن مخرج فى عملية تنظيم كأس العالم 2022، وهو ما كشفت عنه تصريحات أخيرة الرئيس الإيرانى حسن روحانى.

وكشف روحانى فى تصريحاته عن أن الشركات الإيرانية ستعمل فى مشاريع البناء فى قطر، مبديًا استعداد طهران لتصدير خدماتها الفنية والهندسية إلى الدوحة، خصوصا فيما يتعلق بتنفيذ مشروعات كأس العالم 2022.

ولم يكن الأمر غريبًا، فكل ما يهم حكومة طهران، التى تعانى أيضًا عقوبات اقتصادية ووضع اقتصادى متدهور داخليًا، ألا تخرج قطر عن التزامها بالحليف الإيرانى مهما عصفت بهما الأزمات.

وقال روحانى إن إرادة الحكومتين ستتعزز العلاقات بين الدولتين أكثر من أى وقت سابق.

ويبدو أن تميم بن حمد آل ثانى ليس لديه فرصة اختيارات أخرى، مع تعانيه الدوحة من أزمة اقتصادية حولت حلم كأس العالم إلى كابوس، إذ قال إن بلاده ترغب فى تطوير علاقات شاملة مع جمهورية إيران، مشيرًا إلى العلاقات الودية بين البلدين فى مختلف المجالات.

دور الحرس الثورى المشبوه فى المونديال

ووفقًا لمجلة فوربس الأمريكية، يسعى الحرس الثورى الإيرانى للحصول على حصة من أعمال البنية التحتية للمنشآت المخصصة لبطولة كأس العالم 2022.

كما حذرت الصحيفة الأمريكية من أنه فى حال موافقة الإمارة الصغيرة على العرض الإيرانى، فإن ذلك سيضعها فى موقف صعب، نظرًا للدور الذى يلعبه الحرس الثورى الإيرانى، فى نشر الإرهاب والفوضى بالمنطقة، خصوصًا وأنه يملك شركة "خاتم الأنبياء" القابضة التى تمتلك شركات عدة، بعضها يعمل فى مجال الإنشاءات.