صحيفة: الغرب بقيادة واشنطن لم يحزم أمره لمنع اجتياح إدلب

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة إماراتية، إن إدلب السورية باتت موضع الاهتمام العالمي مع اقتراب معركة تبدو وشيكة خلال ساعات أو أيام كحد أقصى ما لم تحدث معجزة من العيار الثقيل بناء على تفاهمات دولية تجنب قرابة 3 ملايين إنسان كارثة غير مسبوقة خلال الأزمة السورية طوال 8 سنوات وربما حتى عبر تاريخها.

وأضافت صحيفة "الوطن" في افتتاحيتها بعددها الصادر اليوم الخميس - تابعها "اليمن العربي" - أن اليوم حسمت روسيا قرارها بدعم قوات النظام السوري لاستعادة آخر معاقل المعارضة " شكيا " لأن السيطرة الحقيقية على الجزء الأكبر فيها لما يسمى "هيئة تحرير الشام " وهي "جبهة النصرة " الإرهابية سابقا في حين تسيطر فصائل متشددة على الباقي.

وأشارت إلى أن الغرب بقيادة واشنطن لم يحزم أمره لمنع اجتياح إدلب لكنه اقتصر على التهديد من مغبة استخدام السلاح الكيميائي فقط وفي موقف الطرفين- روسيا والغرب- يبدو أن موضوع المحافظة الحدودية مع تركيا في الطريق إلى الحسم وهي تمهيد لخسارة أنقرة إحدى أبرز أوراقها من جهة ثانية خاصة أنها اليوم تبدو في أزمة ثقيلة جراء العقوبات الأمريكية والوضع الاقتصادي المنهك وبالتالي عدم قدرة نظامها إلا السير مع المقلب الآخر وهو موسكو والتسليم بكل توجهاتها.

وقالت إن معركة إدلب المرتقبة ليست غريبة ومتوقعة منذ سنوات حيث عمل النظام على تهجير ونقل كل رافض لشروطه إلى المحافظة الشمالية الغربية بانتظار بسط سيطرته على أغلب المناطق السورية لتكون الواقعة الكبرى في إدلب وفي كل منطقة نقلت الحافلات المقاتلين المعارضين وعائلاتهم كانت الوجهة إدلب وذلك منذ سنوات لكن اليوم السؤال أين سيذهب هؤلاء وخاصة المدنيين؟ علما أن تركيا قد حولت الآلاف من فصائل المعارضة إلى مليشيات تأتمر بأمرها وتشارك في معارك خدمة لمصالحها وعفرين المدينة الكردية الحدودية مع تركيا الدليل الأكبر على ذلك وما سببه الهجوم عليها من نتائج رأى فيها الأكراد طعنة في الظهر خاصة أنها أتت من قبل فصائل يفترض أنها تشاركها الأهداف والتوجهات.

وتابعت من جهة ثانية يتوقع المراقبون أن تكون وجهة هؤلاء في حال شنت قوات النظام وحلفاؤها هجوما على إدلب الشمال السوري باتجاه مناطق الأكراد المدعومة أمريكيا وهو بالتأكيد ما لا تريده واشنطن تحت أي ظرف كان.

واختتمت الصحيفة أن وجود مئات آلاف المدنيين دفع الجهات الدولية الحقوقية والإنسانية إلى التحذير من مآس وتزايد الدعوات لتجنيب المدينة شلال دم غير مسبوق بما فيهم ستيفان دي مستورا المبعوث الأممي إلى سوريا الذي صعد من لهجة التحذير ودعا إلى تفاهمات دولية تجنب المحافظة حربا شعواء ستكون آثارها السلبية مرعبة ومؤلمة خاصة أن تركيا بالتأكيد بعد أن استنفذت استخدام الفصائل المعارضة وباتت اليوم تواجه أمرا واقعا مفروضا عليها.. لن تسمح بدخول عشرات آلاف المسلحين إلى أراضيها فضلا عن تصنيفها جبهة النصرة كتنظيم إرهابي بعد تحالف طويل معها.. وهذا يعني أن الخروج من إدلب مستحيل في أي اتجاه وبالتالي قد تكون المعركة لآخر نقطة دم.