باحث سياسي: خرق "الهدنة الأممية" بطرابلس كانت "متوقعة"

عرب وعالم

اليمن العربي

قال الباحث السياسي فوزي الحداد، إن اتفاق وقف النار بين طرفي الاقتتال في العاصمة الليبية والذي رعته البعثة الأممية برئاسة غسان سلامة، ودعمه الرباعي الأقوى "أمريكا، بريطانيا، فرنسا وإيطاليا" كان متوقعا لأنه"إتفاق هش" تجاهل أسباب إندلاع الاشتباكات أو آليات تنفيذه.

وأضاف "الحداد" في تصريحات خاصة لـ "الدستور" أن الميليشيات المهاجمة والمدافعة عن أمن طرابلس تتصارع جميعها على ما وصفه بـ"باب المصالح المفتوح في مصرف ليبيا المركزي"، وكل طرف يرى نفسه الأجدر بتمثيل ليبيا ليكون قريبا من بوابة "النهب والفساد".

وأرجع رأيه في سبب خرق هدنة البعثة الأممية بين طرفي الصراع في الساعات الأولى من صباح اليوم، إلى خلو الاتفاق من أي إشارة لضمان وقف إطلاق النار أو آلية لمحاسبة منتهكي الاتفاق، فضلًا عن ضمان حماية المدنيين ومعالجة أحوال المتضررين.

وأوضح الباحث الليبي أن جميع الميلشيات المتحاربة منذ 11 يوما وحولت طرابلس إلى "خرابة مشتعلة"، كل ما يعنيها هو الحصول على حصة في الأموال والاعتمادات التي تدر المليارات بسبب فوارق السعر الرسمية، منوهًا بأن هذا يتم تحت نظر البعثة الأممية والمجتمع الدولي.

وأشار إلى أن كتائب "ثوار طرابلس" و"اللواء السابع"، يدعون منذ اندلاع الاشتباكات أنهم يعملون تحت مظلة حكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليا، لإنهم متأكدون أن المجلس الرئاسي برئاسة فايز السراج "بلا أنياب"، ورغم ذلك يتركونه تحت رحمة هذا الوضع اللعين، وفق قوله، في إشارة إلى المجتمع الدولي.

ورأى "الحداد"، أن الحل ليس في رعاية هدنة يتم خرقها بين المسلحين كل أسبوع وإنما في حل يشمل ترتيبات أكنية حقيقية برعاية دولية فاعلة لفك السلاح من الميليشيات وابعادها عن مناطق التأثير في القرارات السيادية.

وتعجب الباحث الليبي من أن البعثة الأممية التي مهمتها حل الأزمة، تتجاهل كل ما أشار إليه أعلاه، وتتحدث عن مسار سياسي وانتخابات رغم علمها أن الميليشيات المنفلتة قادرة على إفساد كل شي وقتما تشاء كما يحدث حاليا.

وشهدت المنطقة الجنوبية للعاصمة الليبية، تجددًا للاشتباكات بين "اللواء السابع" و" ثوار طرابلس" بمنطقة وادى الربيع، وذلك بعد ساعات من اتفاق الهدنة بوقف إطلاق النار الذي أعلنت عنه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مساء الثلاثاء، بعد اجتماعها مع أطراف النزاع الدائر في طرابلس بدار الكتاب في مدينة الزاوية.