الحبيب الأسود: سيكون على الأجيال القادمة دفع ثمن الإجرام القطري بحقها

عرب وعالم

اليمن العربي

قال الكاتب، الحبيب الأسود، إنه سيكون على الأجيال العربية القادمة أن تدفع ثمن الإجرام القطري في حقها، فنحن أمام ثقافة جديدة بدأت ملامحها تتشكل منذ سنوات أساسها الكراهية والحقد الأيديولوجي والخطاب التكفيري، تقف وراءها أبواق الدوحة، والجماعات الإرهابية، والجيوش الإلكترونية الممولة من قبل قطر. ثقافة تغزو العيون والأسماع، وتخترق مواقع التواصل الاجتماعي، وتتسلّل عبر منظمات وجمعيات تتخفى وراء شعارات خيرية وإنسانية.

 

وأضاف، في مقال له: حتى الرياضة تحولت لدى القطريين إلى أداة لنشر ثقافة الكراهية من خلال احتكار البث الفضائي، وحرمان مئات الملايين من فقراء وبسطاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من حقهم الطبيعي في التمتع بالمنافسات الدولية والإقليمية، ومن خلال اعتماد الرشاوى لنيل تنظيم البطولات الدولية، وعلى رأسها نهائيات كأس العالم 2022، التي أصبحت «درسا عالميا» في الفساد والإفساد وتخريب قيم الرياضة.

 

ورأى أن هذه الثقافة التخريبية، التي تقف وراءها قطر، تنظر إلى الكذب كأداة مشروعة لتحقيق أهدافها، ولذلك تراها تعتمد على فبركة الأخبار وتزوير الوقائع وتشويه الحقائق واختلاق الأحداث، وتنطلق من كل ذلك في عملية تضليل بشع للرأي العام، هدفها الأساسي تزييف الوعي الجمعي لأمة بأكملها، والعمل على توجيهه لتبني مشروع راديكالي معاد لقيم الحياة، كان من نتائجه مقتل مئات الآلاف، وتشريد الملايين من الأبرياء في دول عربية كالعراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال.

 

وتابع: هذه الثقافة، هي التي قسّمت مجتمعات عربية عدة إلى ثوار و«أزلام»، وإسلاميين وعلمانيين، ووطنيين وإخوان لا يعترفون بالوطنية، وبثت الفتنة بين الأخ وأخيه، والابن وأبيه، وأثارت نعرات الجهوية والمناطقية والقبلية والطائفية والمذهبية، فانقسم الصف الفلسطيني، والصف العراقي، والصف السوري، والصف الليبي، ولولا ثورة الثلاثين من يونيو 2013، لسقطت مصر في ذات المستنقع.

 

وزاد قائلا: هذه الثقافة، هي التي جعلت الإرهابي القرضاوي يفتي بقتل هذا الزعيم أو ذاك، وبالخروج عن هذا النظام أو ذاك، وبتكفير هذا الحزب أو ذاك، وبالسعي إلى تسييس الحج، والتدخل في شؤون الدول الآمنة.

 

وأشار إلى أن هذه الثقافة هي التي تقف وراء دس الأموال الطائلة في جيوب المرتزقة ممن حولوا منابرهم وأقلامهم لخدمة مشاريع الظلام اعتماداً على التحريض المباشر على القتل والتخريب وهتك الأعراض، كما حدث أثناء ما سمي بالربيع العربي، ولا يزالون إلى اليوم، يستهدفون كل من يقول لا للمشروع الإخواني القطري، وكل من يدافع عن قيم الحداثة والمدنية وسيادة الدولة.

 

وأردف: منذ سنوات، تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى وجه قبيح لتلك الثقافة، حيث لا احترام للحقيقة، ولا تقدير للأخلاق، ولا لحصانة للأسرة، ولا للطفولة، ولا للرموز الوطنية، ولا للمعاني السامية، انطلاقا من اقتناع النظام القطري بأن الأخبار الكاذبة أو المغلوطة أسرع انتشاراً على الإنترنت من الأخبار ذات المصداقية، وذلك بسبب إقبال المستخدمين على تداولها، وهو ما أكده علماء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في دراسة أثبتوا خلالها أن الأخبار الكاذبة في تويتر تنتشر أسرع بنسبة 70 في المئة من الأخبار الحقيقية.

 

وختم: إن هذه الثقافة التي تقف قطر وراء تشكيل ملامحها، تحتاج إلى التصدي لها بقوة عبر موقف عربي موحد، لأنها باتت تمثل خطرا حقيقيا على الأمة، وخاصة على البلدان التي إنهار فيها مفهوم الدولة أو خسر الكثير من قيمته وقدرته على مواجهة هذا الشر المستطير الذي يستهدف الحاضر والمستقبل، ولا يستثني حتى التاريخ الذي بات يتعرض يوميا للهتك والتشويه خدمة لأجندات لم تعد تخفى على أحد.