مراسلة "دويتشه فيله" تشهد خرقاً واضحاً للقانون في قطر خلال راحة العمال

عرب وعالم

اليمن العربي

شاهدت مراسلة "دويتشه فيله" ، وذلك في 28 يوليو الماضي، أكثر من اثني عشر عاملاً يعملون في الفترة من الساعة الحادية عشر والنصف صباحًا إلى الثالثة عصرًا، وهي الفترة التي حددتها إمارة قطر للراحة من 15 يونيو إلى 31 أغسطس لأن هذه الشهور هي الأكثر سخونة في العام.

وطبقاً لـ"قطر يليكس"، تتعرض قطر لانتقادات حادة عقب وفاة مئات العمال الأجانب، من بينهم العمال الذين عملوا في المشاريع المتعلقة بملاعب كأس العالم 2022. وتعهدت الحكومة القطرية بإجراء إصلاحات، لكنها لم تعرف طريقها إلى التنفيذ على أرض الواقع أبدا، وهو ما كشفته إذاعة صوت ألمانيا (دويتشه فيله) في أحدث تقاريرها الذي أعدته مراسلتها أنشال فوهرا التي زارت الدوحة وعادت بقصص يشيب من هولها الولدان.


وعلى الرغم من أن الخبراء يشيرون إلى أنه يجب ألا يكون هناك أي عمل في فترة النهار خلال أشهر الصيف الحارة، حيث إن درجات الحرارة قد ترتفع إلى 50 درجة مئوية (120 فهرنهايت)، إلا أن قطر حظرت العمل خلال الساعات الثلاث والنصف فقط. ومع ذلك، شهدت "دويتشه فيله" خرقًا واضحًا للقانون حتى خلال فترة الراحة الوحيدة للعمال.

وتوفي مئات العمال أثناء العمل في المشاريع المرتبطة بكأس العالم في قطر. وفي عام 2012، توفي 520 عاملاً، ولا تزال ظروف وفاة أكثر من 300 من هؤلاء العمال غامضة. وقالت الحكومة القطرية إن العمال توفوا لأسباب لا علاقة لها بظروف العمل، مثل الإصابة بنوبة قلبية أو فشل في الجهاز التنفسي. لكن المنظمات الحقوقية تقول إن هذه التصريحات مجرد أقنعة تخفي وراءها وفيات مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة، مؤكدة أن السلطات القطرية لا تقدم تقارير تشريح الجثث بهدف إخفاء الأسباب الحقيقية لتلك الوفيات.

وكان نيكولاس ماك جيهان، وهو خبير في حقوق العمال الأجانب في الخليج ويعد تقارير بحثية عن وفيات العمال لمنظمة "هيومن رايتس ووتش"، مندهشًا من الاكتشافات التي توصلت إليها "دويتشه فيله". ويرى أن الانتهاكات التي تحدث في ملعب مرتبط ببطولة كأس العالم أكثر خطورة لأن مشاريع الفيفا تُدار من قبل اللجنة العليا للمشاريع والإرث التي تعِد العمال بمستويات أعلى من الرفاهية. وصرح ماك جيهان لدويتشه فيله: "تشير هذه الحوادث إلى أن المقاولين لا يلتزمون حتى بالقوانين الأساسية".

يحاول النشطاء الحقوقيون لفت انتباه منظمي كأس العالم إلى هذه القضايا المتعلقة بالصحة. ورغم تلك الجهود، لا تزال الثغرات موجودة، ويتساءل النشطاء مثل ماكغيهان ما إذا كانت قطر جادة بشأن تغيير موقفها تجاه العمال الأجانب.

قال ماك جيهان: "إن الإنشاءات قطاع تجاري واضح، لذا من الصعب التصديق بأنهم شعروا أنه لن يتم كشفهم". وأضاف: "إن التفسير الأكثر إقناعًا هو شعورهم بأنهم سيفلتون من العقوبة، وإذا كان هذا هو الحال، فهناك شكوك حول قدرة اللجنة على حماية العمال والتزامها بهذا المسعى".