قناة ألمانية تفضح إنتهاكات قطر بحق العاملين في منشآت المونديال

عرب وعالم

عمال المونديال
عمال المونديال

كشفت قناة "دويتش فيله" الألمانية الأوضاع الصعبة التي يعيشها عمال يشتغلون في منشآت مونديال 2022 في قطر، حيث شبه العمال بحسب القناة، حياتهم بإنها تشبه حياة الكلاب، وهو ما يعد تأكد على حجم الانتهاكات الواسعة التي ترتكبها الدوحة بحق هؤلاء العمال .

وقال عدد من العمال الآسيويين في موقع ستاد المدينة التعليمية، إذ وصفوا ظروف معيشتهم بأنها "الأسوأ على الإطلاق"، وأن "حياة الكلب أفضل من حياتهم"، واشتكوا من الرواتب الزهيدة ورداءة الطعام ومصادرة جوازات سفرهم.

ورصدت "دويتش فيله" بكاميراتها أكثر من 12 عاملا يعملون بين الساعة 11:30 صباحا إلى الساعة 3 مساء، وهي ساعات حددتها دولة قطر كفترة راحة بين 15 و31 أغسطس، وهي الفترة الأكثر سخونة في السنة.

وقال محمد أكرم، الذي تحدث للقناة الألمانية باسم مستعار: "نحن نعيش 7 أشخاص في غرفة واحدة، والطعام الذي نحصل عليه قديم وسيء. لقد قد صادر صاحب العمل جوازات سفرنا في اللحظة التي وصلنا فيها إلى البلد".

وأعرب أكرم، الذي يعمل كهربائيا في منشآت مترو قطر، عن استغرابه من الإصلاحات، التي وعدت بها الحكومة القطرية قبل أكثر من سنتين، قائلا: "ليس لدى أي دراية بأي إصلاحات. لم يتغير شيء حتى الآن".

وقال وسيم خان، شريك أكرم في الغرفة، إنه يفكر بحزم حقائبه والعودة إلى الهند، مضيفا أن "الحياة في المخيم لا تطاق. حياة الكلب في قريتي أفضل من هنا. طوال اليوم وأنا غارق في العرق، وأعمل في جو حار جدا يجعلني أشعر دوما بالدوار".

ويعمل خان، الذي وصل إلى قطر قبل 6 أشهر، في توصيلات الكهرباء في منشآت مترو قطر، الأمر الذي يضطره إلى العمل في مساحات ضيقة جدا بين الأسقف لساعات طويلة جدا وتحت درجة حرارة مرتفعة للغاية.

وعندما واجهت "دويتش فيله" شركة قطر للسكك الحديدية بشأن مصادرة جوازات العمال، وحشر كل 7 عمال في غرفة واحدة، اكتفت الشركة بالقول إنها "بدأت مراجعة داخلية لتحديد ما إذا كان هناك أي خرق للقانون".

وقد واجهت القناة الألمانية اللجنة العليا للمشاريع والإرث، المسؤولة عن منشآت مونديال 2022، بما التقطته من صور وفيديوهات، إذ اعترف أعضاؤها بأن العمل خلال هذه الساعات محظور بالفعل، ووعدوا بإجراء تحقيق.  

ويعيش آلاف العاملين بمنشآت مونديال قطر في مخيم بروة، الذي يبعد 45 دقيقة بالسيارة من ستاد المدينة التعليمية، الذي يتسع لنحو 40 ألف متفرج، ومن المقرر انتهاء العمل فيه العام المقبل.

ويقبع المخيم وسط الصحراء وتحده جدران بيضاء يلفها غبار كثيف، مع قليل من المطاعم لتلبية احتياجات العمال والمحلات التجارية، التي تبيع بطاقات الهواتف المحمولة.

وأعرب العمال الذي التقتهم القناة الألمانية عن سخطهم من الرواتب الضئيلة، التي يتلقونها (750 ريالا قطريا - 200 دولار أميركي)، وسط ظروف تجعل البقاء على قيد الحياة أمرا صعبا تحت حرارة تتجاوز في كثير من الأحيان 50 درجة مئوية.

وفي عام 2012 توفي 520 عاملا، لا تزال وفاة أكثر من 300 منهم غير مبررة، إذ تقول قطر إن العمال ماتوا بسبب أزمات قلبية أو مشكلات في التنفس.

وشككت هيئات حقوقية ومؤسسات تعني بشؤون العمال بالرواية القطرية بشأن وفات مئات العمال، وقالت إن الدوحة لا تقدم تقارير تشريح للجثث بهدف إخفاء الأسباب الحقيقية وراء الوفاة.

وبحسب القناة، فإن السلطات القطرية لم تسمح لطاقمها بزيارة أي من المنشآت قيد الإنشاء ذات الصلة بمونديال 2022، متذرعة بأن الطاقم لم يتقدم بطلب تصريح لذلك قبل فترة كافية.