موقع جنوب إفريقي: منعطف خطير لعلاقة الدوحة بواشنطن

عرب وعالم

اليمن العربي

أكد موقع "ذا كونفرسيشن" الجنوب أفريقي إن العلاقات القطرية الأمريكية كانت جيدة خلال السنوات الماضية، خاصة اعتماد الدوحة على واشنطن في حمايتها واستضافتها آلاف من القوات الأمريكية في قاعدة العيديد، إلا أن هذه العلاقات تعرضت لاختبارات مؤخراً من خلال تحدي قطر للمصالح الأمريكية في أكثر من مناسبة، كان آخرها إعلان قطر استثمار 15 مليار دولار في تركيا التي تواجه غضباً أمريكياً غير مسبوق، وهو ما يضيف لسوابق الدوحة في عرقلة السياسات الأمريكية الخارجية.

 

وأضاف الموقع أن الولايات المتحدة فرضت مؤخراً عقوبات شديدة على اقتصاد تركيا لرفضها الإفراج عن قس أمريكي تم احتجازه لمدة عامين تقريباً، ما أثار أزمة في العملة. وكانت قطر أول دولة بل الوحيدة التي تقدم مساعدة ملموسة لتركيا في شكل استثمار بقيمة 15 مليار دولار وأنواع أخرى من المساعدات المالية.

 

وأوضح الموقع أنه على الرغم من أن الإمارة الصغيرة اتبعت منذ فترة طويلة سياسات لا تتفق مع الولايات المتحدة، مثل الحفاظ على علاقات جيدة مع إيران، ومساعدة مختلف الجماعات التي تعتبرها الولايات المتحدة إرهابية، فإن دعمها الواضح لتركيا في النزاع الأخير يشكل تحدياً مباشراً للإدارة الأمريكية، مردفا أنه بينما كانت الولايات المتحدة تصبر على السياسات القطرية المعيبة في بعض الأحيان، إلا أن ذلك لا يعني أن الرئيس ترامب سيواصل ذلك في المستقبل، خاصة أنه سبق وأن انتقد قطر على "تويتر".

 

وأشار إلى أن التدخل القطري الأخير في الأزمة الأمريكية - التركية يثير سؤالين مهمين: لماذا ترغب قطر في المخاطرة بعلاقتها الوثيقة مع الولايات المتحدة؟ ولماذا تركت الولايات المتحدة هذا السلوك لفترة طويلة؟

وذكر الموقع أن قطر التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف شخص، بالإضافة إلى 2.32 مليون مقيم أجنبي، تلجأ عادة لاستخدام احتياطيها الهائل من النفط والغاز الطبيعي للتدخل في شؤون دول المنطقة ومحاولة ممارسة التأثير في الشرق الأوسط وما وراءه، مؤكداً أن مثل هذه السياسة الخارجية المفرطة هي أمر غير معتاد بالنسبة لدولة صغيرة مثل قطر.

وأوضح الموقع أن قطر قدمت عرضها إلى تركيا خلال زيارة قام بها مؤخراً تميم إلى أنقرة، وأعقب ذلك ما يسمى باتفاق تبادل العملات الذي سيسمح لتركيا بتجاوز الدولار الأمريكي في التجارة الثنائية والمعاملات المالية مع قطر، مشيراً إلى أنه رغم معارضة بعض الدول للعقوبات الأميركية على تركيا، إلا أن أحداً لم يقدم مساعدة لأنقرة مثلما فعلت الدوحة.

وقال إن واشنطن تحاول فرض ضغوط اقتصادية على تركيا على أمل إطلاق سراح القس الأميركي، إلا أنه من الواضح أن مساعدات قطر تتصدى لهذا الضغط، مشيراً إلى أنه حتى الآن لم ترد واشنطن علانية على تصرفات قطر.

وبين أن بادرة دعم القطريين لتركيا ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها قطر موقفاً يتعارض مع أهداف السياسة الخارجية الأمريكية، حيث أعربت واشنطن في مناسبات عدة في العقدين الماضيين، عن قلقها من دعم قطر للجماعات المتطرفة والإرهابية، مثل جماعة الإخوان، وكذلك علاقاتها مع إيران. وفي شهر مايو الماضي، أصدر المسؤولون الأميركيون تحذيراً بعد أن أبلغت صحيفة عن أدلة على وجود اتصالات سرية بين قطر والحرس الثوري الإيراني والمجموعات الأخرى التي تدعمها.

 

وتساءل الموقع عن السبب الذي يدفع قطر للمخاطرة بعلاقتها مع الولايات المتحدة من خلال مساعدة تركيا وبشكل علني؟ وأجاب أن التبرير الوحيد لهذا الأمر يكمن في أن تركيا أصبحت حليفاً استراتيجياً لا غني عنه بالنسبة لقطر بجانب شراكته الاقتصادية.

 

ولفت إلى أن من بين التحليلات للموقف القطري هي اعتقاده بأن الولايات المتحدة بحاجة إلى قطر أكثر من حاجة قطر إلى الأمريكيين، بسبب وجود القاعدة العسكرية الأميركية، إضافة إلى احتياطيات قطر من النفط والغاز تجعل منها شريكاً اقتصادياً مهماً للولايات المتحدة، نتيجة لذلك، قد تعتقد قطر أن الولايات المتحدة ستستمر في إظهار مستوى عالٍ من الصبر، حتى في مواجهة الدعم لتركيا.