أكاديمي مصري يكشف الدور القطري المساند لإسرائيل ضد فلسطين

عرب وعالم

اليمن العربي

كشف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والمتخصص في شؤون الصراع العربي- «الإسرائيلي»، الدكتور طارق فهمي الدور القطري المساند لإسرائيل ضد فلسطين .

وقال فهمي أن قطر تعمل على تنمية دورها في قطاع غزة، كما تعمل على منافسة الأدوار الأخرى في القطاع، خاصة الدور المصري، وهي تعتمد على توجه أمريكي، حيث تعمل في الوقت ذاته على استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع «إسرائيل» .

وأوضح الدور القطري في غزة يقوم على عدة أسس منها دور متكامل حيث يسعى الجانب القطري للانتقال من دور خدمي في القطاع عبر حضوره من خلال لجنة إعمار القطاع لدور كامل بدعم أمريكي وقبول أوروبي ومساندة أممية، وهو ما برز في التحرك في كل الاتجاهات داخل القطاع وخارجه مع التركيز على الجانبين الأمريكي و«الإسرائيلي»، ومنافسة الوسيط المصري الذي ما زال يعمل في دائرة محددة ومركزاً على حركة حماس وبعض الفصائل الفلسطينية الأخرى، وإجراء اتصالات موازية مع «إسرائيل» بالأساس وإغفال دور الجانب الأمريكي، وتوظيف الحضور المكثف في القطاع لبناء موقف شامل تجاه مسار المصالحة مع عدم إغفال دور السلطة الفلسطينية، وتأتي زيارة الرئيس محمود عباس الأخيرة لقطر في هذا السياق. 

وأضاف أن الدور الثاني هو دور تمويلي وهو الدور الذي يتم التركيز عليه دوليا، حيث من المقرر أن تقوم قطر بتمويل مشروع إقامة المنفذ البحري باتجاه قبرص، والذي وافقت على تفاصيله الحكومة «الإسرائيلية»، ومن الواضح أن قطر ستعمل على تحويل دعمها الاقتصادي لدعم سياسي واستراتيجي بقبول «إسرائيلي» وأمريكي، خاصة أن مبعوثي السلام الأمريكيين جاريد كوشنير، وجيبسون جرينبلات يسعيان لتكون قطر الشريك الأول في عملية التمويل لمشروعات إعادة تأهيل القطاع خاصة في المرحلة الأولى. 

وتابع "الدور الثالث دور مراقب حيث تسعى قطر لتحقيق استراتيجية الوجود عن قرب في مسارات التحرك المستقبلي سواء بالتمويل أو بإدارة العلاقات غير المباشرة بين حركة حماس و«إسرائيل» في الفترة المقبلة، خاصة أنها ستعمل على استئناف علاقاتها الدبلوماسية مع «إسرائيل» لحسابات وتقييمات داخلية لعلاقاتها مع الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وتوجيه رسالة للإدارة الأمريكية بالسياسة القطرية المنفتحة على الجميع، ومنافسة أية تحركات لأطراف أخرى منها مصر وتركيا التي تقيم علاقات رسمية مع «إسرائيل». 

وقال أن الدور الرابع هو دور معاون .. موضحاً أن قطر تتحرك في ملف قطاع غزة في الوقت الراهن اعتماداً على توجه أمريكي ساعٍ للتركيز على الدول الرئيسية، التي يمكن أن تقدم دوراً معاوناً للطرح الأمريكي، سواء في صيغة ما يعرف ب«صفقة القرن» أو خارجها، وفي هذا الإطار تتجاوب السياسة القطرية مع التحركات الأمريكية المباشرة، والتي تتداخل فيها صور الدعم الاقتصادي والتمويلي مع الحضور السياسي والاستراتيجي الكامل .

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تركز على الدور القطري لعدة أسباب تتمثل في عدم وجود موانع أو قيود على التحرك القطري في قطاع غزة وقدرته على الانفتاح على كل الأطراف على الرغم من بعض التحفظات الداخلية على دور لجنة الإعمار ومهامها، وما تقوم به من أدوار خاصة توجهات رئيسها السفير محمد العمادي شخصيا، وإدراك الجانب الأمريكي أن لمصر التي ترعى مسار الاتصالات بين «حماس» و«إسرائيل»، بعض التحفظات على المخطط الأمريكي في قطاع غزة وعلاقته بالسلطة الفلسطينية، والتي انقطعت رسميا، وبالتالي فلن تتجاوب القاهرة مع قطر على طول الخط، خاصة أن لمصر مصالح استراتيجية وأمنية مع «حماس» في غزة، ورغبة الجانب الأمريكي في توظيف كل أوراق الضغط على الجانب الفلسطيني، خاصة مع مسعاها الراهن لتحجيم الدور التركي في قطاع غزة من جانب، ومحاولة استيعاب الدور الأردني والتجاوب مع متطلباته السياسية والاستراتيجية، وهو ما برز في لقاءات وزير الخارجية أيمن الصفدي في واشنطن مؤخرا، ومسعى الإدارة الأمريكية لدعم التحرك القطري لاستعادة حضوره السياسي في بعض مناطق نفوذه، خاصة في قطاع غزة، على نحو يبعث برسائل سياسية واستراتيجية موجهة للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، والتي لا تزال متمسكة بموقفها الثابت من سياساتها، وكذلك التمهيد الراهن والمحتمل لإعلان الإدارة الأمريكية، على لسان الرئيس ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورة الانعقاد الدورية في سبتمبر/أيلول المقبل عن المرحلة الأولى لما يعرف ب«صفقة القرن»، وهو ما يكشف الحرص الأمريكي، على بناء وتشكيل موقف داعم وحاشد للسياسة الأمريكية في الملف الفلسطيني بأكمله وليس في القطاع فقط. 

ويؤكد فهمي أن التحركات القطرية في قطاع غزة، تتنامى بصورة كبيرة لأن الدوحة تسعى منها إلى تحسين صورتها لدى الولايات المتحدة بصورة مستمرة على الأقل في المدى المباشر، لأنها بحاجة إلى هذا التحسن أساسا، وفي تقديرها أن إبرام صفقة بين «حماس» و«إسرائيل» سيرفع من مركزها السياسي والاستراتيجي، كما أن قطر تعمل على دعم ومساندة «حماس» بفكرها الواقعي والنفعي، خاصة أن تحقيق المصالحة من وجهة نظر قطر، ستعني على الأقل- كما ترى السلطة الفلسطينية وحركة فتح- إنهاء سيطرة «حماس» على القطاع، وبالتالي ستعمل قطر لدعم الحضور السياسي والاستراتيجي ل«حماس» في قطاع غزة، لتقوية موقفها التفاوضي مع السلطة الفلسطينية، مع تفضيل خيار الهدنة على المصالحة، ومن ثم ستعمل على الوصول إلى بلورة التهدئة بين «إسرائيل» و«حماس» بل والمشاركة في تنفيذ بعض ما سيتم الاتفاق بشأنه في هذا الشأن رغبة في ممارسة دور سياسي من خلال الاتصالات التي تشهدها المنطقة خلال المرحلة المقبلة، حيث يلقى التحرك القطري تجاوباً أمريكياً «إسرائيلياً»، الهدف منه فتح الطريق لدور أكبر لقطر، وأن تكون لاعباً أساسياً لتسويق «صفقة القرن».