صحيفة أمريكية: قطر استهدفت 250 من المقربين لترامب لتغيير سياسة واشنطن

عرب وعالم

اليمن العربي

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن قيام النظام القطري باستهداف 250 شخصا من أصحاب التأثير والنفوذ لدى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك من أجل التأثير على السياسة الأمريكية، وجرها للدفاع عن الإجرام القطري في مواجهة دول المقاطعة العربية التي نجحت في الكشف عن تمويل قطر للإرهاب. 

وقالت الصحيفة الأمريكية إن رجل الأعمال الأمريكي، من أصل سوري، جوي اللحام عرض في أواخر العام الماضي على المحامي الأمريكي آلان ديرشوفيتز أن يزور الدوحة، وذلك بدعوة من أمير قطر.

وأضافت الصحيفة أن ديرشوفيتز قال إنه لم يلتقِ باللحام من قبل وإنه تردد في البداية قبل أن يوافق على زيارة الدوحة. ولم يكن المحامي يعلم أنه ضمن قائمة تضم 250 شخص اعتبرهم اللحام -وشريكه نيك موزين- أنهم أشخاص مؤثرون في إدارة الرئيس ترامب.

وأوضحت الصحيفة أن هذه القائمة كانت جزءا من حملة ضغط جديدة تبنتها قطر، وذلك بعد أن انحاز الرئيس ترامب إلى جانب الدول الخليجية التي فرضت مقاطعة دبلوماسية واقتصادية على الدوحة بسبب دعمها للإرهاب. وعليه أرادت قطر استعادة علاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة.

وفي هذا الصدد، قال اللحام لمسؤولين قطريين بعد المقاطعة بوقت قصير: "نريد أن ننشئ حملة، علينا أن ندخل داخل رأسه بقدر الإمكان- في إشارة إلى الرئيس الأمريكي".

وشكلت القائمة أسلوبًا جديدًا في الحشد وتكوين مجموعات الضغط ضمن حملة أطلقتها قطر بعدما انحاز ترامب لجيرانها من دول الخليج، التي اتحدت لمقاطعة الدوحة التي تم اتهامها بتمويل الإرهاب والانخراط في نشاطات معادية لجيرانها. وأوضح اللحام أن قطر سعت إلى استعادة علاقاتها الجيدة مع أمريكا، وفكرت في تحقيق ذلك عن طريق ضم مجموعة من أصحاب التأثير على الرئيس الأمريكي لصفوفها، الذين بدورهم سيعملون على إقناع ترامب باتباع توجهاتهم.

أخبر رجل الأعمال الأمريكي عدد من المسؤولين القطريين في اجتماع لطرح الأفكار عقب إعلان المقاطعة: "نرغب في تكوين حملة ضغط، نتمكن من خلالها في التوغل إلى عقل ترامب والتحكم في تفكيره بأكبر قدر ممكن". إن حملة اللوبي التي قادتها قطر خلال العام التالي للمقاطعة تُعد خطة غير تقليدية بالمرة، لاستهداف رئيس غير تقليدي، توضح أيضًا كيف تمكن الرئيس الأمريكي من تغيير قواعد اللعبة في "صناعة اللوبي".

وكشفت وول ستريت جورنال عن بعض الألاعيب التي لجاء إليها اللوبي القطري لمحاولة التأثير على قرارات ترامب، إذ كان من بين الأساليب التي استحدثتها بث إعلانات تلفزيونية في الأوقات المفضلة للرئيس الأمريكي لمشاهدة التلفاز، وتكوين روابط بالأشخاص المقربين منه ممن يثق بهم ويسمع لهم.

وأنفقت قطر 16.3 مليون دولار على جهود الحشد وتكوين اللوبي في أمريكا خلال العام 2017 ، العام الذي شهد المقاطعة، مقارنة بـ 4.2 مليون دولار في 2016، وفقًا لما كشفته الملفات الفيدرالية للمدفوعات التي قدمتها قطر لجهات أجنبية مسجلة. ومنذ يونيو 2018، ارتفعت عدد شركات اللوبي التي تديرها الدوحة من سبع إلى 23 شركة، حسبما توضح المستندات.

وأنفقت قطر جزءا من هذه الأموال على جماعات الضغط التي تربطها علاقة مع ترامب، ومولت آخرين ليجوبوا قاعات الكونغرس، وهو نهج معتاد هدفه الضغط على المشرعين وكبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، كما حولت الدوحة وجهتها أيضًا إلى أصدقاء ترامب وشركائه ومحبي الرئيس ممن يتمتعون بثقته.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن قطر حددت قائمة تضم 250 "من المؤثرين على ترامب"، مثل المحامي ديرشوفيتز، من من المعروفين بقدراتهم على جذب اهتمام آذان الرئيس سواء بشكل رسمي أو غير رسمي، كما أوضح اللحام، الذي أعلن أنه أعد مع موزين للقائمة وتقربوا من أهدافهم، مرسلين ما يقرب من 24 منهم إلى الدوحة في زيارات إما كانت مدفوعة النفقات مسبقًا، أو أخرى قاموا فيها بإعطاء المال بشكل مباشر للمقربين من ترامب. ومن الأشخاص التي أرسلوها إلى قطر كان الحاكم السابق لولاية أركنساس، مايك هاكابي، ومذيع الراديو المحافظ، جون باتشلور.

أوضحا أيضًا أنهما نظما اجتماعات في أمريكا بين مسؤولين قطريين وبعض مساعدي ترامب، من بينهم ستيف ويتكوف، مقاول عقارات في نيويورك الذي لا يمتلك أي تاريخ في السياسة. رفض ويتكوف طلب التعليق على هذه الادعاءات.

وقد حصلت شركات الضغط التابعة للحام وموزين على ما لا يقل عن 3 ملايين دولار من أعمالهم في قطر، حسب ما أظهرته الإيداعات الفيدرالية. ويقولون إن القطريين ناشدوا ضيوفهم بنشر الخبر عما يرون أنه أعمال قطر الجيدة ، بما في ذلك مساعدتها لإعادة بناء غزة. ويقولون إنهم لم يطلبوا من الزوار أن ينقلوا وجهات نظرهم بأي طريقة محددة، رافضًا إعطاء تفاصيل عن مناقشاتهم مع أي فرد في القائمة.