إيران تضغط على العراق بديون الكهرباء لإنقاذ اقتصادها المنهار

عرب وعالم

اليمن العربي

يبدو أن الأزمات الاقتصادية الخانقة التي تضرب إيران، إلى جانب تزايد وتيرة الانقطاع في التيار الكهربائي، قد دفعت طهران لمطالبة الحكومة العراقية بسداد ديون متأخرة تقدر قيمتها بنحو مليار دولار أمريكي نظير إمداد بغداد بالكهرباء طوال السنوات الأخيرة.

وأفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا"، الإثنين، نقلا عن وزارة الطاقة الإيرانية أنها تعتزم التفاوض مع العراق حول دفع تلك الديون، بالتزامن مع بدء استئناف تزويد دول مجاورة بالكهرباء من بينها العراق، وأفغانستان، وباكستان، في الوقت الذي من المتوقع أن يزور فيه وزير الطاقة العراقي طهران؛ لبدء المفاوضات، وفق الوكالة.

ونقلت "إيسنا" عن "حقي فام" الناطق باسم وزارة الطاقة الإيرانية، أنه جرى دعوة الوزير العراقي لزيارة إيران ومواصلة المفاوضات، بشأن آلية تسوية تلك الديون المتراكمة على الحكومة العراقية، لافتا إلى أن بلاده قطعت الكهرباء عن الجانب العراقي مؤخرا؛ لصعوبة تدبير الطاقة الكهربائية اللازمة للمدن والأقاليم الإيرانية التي شهدت انقطاعا متكررا، وتحديد ساعات يومية لفصل التيار الكهربائي.

وزعم "رضا أردكانيان" وزير الطاقة الإيراني أن العقود المبرمة مع دول مجاورة من بينها العراق بغرض تصدير الكهرباء، تتضمن عدم التزام طهران بالاستمرار في إمدادت الكهرباء خلال أوقات الذروة، مطالبا الحكومة العراقية بالإسراع في سداد مديونيتها لطهران، بزعم أن هذا الأمر يسهم في تطوير العلاقات الثنائية، وفق قوله.

وأعلنت وزارة الطاقة الإيرانية في 21 أغسطس/ آب الجاري، عن استئناف تزويد العراق ودول أخرى مجاورة بالكهرباء، غير أن بدء الاستئناف جاء بعد 10 أيام، وبعد تراجع حجم الاستهلاك المحلي، حيث كان العراق يحصل على كهرباء من طهران تقدر بنحو 1000 ميجاواط.

واندلعت تظاهرات شعبية عارمة في أغلب المدن العراقية في يوليو/تموز الماضي، بعد انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 12 ساعة في اليوم، ورافقه ارتفاع في درجات الحرارة وصلت إلى أكثر من 50 درجة مئوية، فيما أعلنت الحكومة عن حزمة إجراءات لتنفيذ مطالب المتظاهرين دون جدوى.

أكد ناشطون في التظاهرات التي عمت المحافظات الجنوبية والعاصمة العراقية بغداد، أن إيران تسعى إلى استغلال موارد العراق؛ من أجل إنقاذ اقتصادها المنهار، وحذر الناشطون من استخدام موارد البلاد لإنقاذ طهران خلال الفترة المقبلة.